توصل المرشحان في الانتخابات الرئاسية الأفغانية إلى اتفاق تاريخي لإعادة فرز 8 ملايين صوت لتسوية الخلاف حول نتائج الاقتراع بعد يومين على تكثيف وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، جهوده الدبلوماسية. وأعلن "كيري" ذلك فجأة خلال مؤتمر صحافي عقده السبت في مقر الأممالمتحدة في كابول بعد ساعات من الانتظار موضحا أن عملية إعادة الفرز ستبدأ خلال الساعات ال24 المقبلة. وتعهد المرشحان بالالتزام بنتائج عملية الفرز وأن الفائز سيعلن رئيسا مقبلا لافغانستان وسيسعى على الفور إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأول الأصوات التي سيعاد فرزها ستكون في "كابول" في حين ستنقل صناديق الاقتراع من كافة أرجاء البلاد وسط إجراءات أمنية مشددة من قوة الحلف الأطلسي وقوات الأمن الأفغانية إلى العاصمة الأفغانية وستوضع تحت حماية أمنية. وتصافح المرشحان و"كيري" في نهاية المؤتمر الصحافي بعد التوصل إلى الاتفاق الذي أتى إثر مخاوف من اندلاع أعمال عنف جديدة. وأغرق المأزق في اختيار الفائز لخلافة الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي، أفغانستان في أزمة سياسية ونسف آمال واشنطن في عملية سهلة لنقل السلطة في وقت تسعى إلى سحب قواتها من البلاد بحلول نهاية 2016. والنتائج الاولية في الدورة الثانية من الاقتراع التي نشرت الاثنين اظهرت تقدم اشرف غني. لكن عبد الله عبد الله أعلن فوزه مؤكدا ن عمليات غش على نطاق واسع سلبت منه هذا الفوز. وقال كيري خلال المؤتمر الصحافي الذي تأخر عن موعده 6 ساعات أن "المرشحين تعهدا بالمشاركة والالتزام بنتائج عملية إعادة فرز الأصوات وسيتم التدقيق في كافة الأصوات أي نسبة مئة بالمئة". وأضاف أن "هذا أقوى دليل على أن المرشحين يرغبان في إضفاء شرعية على الاقتراع والديموقراطية في أفغانستان". وأوضح ان "الفائز سيعلن رئيسا وسيشكل على الفور حكومة وحدة وطنية". لكن عملية اعادة فرز الاصوات ستستغرق وقتا. وأكد "كيري" أن "كرزاي" وافق على تأجيل حفل التنصيب المقرر في الثاني من أغسطس. وقال كيري "احترمنا مطالب المرشحين وسيتم التدقيق في الأصوات وفقا لأعلى المعايير الدولية". و"غني" خبير الاقتصاد السابق في البنك الدولي الذي تقدم عليه "عبد الله" بفارق كبير خلال الدورة الأولى في أبريل، دعا الأفغان إلى التحلي بالصبر. وقال "سنحترم إرادة الشعب ولن نقبل ولا بصوت واحد مزور". وقال "عبد الله" من جهته أن الجانبين توصلا إلى "اتفاق تقني وسياسي". واضاف "أمل في أن يكون ذلك في مصلحة الشعب الأفغاني".