فنان النحت على الرءوس، اعتاد أن يتخذ من رءوس المقربين منه «ماكيت» لأعماله السياسية، فبمجرد بدء الهجمة الإسرائيلية الشرسة على غزة واقتحام المسجد الأقصى وقذف الإعلامى العراقى منتظر الزيدى، جورج بوش الابن بالحذاء، لم يتردد فى عمل قصات شعر بحذاء «الزيدى» واسم وصورة الأقصى على رأس شقيقه الأصغر «محمد» الذى نهَج نهج شقيقه فى تلك الهواية المسيسة. إيهاب عيسى، الشهير ب«البوب» كما ينادونه فى منطقة الحلمية الجديدة، أراد أن يدعم المرشح الرئاسى حمدين صباحى، بالطريقة نفسها، فاتخذ من رأس «محمد خالد» الطالب بالصف الثانى الإعدادى بمدرسة الشهيد «محمد حسين الدالى» «ماكيت» لرسم اسم وشعار النسر والرقم الانتخابى (10) الخاص بالمرشح، ولم يتردد محمد فى الموافقة رغم عزوف شقيقه الأكبر «باسل». داخل صالونه الصغير تشعر بأنك فى ثلاثينات القرن الماضى، فهو حريص على اقتناء الأنتيكات، ترى كرسى الحلاقة الخشبى العتيق الذى اشتراه بمبلغ 500 جنيه من صالون حلاقة قبيل انهياره، فضلا عن الفوّاحة والبدّارة، والمنشّة والماكينات القديمة والجلدة الخاصة بسنّ الأمواس وصور للحلاقين القدامى على كراسيهم وعدتهم فى الشنطة الجلد. كتب «البوب» رسالة إلى الوالى والرئيس القادم: «أنصحك بترك الكرسى مبكراً إذا كنت ضعيفاً لكيد الشيطان فنحن وأنت ورقات على شجرة الحياة وغداً ستذبل». البوب لم يتقاض أموالاً نظير قصات شعر صباحى، وأعلن عن تفرغه لعمل تلك القصات على سبيل الدعاية ودعمه ليُصبح حلاق الرئيس كما يحلم.