استعراضات، وفساتين ملونة، ورقص، وقفز، وغناء، وتمثيل، وحزن، ودموع وانتقام، كل هذه المشاعر، قدمتها الجميلة شريهان، التي بمجرد ذكر اسمها في رمضان، يقفز إلى ذهن المشاهد فورا "فوازير رمضان" و"ألف ليلة وليلة". لم يبعدها حادث السيارة الذي تعرضت له عام 1992، من الابتعاد عن الفن الذي عشقته منذ طفولتها، وبالرغم من فقدان الأمل في وقوفها مرة أخرى على قدميها، بعد إصابتها بكسرين في العمود الفقري والحوض، إلا أن إرادتها كانت أقوى من اليأس، وعادت إلى الشاشة الصغيرة مرة أخرى بفوازير "حاجات ومحتاجات" عام 1993. بداية شريهان مع الاستعراضات كانت في عام 1985 مع "ألف ليلة وليلة"، وأهم الشخصيات التي قدمتها "الأميرة وردشان، وعروس البحور، والثلاث أخوات ريما وحليمة وفاطيما". استمرت شريهان في تقديم "ألف ليلة وليلة"، بشخصيات مختلفة، بالتعاون مع مخرج الاستعرضات والفوازير الأول في مصر، فهمي عبد الحميد، حتى عام 1987، وكانت تقدم الفوازير و"ألف ليلة وليلة" معا في نفس الوقت، وأشهر الفوازير التي قامت ببطولتها "حاجات ومحتاجات، الجلاد والحب، حول العالم". عبرت شريهان من بوابة الفن وعمرها سبع سنوات، من خلال المسلسل الاستعراضي "المعجزة"، الذي أنتجته لها والدتها عام 1973، والتي عارضت في البداية دخولها هذا المجال، إلا أن أخيها غير الشقيق عمر خورشيد، ساند موهبتها، وأقنع والدته بتحقيق رغبة أخته الصغرى. بالرغم من معاناة شريهان في حياتها، منذ طفولتها، إلا إنها استطاعت أن تدخل البهجة على قلوب المصريين، من خلالها فوازير رمضان، التي يعشقها الكبار والصغار، بخلاف أدوارها المتميزة على المسرح والشاشتين الكبيرة والصغيرة. منذ نعومة أظفارها، عانت شريهان لإثبات نسبها لوالدها، أستاذ القانون أحمد عبد الفتاح الشلقاني، بعد أن اضطرت والدتها أن تتزوجه عرفيا، حتى لا يلتحق ابنها عمر خورشيد، من زوجها الأول بالخدمة العسكرية، وظلت قضية نسب شريهان معلقة بالمحاكم، حتى ثبوت نسبها في العام 1980، وكان عمرها وقتها 16 عاما. وفي العام التالي مباشرة، توفي أخيها عمر خورشيد، أكثر من دعمها لإثبات موهبتها، وفي عام 1982 توفيت والدتها، لتبقى شريهان في الدنيا بلا سند. قبل وفاة والدتها، طلبت منها الالتحاق بكلية الحقوق مثل والدها، لكن شريهان تمسكت بموهبتها، بمساعدة عمر خورشيد، الذي أكد لوالدتهما أن أخته موهوبة، وبالفعل اقتنعت الأم، وانتجت لابنتها الصغرى فيلمها الأول "الخبز المر"، وقامت بدور البطولة، وانبهر بها المشاهدين والنقاد. توالت أدوار شريهان في المسرحيات والمسلسلات والأفلام، لكن تبقى أعمالها الرمضانية، لها مذاق مختلف، ربط اسمها بالشهر الكريم. قدمت شريهان آخر أعمالها، فيلم "العشق والدم"، عام 2002، وبعدها أصيبت بسرطان في الغدد اللعابية، وسافرت إلى باريس للعلاج، واختفت تماما عن الأضواء، حتى عادت مرة أخرى للظهور، في ميدان التحرير عام 2011، بعد ثورة 25 يناير.