سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المنيا تكتسى بالسواد خلال تشييع جثامين 11 لقوا مصرعهم فى لنش رأس غارب مسلمو القرية رفضوا تناول الإفطار قبل وصول الجثث وأطفأوا فوانيس رمضان.. ومطران الكاثوليك ومأمور مركز أبوقرقاص يتقدمان الجنازة
اكتست قرية الفقاعى، بمركز أبوقرقاص جنوبالمنيا، بالسواد خلال تشييع جنازات 11 من شباب القرية، لقوا مصرعهم فى حادث غرق لنش برأس غارب بالبحر الأحمر أمس الأول «الثلاثاء». كان المئات من أهالى القرية والعزب المجاورة، مسلمين وأقباطاً، قد تدفقوا على كنيسة السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بقرية الفقاعى صباح أمس «الأربعاء»، لحضور مراسم تشييع الجنازة، التى شارك فيها الأنبا بطرس فهيم، مطران الكاثوليك، وكل من العميد حمدى أبوشناف، مأمور مركز شرطة أبوقرقاص، ومحمد عبدالرحيم فهمى رئيس مركز أبوقرقاص، والرائد علاء جلال، رئيس مباحث أبوقرقاص، ومحمد سيد يوسف، مدير مراكز المعلومات بأبوقرقاص، وعقب ذلك تم نقل جثامين الضحايا إلى مقابر عائلاتهم بمناطق البربا وبلنصورة وزاوية حاتم. كما شارك 18 كاهناً كاثوليكياً، و8 كهنة من طائفة الأرثوذكس، وممثلو عدة طوائف بروتستانتية. ومنعت الكنيسة التصوير بسبب حالة الحزن العام، كما شهدت الصلاة إغماءات وصراخاً وعويلاً لأسر الضحايا، وتعذر على أحد الكهنة إلقاء كلمة تعزية أو عظة لشدة الحزن. وأقامت مطرانية الكاثوليك سرادق عزاء لجميع المتوفين بقرية الفقاعى، فيما استقبل المطران الأنبا بطرس فهيم، والعشرات من قساوسة، وخدام الكنيسة الكاثوليكية، بعض القيادات التنفيذية وحضور العزاء. وقال محمد سيد يوسف، مدير مراكز معلومات أبوقرقاص، من أهالى قرية الفقاعى، مسقط رأس ضحايا الحادث، إن مسلمى القرية ألم بهم الحزن من فظاعة وهول الحادث، ورفضوا تناول الإفطار قبل وصول الجثث، وأجلوا ليلة رمضانية كان معداً لها مسبقاً، وأطفأوا أضواء فوانيس رمضان. وأضاف أن الحادث مأساوى وجلل، حيث فقدت القرية 11 من خيرة شبابها، وبينهم حالات تمزق القلوب، ومنها الشاب عزت نصيف، الذى تزوج قبل عام وترك زوجته حاملاً فى شهرها السابع، وزوجته أصيبت بغيبوبة من كثرة الصراخ والعويل بالجنازة، وكذلك الضحية مارينا يوسف زكى، التى كانت تجهز لزفافها بعد أشهر قليلة، كما لقى صموئيل عادل جرجس وخطيبته مريم يوسف مصرعهما فى الحادث، وكذا رودينا وجيه جيد، وابن عمه إسحاق أسامة جيد. وقالت مصادر كنسية، إن الضحايا كانوا برفقة راعى الكنيسة، القس فادى فاروق، بمؤتمر كنسى روحى ترفيهى وكان عددهم 36 من الشباب، وكانوا مقيمين بمقار الكنيسة، ولم يقيموا بأديرة، كما أن المؤتمر كان مقرراً لمدة 6 أيام، وحدثت الفاجعة بعد يومين، حيث ذهب المشاركون للتمشية بأحد شواطئ رأس غارب، وأثناء ذلك فوجئوا بموجة وعاصفة هوائية ودوامة قوية، ابتلعت ال11. وأضافت المصادر أن العناية الإلهية أنقذت القس فادى فاروق من موت محقق بعد أن تعلق به 3 من الضحايا إلا أن الموج فصلهم عنه، وهو يحاول إنقاذهم بمفرده وكاد يغرق بسبب ذلك، بينما طفت جثث 10 من الضحايا على الشاطئ بعد وفاتهم، وتأخر ظهور جثة الطفلة مريم نزيه إبراهيم، وأصيب باسم عاطف رياض، وتم نقله لمستشفى الراعى الصالح الخاصة، ليستكمل علاجه بعد أن شرب كمية كبيرة من المياه المالحة. وقال الأنبا بطرس فهيم، مطران المنيا للأقباط الكاثوليك: إن الكنيسة عليها التزام أدبى ومعنوى تجاه أسر الضحايا لرعايتهم ومشاركتهم آلامهم، مشيراً إلى أن المطرانية هى من نقلت الجثامين من محافظة البحر الأحمر، وأنهت كل الإجراءات حتى عملية الدفن، نافياً تماماً أن يكون للواقعة أية شبهة جنائية، أو تدخل بشرى، مشدداً على أن الواقعة قدر يتم بعلم الله السابق بكل الأعمار للبشر. وكانت مطرانية الكاثوليك بالمنيا قد أصدرت بياناً أكدت فيه أنه لا توجد شبهة جنائية فى مصرع 11 قبطياً غرقاً برأس غارب بالبحر الأحمر، وأن المتوفين من أبناء الكنيسة الكاثوليكية بقرية الفقاعى التابعة لمركز أبوقرقاص. وأشار البيان إلى أنه تم إبلاغ الأجهزة الأمنية بالبحر الأحمر وبمركز أبوقرقاص لإبلاغ أسر الضحايا بالحادث وتسلم جثثهم من مشرحة مستشفى رأس غارب، وهم: كريستنا تامر أمين، وعزت نصيف تامر، وهايدى عاصم، وجمال نبيل رأفت، ورودينا وجيه، وصموئيل ممدوح عطوة، ومارينا يوسف جرجس، وصموئيل عادل جرجس، وديفيد يوسف مبارك، وإسحاق أسامة جاد، والمصاب الوحيد باسم عاطف رياض. من جهة أخرى، شيع الآلاف من أبناء محافظة الأقصر، أمس، جثامين 14 من أبنائها فى مواكب جنائزية مهيبة، خرجت من عدة كنائس، لوداع ضحايا حادث التصادم المروع الذى وقع بطريق «سفاجا - قنا»، مساء أمس الأول وأسفر عن وفاة 16 وإصابة 24 آخرين. وشارك فى مراسم التشييع بمدينة إسنا مئات القساوسة من مختلف كنائس وأديرة الأقصر، كما شارك رئيس المدينة محمد أبوحسوب، وعدد من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة. ونعى الدوشى أبودوح، نقيب المحامين بمحافظة الأقصر، وسيد عبدالله، رئيس اللجنة النقابية للمحامين بإسنا، ضحايا النقابة من المحامين وشاركت أعداد كبيرة من المحامين فى تشييع الضحايا. وقال أحمد البدرى، المحامى، إن الحادث أودى بحياة عدد من خيرة المحامين بمدينة إسنا، وإن حالة من الحزن خيمت على نقابة المحامين التى أغلقت أبوابها لانشغال جموع المحامين بتشييع جثامين زملائهم. وعبر اللواء طارق سعد الدين، محافظ الأقصر، عن حزنه العميق وعزائه لأسر الضحايا ورجال الكنيسة بالأقصر وإسنا.