هل حقاً الأجهزة الأمنية فى مصر وراء التفجيرات والاغتيالات؟ اتهام ليس جديداً سبق أن ابتدعته جماعة الإخوان منذ صدامها مع الرئيس عبدالناصر أثناء محاولاتهم اغتياله التى كان من أبرزها حادث المنشية، فكان أن تفتق ذهنهم عن حيلة اتهام الأجهزة أمام الناس كلما فشلوا فى اغتيال الرجل بعد نسج القصص والأكاذيب كما يحدث الآن عما يدور داخل الدولة من مؤامرات! بيد أن الحقيقة آنذاك تكشفت ومن داخل الإخوان أنفسهم، عندما اعترف بعض قادتهم عقب انتهاء حكم «عبدالناصر» بكافة محاولات الاغتيال ومتى وكيف فعلوها، بل ووثَّق البعض هذه المحاولات فى كتب لا تزال شاهدة على جرائمهم ليرد كيدهم فى نحورهم! وشخصياً اعترف لى المرحوم محمد هلال، عضو مكتب إرشاد عام 2005، الذى تولى منصب المرشد المؤقت قبل تولى مهدى عاكف، فى حوار مسجل، قيام الإخوان بنحو 12 محاولة اغتيال فاشلة ل«عبدالناصر». ولأن الإخوان جماعة درجت على النفاق، فقد تنصلت من كل هذه الاعترافات وتنصلت من هؤلاء القادة، بأن تبرأت منهم ووصفتهم بجملة مراوغهم الأكبر «البنا»: «ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين»! نفس الأمر تكرر مع الجماعة الإسلامية والجهاد، فى صراعهما الدموى ضد الدولة الذى بدأ باغتيال الرئيس السادات حتى عام 1997.. ارتكبوا خلال هذه السنوات كل جرائم الغيلة والغدر باسم الله؛ فجروا أقساماً وأكمنة شرطة وبنوكاً ومدارس، اغتيالات لوزراء ومسئولين وكتاب ومفكرين وضباط، قتلوا أقباطاً وسرقوا متاجرهم بعد أن استحلوا أموالهم! قتلوا السائحين وبقروا بطون نساء حوامل منهم فى الأقصر، وضربوا قطارات سياحية. وأثناء كل ذلك كانوا يقولون ويشيعون بين الناس ويصرح قادتهم للصحافة العالمية بأن أجهزة الأمن هى التى تقوم بهذه العمليات لأنها تريد الإساءة إلى التيار الإسلامى؛ المتوضئ، البرىء من أجل استغلالها كذريعة لتمديد قانون الطوارئ آنذاك. ظلوا يرددون هذا الاتهام إلى أن فوجئ المجتمع والعالم بهم يعتذرون للناس عن كل هذه الجرائم بعد الاعتراف بها تفصيلياً، عندما قدموا مراجعات فقهية لكل أفكارهم التى قادتهم لهذا الإجرام وأعلنوا على الملأ توبتهم وأوبتهم عما فعلوه، وقد مثَّل هذا الاعتراف والاعتذار للمجتمع صدمة لأعضاء الجماعة داخل السجون من الذىن تلطخت أياديهم بدماء القتلى والضحايا لتنفيذهم هذه العمليات بناء على أوامر من قادة الجماعة، وهو ما كان سبباً فى انهيار الكثير منهم، ما حدا بهم أن يسألوهم عن مصير من قتلوهم من الناحية الشرعية فضلاً عن كفارة القتل والتفجير والتخريب. الآن يعيد الإخوان وظهراؤهم من المجرمين الكرة مرة أخرى؛ باتهام الأمن فى عمليات القتل والتفجير والاغتيال وزرع القنابل التى يقومون بها، انتقاماً لنزع سلطان الحكم عنهم، التى قُدرت بنحو 1470 جريمة ما بين اغتيال وتفجير وسحل ضباط ومواطنين، بحسب آخر إحصائية لمركز «ابن خلدون» عن جرائم الإخوان منذ عزل «مرسى»، فضلاً عن عمليات الأسبوع الماضى فى قنابل مترو الأنفاق، وقتل جنود رفح الأربعة، مرورا بتفجير سنترال أكتوبر إلى تفجيرات الاتحادية وإمبابة وكرداسة وجرائم الذكرى الأولى لعزله، ثم انفجار مزرعة الفيوم المليئة بالقنابل لصاحبها مسئول الإخوان بأبشواى ومقتله على ما يبدو مع أربعة آخرين من الإخوان.. كل ذلك والإخوان يكذبون ويتاجرون بأنهم أبرياء وسلميون وأن كل ما يحدث لا علاقة لهم به، وكأننا لم نر ونسمع بالصوت والصورة تهديداتهم بكل هذه الجرائم على منصة رابعة طوال 48 يوماً إذا لم يعد «مرسى».. وكأن عمليات القتل والتفجير وإشاعة الفوضى لا يتمنونها وهم الذين يرفعون أياديهم بالدعاء ليل نهار لكى تخرب مصر، أو أنها لا تعبر عما يجيش فى صدورهم الخربة من بغضاء وحقد وغل بعد أن بلغ بأحد قياداتهم أن دعا على مصر وأهلها وجيشها جهاراً فى إحدى فضائياتهم بأن يحدث لها ما حدث ويحدث للعراق.. لكن تُرى هل نجح الإخوان فى كذبهم وادعائهم من قبل حتى ينجحوا الآن فى كذبهم وادعاءاتهم الرخيصة؟ الإجابة لا، لأن الله يعلم أنهم لكاذبون!