«ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء، وواخدنا ليه فى طريق ما منوش رجوع، أقسى همومنا يفجر السخرية، وأصفى ضحكة تتوه فى بحر الدموع».. سؤال أبدعه الشاعر الكبير سيد حجاب تاركاً الإجابة عنه حسب ظروف كل منا. سطر بكلماته مصر التى يتمناها ويحلم بها «بحلم وافتح عينيا.. على جنة للإنسانية.. والناس سوا بيعيشوها.. بطيبة وبصفو نية». «الوطن» ذهبت ل«عم سيد»، كما يطلق عليه محبوه وأصدقاؤه، يستقبلك بحفاوة ابن البلد مرتدياً جلبابه الواسع، يدخلك إلى عالمه، عبارة عن مكتبة صغيرة تضم ثروة ثقافية لا بأس بها، وعود صغير «لزوم الدندنة».. بمجرد أن ترى «عم سيد» تتذكر رمضان ورفاق الإبداع «أسامة أنور عكاشة، وإسماعيل عبدالحافظ، وعمار الشريعى»، وبسؤاله عن سر اختفائه عن دراما رمضان، كانت إجابته اللاذعة: «مناخ الدراما اتغير ورحل الأصدقاء». ■ فى البداية.. كيف ترى الوضع السياسى فى مصر حالياً؟ - أرى أننا قمنا بثورتى 25 يناير و30 يونيو بصورة غير مسبوقة، ومن المؤكد أن أعداء هذا الوطن وهذا الشعب لن يسلموا ببساطة ولن يتراجعوا بسهولة. نحن نعيش حلقة من حلقات الثورة بعدما استقر الشعب وتوافق على خارطة المستقبل وأنجز منها خطوتين، فى الوقت الذى ما زالت فيه القوى القديمة تسعى للعودة لصدارة الصورة من جديد، وستحاول فى الفترة القريبة المقبلة أن تلتف على أحلام هذا الشعب، لتعيد إنتاج النظام القديم، لكن أظن أن هذا المسعى سوف يخيب، وعلينا أن نختار مجلساً تمثيلياً يمثل بحق هذه الأمة ونستكمل خارطة المستقبل، وينبغى أن نتحرك فى اتجاه المسار الإجبارى، الذى يرسمه الدستور، وعلينا أيضاً أن نعيد النظر فى مجموعة القوانين الحاكمة بحيث تتسق مع الدستور، وعلينا أن نسعى باتجاه التنمية التى تحقق خارطة المستقبل. ■ مَن القوى القديمة من وجهة نظرك: الإخوان أم الحزب الوطنى؟ - القوى القديمة كبيرة جداً، والقوى الرافضة للتغيير والتغير فى مصر ممتدة من واشنطن إلى تل أبيب، إلى قطر إلى تركيا والتنظيم الدولى، إلى كل قوى النظام القديم المستقرة فى الداخل، والمتمترسة فى مواقع اقتصادية تحاول من خلالها فرض سيطرتها على المستقبل. ■ وكيف يمكن إصلاح منظومة القوانين الحاكمة؟ - من المفترض أن يقوم مجلس النواب المقبل بإصلاح المنظومة الحاكمة، ولن يصلح مجلس النواب من المنظومة الحاكمة إلا إذا مثل تمثيلاً صحيحاً، يعبر عن المواطنين؛ لذا أطالب المواطنين بحسن الاختيار. ■ كانت هناك اعتراضات على قانون مجلس النواب.. ما رأيك؟ - الحقيقة هذه معركة يجب أن نخوضها بجدية، لاستكمال مسيرة الثورة، ويجب أن يعبر المجلس المقبل عن المواطنين. فى العصور الماضية، كنا نؤسس لمجالس برلمانية لا تمثل المواطنين، وهذه المرة بعد أن قام الشعب بموجتين ثوريتين، عليه أن يدرك أن خلاصه فى أن نحصل على قانون انتخاب، يتيح الفرصة لحسن التمثيل البرلمانى. لدينا معركة أولى فى تعديل قانون الانتخاب، ومعركة فى الانتخاب نفسه. وهاتان هما المعركتان اللتان يجب أن نخوضهما لإنجاز خارطة المستقبل. ■ كيف ترى خريطة البرلمان المقبل ونسب تمثيل الأحزاب الموجودة على الساحة وفرص عودة الإخوان للبرلمان؟ - لا أعتقد أن الإخوان ورجال الحزب الوطنى يملكون الفرصة للعودة للبرلمان مرة أخرى؛ لأن الشعب أصبح مؤهلاً سياسياً بعد ثورتين فى 3 سنوات، وأصبح يعرف جيداً من هؤلاء وجرّبهم، والدليل أن الانتخابات الماضية أسفرت عن عدم فوز نواب الحزب الوطنى، وأظن أن ما جرى على الحزب الوطنى سوف يجرى على الإخوان وأحزاب الإسلام السياسى بشكل عام، وأظن أن حزب النور، الذى يرغب بشدة فى الحصول على عدد كبير من المقاعد، لن يحصل على ما حصل عليه من مقاعد البرلمان فى عهد الجماعة، نتيجة لتجربة الإخوان السيئة خلال العام الماضى. ■ لماذا لن يحصل حزب النور على نسبة عالية فى البرلمان المقبل؟ - أظن أن الشعب المصرى يعيش حالة من الإدراك، نبهته إلى أن أحزاب الإسلام السياسى تتاجر بالدين وتستخدمه فى السياسة، ويعى جيداً نفعية حزب النور السياسية، وعلينا أن نعمل الدستور بشكل جاد، وألا تتأسس الأحزاب على أساس دينى، ويجب على حزب النور أن يعيد توفيق أوضاعه. ■ هل ترى أن محاولة حزبٍ الحصول على أكبر عدد من المقاعد فى البرلمان تعد انتهازية؟ - من المؤكد أن لعبة الديمقراطية هى لعبة التداول السلمى للسلطة، وأداته هى الأحزاب، مسيرة حزب النور الماضية بما كان فيها من تشدد، إلى هذه المرونة الغريبة مؤخراً، تؤكد عدم تمسكهم بأى مبادئ. ومن الواضح أن هذا الحزب يعانى انفصالاً بين قادته وقاعدته؛ لأن مواقف القيادة لا تنعكس دائماً على القواعد؛ فكانت القيادة تعلن رفضها لاعتصام «رابعة»، فى حين أن القواعد كانت فى «رابعة»، وكذلك الأمر بالنسبة للدستور. هذا حزب مرشح للنهاية؛ لأنه لا قاعدة مبدئية يقوم عليها وليس له إطار تنظيمى يحكمه. ■ فى رأيك.. لماذا هذه الفجوة بين القواعد والقيادة؟ - هذا الحزب لم يتمرَّس بالعمل السياسى، ولم ينشأ نشأة طبيعية، وتمثيل هذا الحزب مجتمعياً غير واضح، وليس معروفاً أى طبقة يمثلها فى المجتمع، ربما يمثل الرأسمالية التجارية، ليس أكثر من ذلك. ■ هل من الممكن أن يصعد السلفيون ويصبحوا بديلاً للإخوان؟ - أظن أن هذا أصبح صعباً. صحيح أنهم كانوا يقدمون أنفسهم للداخل والخارج على أنهم البديل السلمى والداجن للإخوان، لكن الشعب المصرى أصبح أكثر وعياً من ذلك، وغالباً سيكون هناك مواقع للقيادات القبلية فى البرلمان المقبل. ■ فى ظل ضعف الأحزاب الموجودة على الساحة.. هل من الممكن أن يعود الإخوان للبرلمان بوجوه مختلفة؟ - لا أظن ذلك متاحاً فى الفترة المقبلة، وهم ما زالوا يراهنون على العودة للسلطة من خلال المساندة الدولية والتنظيم الدولى، وهذا الاتجاه محكوم عليه بالفشل. ■ ما رأيك فى أعمال العنف التى يقومون بها فى الشارع؟ - كل دعوات الإخوان السابقة لم تسفر عن شىء، هؤلاء تعرضوا لضربة قاصمة، لكن للأسف المواجهة لهم ما زالت أمنية فقط وليست سياسية، والإخوان لديهم حلم بالتفاوض من موقع قوة لا يملكونه. ■ هل تعتقد أنه من الممكن التصالح بين النظام الحالى والإخوان؟ - الشعب المصرى حسم أمره، ولا أعتقد أن أى حكومة أو سلطة تستطيع التصالح مع الإخوان من دون تحقيق عدالة ناجزة. ■ كيف تكون المواجهة السياسية مع تنظيم الإخوان؟ - ينبغى أن تكون مواجهة شاملة؛ فعلينا أن نغير الخطاب الدينى فى المسجد والكنيسة، بحيث يصبح خطاباً متسقاً مع العصر، وعلينا أن تتضافر الجهود لتأسيس ثقافة مجتمعية حقيقية. ■ ما الدور الذى يجب أن يلعبه الأزهر فى الفترة المقبلة؟ - يجب أن يعود لوسطيته، فى محاولة قراءة العصر وأن تكون أكثر انفتاحاً، وعلى الأزهر أن يغير من بنيته ويطهرها من الاختراقات الوهابية التى دخلت إليه، وعليه أن يصل بين الجميع بمنهج وسطى. الأزهر مطالب بإعادة النظر، فى موقفه من الأعمال الفنية، والأعمال الفنية مطالبة بإعادة النظر فى حدود الحريات التى لا تؤثر على قواعد المجتمع. ■ هل أنت رافض لإبداء الأزهر رأيه فى الأعمال الفنية؟ - لا ينبغى الحجر على حرية الفكر، ما دامت تتماشى والدستور والقانون. ■ ما تعليقك على منع عرض فيلم «حلاوة روح»؟ - أنا ضد أى منع؛ لأن المنع يزيد من الإقبال على هذه الأعمال. الأجهزة الرقابية للدولة تعانى حالة من الارتباك؛ إذ كيف تسمح بتصوير الفيلم ثم تمنعه؟ مثل هذا السلوك المرتبك يزيد من الإقبال على هذه الأعمال ويشكل نوعاً من الدعاية لها. ■ قيل إن ضغوطاً أمنية كانت وراء منع مسلسل أهل إسكندرية.. ما رأيك؟ - أتصور أن القطاعات الأمنية التى لم تُعَد هيكلتها حتى الآن لا تزال تحمل المنطق القديم، وهى جزء من قوى النظام القديم التى تحاول أن تسترد موقعها من الماضى. وجزء كبير من المشكلات القائمة يكمن فى أن فلسفة الأمن لم تتغير. وصدور قانون التظاهر والحكم على المتظاهرين ضد هذا القانون خطأ جسيم ومعادٍ للدستور ولا قيام لمصر إلا باتباع ما يرسمه الدستور، وبغير ذلك سيتبدد الحلم. ■ هل تعتقد أن الحريات فى مصر معرضة للاندثار؟ - أظن أن الضمانة الحقيقية لأى مبدع هى هذا الشعب الواعى والمستنير، والدستور الذى أقره الشعب بتوافق يؤكد كل الحقوق والحريات، ويؤكد حقوقاً لم ترد فى دساتير أخرى. كل الحقوق مصونة فى الدستور، ويبقى فقط تفعيل هذا الدستور بمجموعة من القوانين التى تفعّله فى الواقع، كونه العقد الاجتماعى بين الحكام والمحكومين. ■ مصر تعيش وضعاً اقتصادياً صعباً.. هل من الممكن أن يتبدل خلال الفترة المقبلة؟ - لا شك أننا نعيش وضعاً اقتصادياً صعباً، وقوى النظام القديم تسعى جاهدة للعودة للسلطة وتحاول أن تروّض الرئيس بشروطها بالألاعيب التى يمارسونها، وبالإقبال المشروط على صناديق الدعم المطروحة، بالاتجاه نحو المساهمة بالصدقات لا المساهمة فى البناء، وأظن أنه ينبغى أن يملك من هو فى السلطة رؤية تنموية للمرحلة المقبلة، يتأسس بناء عليها قدر المشاركة المطلوبة بشكل قانونى وإلزامى للتنمية المقبلة. نحن لا نحلم بتنمية قائمة على الصدقة، نحلم بتحويل الاقتصاد المصرى إلى اقتصاد إنتاجى، وهذا هو السبيل الوحيد للنهوض بمصر. ■ كيف تابعت ما فعله الرئيس عبدالفتاح السيسى بعد تبرعه بنصف ثروته ونصف راتبه؟ - عمل طيب، ومحاولة لخلق القدوة والمثل الذى ينبغى أن يقوم به رجال الأعمال، لكن المراهنة على تحريك الجزء الخير فى لصوص النظام القديم رهان بقدر طيبته وحسن نواياه غير مؤكد نجاحه. شىء جميل أن يتبرع أى شخص من أصحاب رؤوس الأموال، لكن ينبغى أن تكون هذه التبرعات فى إطار خطة تنموية، لا فى إطار سد عجز الموازنة. ■ كيف ترى موقف الرئيس من سد النهضة؟ - هذه قضية حياة أو موت، وعلينا إدراك أن حياتنا قائمة على التعاون مع جيراننا فى أفريقيا. ويجب استغلال طاقة كل الشعوب العربية لتنمية أفريقيا ككل. هذه المشكلة لن تحل بالاجتماعات الخرافية والاجتماعات التى كان يعقدها النظام القديم والتهديدات التى كان يقوم بها النظام القديم تجاه هذه الدول. ■ كيف ترى دور قطروتركيا فى المنطقة العربية؟ - قطر دولة صغيرة وبدأت تبحث لنفسها عن مكان تحت الشمس بعد أن ظهر الغاز لديها وأسست «الجزيرة» داعية لسياستها ولفكرها فى المنطقة، وهى دولة بها أكبر قاعدة أمريكية فى العالم كله، وهى دولة فى الجيب الصغير للولايات المتحدةالأمريكية وتتحرك ب«الريموت كنترول» بإشارة منها لتحقيق مصالح إسرائيل وأمريكا فى المنطقة، أظن أن قطر وغيرها من القوى المعادية للشعب المصرى تلعب بذيلها بكثرة فى أفريقيا فى هذه الفترة، إلى جوار بعض القوى الصاعدة مثل الصين، وعلى مصر أن تمثل وتوثق علاقاتها الأفريقية وأن تقوم على المصالح المشتركة معاً. ■ هل ترى أن الدور الذى تلعبه أمريكا له علاقة بجماعات التطرف مثل «داعش» وأنصار بيت المقدس؟ - أمريكا تحاول أن تلعب بكل الأوراق فى المنطقة وتحاول منذ فترة طويلة إثارة فكرة الخلاف الطائفى والدينى والمذهبى فى منطقة الشرق الأوسط، وتحدثت عنها بوضوح وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس من عام 2006 أننا نشهد مخاض الشرق الأوسط الجديد، الشرق المقسم على أساس طائفى وعرقى ومذهبى ودينى؛ بحيث تصبح هناك ولايات شرق أوسطية صغيرة مقسمة، إسرائيل هى مخزن التكنولوجيا والقوة العسكرية والمال، والقائد الحقيقى للمنطقة المفتتة كما تحلم أمريكا. وأظن أن الأمريكان يحاولون تنفيذ هذا المخطط بكل الوسائل الممكنة، حاولوا فى سوريا بعد أن نجحوا فيه فى الخرطوم، وهم يحاولون تنفيذه الآن من جديد فى العراق بإثارة الخلاف السنى - الشيعى. ■ وكيف ترى توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى بقوة إلى روسيا؟ - من مصلحة أى بلد أن يقيم علاقات متوازنة مع كل الأطراف الفاعلة على الساحة الدولية، ووزراء الخارجية المتتالون أكدوا أن روسيا ليست بديلاً لأمريكا وإنما ينبغى أن ننوع فى علاقاتنا الخارجية وأن تُبنى على أساس المصالح المشتركة بين الدول، من المؤكد أن العلاقات مع روسيا تساعدنا إلى حد كبير على الوقوف فى مواجهة الإملاءات الأمريكية والخضوع لأمريكا بشكل كامل. ■ وهل تملك مصر القدرة على مواجهة أمريكا؟ - مصر الموحدة الإرادة، موحدة الجماهير الشعبية، قادرة على أن تقف فى وجه العالم كله، الأمور فى داخل أى وطن تتحدد من خلال التناقضات الغالبة داخله، القوى الخارجية إذا لم تجد لها ظهيراً فى الداخل فهى مهزومة لا شك. ■ وكيف تفسر دعم أمريكا وبريطانيا لجماعة الإخوان؟ - المسألة ليست لها علاقة بالإسلام أو المسلمين، أو الشعوب العربية، لكن هذه الدول تبحث عن مصالحها، ومثلما قال ناعوم تشومسكى: «إن أمريكا تساند الديكتاتور لآخر لحظة»، إذا لم تستطِع أن تواصل مساندته فى مواجهة شعبه ترسل به إلى مكان ما، مثل رئيس تونس، ذهب إلى السعودية، وفى حالتنا أرسلوه شرم الشيخ، وأمريكا تقول كلاماً طيباً عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتبحث فى أركان النظام القديم عمَّن يمثل أو يسير مصالحهم كالسابق، هذا ما فعلوه فى مصر وما سيحاولون فعله من جديد، سيحاولون دائماً العثور على من يسعى فى اتجاه تحقيق مصالحهم، وجدوه فى وقت من الأوقات فى المجلس العسكرى، بقيادة المشير حسين طنطاوى، وجماعة الإخوان، هذا ما يهمهم، والأهم ألا يجدوا بيننا من يسعى لتحقيق مصالحهم. ■ ماذا عن اختيار الدكتور جابر عصفور وزيراً للثقافة؟ - هذه الوزارة تظل انتقالية محدودة بفترة الانتخابات المقبلة، وبعد ذلك يفسر لنا الدستور كيفية اختيار الوزارات، مطلوب منها فى هذه الفترة مجرد تسيير الأعمال ووضع خطة طموح، وبالتأكيد الدكتور جابر عصفور أحد المثقفين الوطنيين القادرين على إدارة شئون الوزارة، لأنه أحد أبنائها، ولكن لا أظن أنه يملك الفرصة الكاملة لوضع سياسات بعيدة المدى للتغيير الثقافى الحقيقى. ■ هل يتحمل الفن مسئولية انتشار ظاهرة التحرش الجنسى؟ - هذه بقايا مرحلة الانحطاط الشديدة، وتم استخدامها من بعض الفئات السياسية فى مواجهة الاتجاهات الليبرالية فى وقت من الأوقات، انحطاط المنظومة الأخلاقية التى كانت موجودة فى الحياة قبل 25 يناير، وبعد الثورة تم استخدام التحرش كأداة لترهيب وتخويف المرأة المصرية من المشاركة فى الثورة، وكان يحدث تحرش ممنهج أو منظم فى هذه الفترة، وهذه بقايا فكر منحط ساد بيننا طويلاً. ■ ما رأيك فى الدور الذى يلعبه الإعلام المصرى؟ - المعركة المقبلة سيكون مجالها الإعلام المصرى؛ لأن طبيعته، سواء المقروء أو المرئى أو المسموع، إما ملك للحكومة من ناحية أو ملك لأصحاب رؤوس أموال يوظفونه لخدمة مصالحهم من ناحية أخرى، أعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد محاولات لتطويع القيادة السياسية لرغبات رجال الأعمال وستكون ساحة أساسية لحربهم فى الإعلام الخاص بالتحديد. ■ هل كنت مع فض اعتصام «رابعة» بالطريقة التى جرت؟ - أظن أن مواجهة «رابعة» كانت خاطئة من الأساس، أولاً: حدث تراخٍ طويل جداً بعد أن منح الشعب تفويضه للمشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع آنذاك، ما أدى إلى تفاقم الأمور داخل «رابعة»، ولم يحدث تصدٍّ لها وسمح بدخول الأسلحة إلى «رابعة» وتتحوصل على نفسها وتتقوى وتصنع متاريس وما شابه، بعد التراخى حدثت المواجهة التى حاولت فيها قوات الأمن اتباع الشروط الدولية وحقوق الإنسان فى المواجهة، لكن لأن قوى الأمن غير مدربة والمقيمين فى «رابعة» المغرر بهم ومن الجماعات المتطرفة أساءوا التصرف فحصل هذا الكم الكبير من الضحايا الذى كان يمكن اختزاله من خلال التصدى المبكر ل«رابعة» وحسن التدريب وتغيير فكر الشرطة الذى يواجه بالقوة الاعتصام، وكان محزناً وقتها أن يكون أول الضحايا من الشرطة. ■ مر عام كامل منذ ثورة 30 يونيو، برأيك ما الذى تحقق فيها وما الذى لم يتحقق حتى الآن؟ - ببساطة شديدة: ما تحقق هو إزاحة نظام جماعة الإخوان وقطع الطريق عليه مستقبلاً كقوة شعبية، حالياً بعض قوى النظام القديم تحاول استعادة مواقعها فى الدولة، بدعوى أن القضية الأساسية الآن هى استعادتها ولكن لا يهمها أى دولة وأى سلطة تُستعاد، هل هى الدولة التى تحكم الشعب أم تخدم الشعب، هم يريدونها حاكمة والشعب يريدها خادمة، هذه هى المعركة الدائرة التى ستستمر معنا لفترة. ■ هل تشارك بأشعارك فى رمضان هذا العام؟ - لا.. تقريباً منذ 3 أعوام وأنا خارج الدائرة الرمضانية لانشغالى وتغير المناخ للأعمال الدرامية، فضلاً عن رحيل أصدقاء كثيرين. ■ إذا أردت أن توجه رسالة للرئيس، ماذا تقول؟ - «أهلك يا تهلك.. أنت بالناس تكون». ■ وماذا تقول لحمدين صباحى وأنت كنت أحد الداعمين له فى انتخابات الرئاسة؟ - «مشوارنا لسه فى أوله.. وما دام بدأنا نكمله»، علينا إنضاج تيار شعبى حقيقى يمثل معارضة قوية تساند الدولة المصرية فى خارطة المستقبل وتقف مدافعة عن الحقوق والحريات للشعب المصرى.