تحولت الأوضاع داخل قلعة «سنتياجو بيرنابيو» فى العاصمة الإسبانية مدريد بعد الفوز الصعب على مانشستر سيتى بثلاثة أهداف لهدفين فى مستهل مشواره بدور المجموعات لبطولة دورى أبطال أوروبا، والذى جاء بمثابة مَخرج للفريق من أزماته الأخيرة سواء الخسارة فى الدورى أو إعلان بعض اللاعبين رغبتهم فى الرحيل، ودخولهم فى مشاكل مع المدير الفنى البرتغالى جوزيه مورينيو. ونجح ريال مدريد فى تحويل تأخره مرتين إلى فوز مستحق فى نهاية مباراة مثيرة احتضنها استاد سانتياجو برنابيو. وبدأ سيتى بالتسجيل عن طريق البوسنى ادين دزيكو ثم رد البرازيلى مارسيلو بهدف لريال مدريد فى الدقيقة 76. وأضاف ألكسندر كولاروف الهدف الثانى لسيتى فى الدقيقة 85 بعدما لمست الكرة أقدام تشابى ألونسو لاعب ريال مدريد ولكن بعد أقل من دقيقة واحدة نجح الفرنسى كريم بنزيمة فى إدراك التعادل للنادى الملكى، وفى الدقيقة الأخيرة من المباراة خطف كريستيانو رونالدو هدف الفوز القاتل لريال مدريد. واحتلت صورة البرتغالى جوزيه مورينيو المدير الفنى للفريق صدارة الصفحات الأولى فى الصحف العالمية حول العالم بعد احتفاله الصاخب على أرض الملعب عقب المباراة، وشبّهته باحتفاله عام 2006 عندما قاد تشيلسى الإنجليزى للفوز على برشلونة فى ملعب «كامب نو». وقالت صحيفة «لاجازيتا ديللو سبورت» الإيطالية إن الريال استحق الفوز على السيتى بعد مباراة عصيبة تستحق أن تكون «نهائى» للبطولة، كما أكدت أن مستوى الفريقين طوال المباراة يؤهلهما للوصول إلى المباراة النهائية. وفى فرنسا قالت صحيفة «ليكيب»: «ريال مدريد مدهش»، فى إشارة إلى نجاحه فى قلب النتيجة على حساب سيتى، كما قالت: «رونالدو فرض قوانينه على أرض سنتياجو بيرنابيو». أما الصحف الإسبانية فتغنت بعودة الريال إلى الانتصارات بعد خسارته فى الدورى أمام إشبيلية، فى حين احتفت الصحف الإنجليزية بتألق رونالدو، مشيرة إلى أن الحزن كان من نصيب مانشينى المدير الفنى لسيتى بعد مباراة مجنونة. وأكد مورينيو أنه «استعاد فريقه» بعد فوزه الدرامى على مانشستر سيتى، قائلا: «لقد استعدت فريقى أخيرا، أتمنى ألا يختفى مجددا. وأبدى مورينيو سعادة كبيرة بالانتصار المثير الذى جاء فى اللحظات الأخيرة بهدف مواطنه كريستيانو رونالدو، كما أبدى إعجابه الشديد بالأداء الحماسى للاعبيه، موضحا: «حتى لو خسرنا كنت سأفخر بهذا الفريق، هذه هى السيادة، أن تموت فى الملعب، بعيدا عن أى فلسفة رخيصة». وفيما يتعلق بقرار استبعاد المدافع سرخيو راموس رغم أنه ركيزة أساسية بالميرينجى، نفى (مو) أن يكون قراره «تأديبيا» كما يظن الجميع، مشددا على أنه «قرار فنى بحت»، مطالبا الصحفيين ب«عدم اختلاق القصص». واعتلى الريال صدارة مجموعة الموت الرابعة بفارق الأهداف عن بروسيا دورتموند الألمانى الذى فاز بهدف وحيد على أياكس أمستردام الهولندى. فيما قال مواطنه كرستيانو رونالدو: «التزام الفريق كان جيدا للغاية من البداية إلى النهاية. كنا نعرف أن التسجيل ممكن، وفزنا بجدارة». واحتفل النجم البرتغالى المتألق بهدفه، ولكنه غادر الملعب بعدما ردد جملة بدت نوعا من التحدى، أكثر منها سعادة حيث قال: «أحتفل وقت الاحتفال». على الجانب الآخر، وجّه الإيطالى روبرتو مانشينى مدرب نادى مانشستر سيتى انتقادا لاذعا للحارس الدولى جو هارت الذى حمّل زملاءه مسئولية الخسارة أمام ريال مدريد، بعدما تقدم سيتى مرتين فى آخر ثلث ساعة قبل أن يعادل ريال ويسجل هدف الفوز عبر البرتغالى رنالدو فى الدقيقة الأخيرة، ما دفع هارت إلى القول: «لا يمكنك التقدم 2-1 ثم تخسر المباراة. لا يمكننا سوى أن نلوم أنفسنا». ولم يرُق هذا التصريح لمانشينى فانتقد بشدة هارت الذى حمّله البعض مسئولية هدف رونالدو الذى مر من تحت جسمه: «يجب أن يبقى جو هارت بين الخشبات ويصد الكرات. أنا الشخص المناسب لانتقاد الفريق وليس جو هارت. أنا القاضى وليس جو هارت». وفى بقية المباريات، استهل فريق مالاجا الإسبانى ظهوره الأول بدورى أبطال أوروبا بفوز ساحق على منافسه وضيفه الروسى زينيت سان بطرسبرج المدجج بالنجوم 3-0، فيما لم ينجح ميلان الإيطالى فى إسعاد جماهيره وتعادل سلبيا أمام أندرلخت البلجيكى، فى المجموعة الثالثة. وتقاسم أرسنال الإنجليزى وشالكه الألمانى صدارة مجموعتهما بعد أن عادا بفوزين ثمينين من ملعبى مونبلييه الفرنسى وأولمبياكوس اليونانى على الترتيب بنفس النتيجة (2-1) فى المجموعة الثانية. واستهل باريس سان جيرمان الفرنسى مشواره بفوز كاسح على أرضه على حساب ضيفه دينامو كييف الأوكرانى بأربعة أهداف لواحد فى أولى جولات المجموعة الأولى.