«أنقذ طفل مدينة نصر الجائع».. رحيل مفاجئ للضابط الشاب محمد عرابي

الساعة كانت تشير للثانية ظهر يوم الاثنين الموافق 2 سبتمبر 2019.. كان الملازم أول محمد عرابي، الضابط بالإدارة العامة للمرور، في خدمته بأحد شوارع مدينة نصر.. حين لاحظ رجلا يطارد طفلا، فأمسك بهما، وأخبره الرجل أنه بائع في كشك وأن الطفل سرق منه «كيس شيبسي».. لم يبالِ الضابط بالرجل قدر ما كان حانيا على الطفل مطمئنا له في موقف إنساني أثنى عليه من تجمعوا ليشاهدوا ردة فعله.
من هنا بدأت شهرة هذا الضابط، فقد تداولوا صورته على مواقع التواصل الاجتماعي بالثناء على تصرفه.. لا شك أنك رأيت هذا الوجه الضاحك من قبل.. لكن في الثانية من صباح أمس السبت، توفى الضابط محمد عرابي فجأة، إثر أزمة مفاجئة.. كان الموت حانيا عليه تماما كما عامل الطفل قبل 15 شهرا.. رحل ضاحكا مستبشرا كما عهده من عرفه وتعامل معه.
رحيل مفاجئ
الضابط محمد محمد محمود عرابي، صاحب الموقف الإنساني الذي يعكس النشأة الحسنة توفي بشكل مفاجئ دون معاناة سابقة من مرض أو تاريخ مرضي، وأحدثت وفاته حالة من الحزن، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورته ينعوه ويدعون له بالرحمة والمغفرة، تماما كما تصرف مع الطفل، ووارى جثمان الفقيد في مقابر الأسرة بطريق السويس، بعد عصر السبت، وعقب صلاة الجنازة عليه بمسجد منتجع النخيل، حيث كان يقيم مع أسرته.
كفالة طفل:
«الواد دا معدوم وأنا عايزه يعيش كويس».. جزء من رسالة صوتية أرسلها الضابط الراحل لصديقته، يطلب منها المشاركة في كفالة طفل، وأضاف: «إحنا بنجمعله عشان نجيبله أكل ولبس عشان نعيشه حياة يعني، ولو حابة تشاركي أو حد يشارك يبقى خير ليكي، لأن الولد معدوم بطريقة انتي مش متخيلاها»، فضلا عن مواقف إنسانية أخرى كتبها آخرون على حساباتهم بموقع «فيس بوك»، تعكس دماثة خلقه.
دفعة 2017:
التحق الراحل بكلية الشرطة عام 2013، وتخرج منها عام 2017، والتحق بالإدارة العامة لمرور القاهرة وعمل في عدة أفرع منها حتى وفاته، السبت.
أسرة عرابي:
والده هو اللواء محمد محمود عرابي، باتحاد المصارعة، وشقيقته هي لينا عرابي نجمة منتخب السلاح، وخريجة كلية الاعلام.. واخيرا، فقد رحل الضابط الشاب وهو يخطو أولى خطوات حياته العملية وفي سن لم يتجاوز ال 25 عاما، لكن موقفه مع طفل مدينة نصر الجائع، ظل باقيا مع الناس حتى اليوم، وسيظل خالدا كلما حان الحديث عن مواقف البطولة والانسانية والتي تعكس الوجه الاخر لرجال الشرطة المصرية في كافة أنحاء الوطن، فصنائع المعروف لا تُنسى.. والذِكر للإنسان عمر ثان.