شىء ما بين القاهرةوواشنطن، بين الدكتور محمد مرسى وأوباما، بين جماعة الإخوان المسلمين والحزب الديمقراطى الحاكم. تجميد إجراءات تخفيض الديون الأمريكية لدى مصر بمقدار مليار دولار وإعفاؤها منها بالأمس هو مؤشر سلبى للغاية فى العلاقات بين البلدين. مطلوب من الباحث المدقق أن يعرف بالضبط الإجابة عن التساؤلات التالية: 1- حينما أعلنت الولاياتالمتحدة عن نيتها تخفيض ديونها لمصر بمقدار مليار دولار، كان تعبيرا عن رضاء واشنطن عن سياسة الدكتور مرسى والإخوان، رضاءً عن ماذا بالضبط؟ 2- قيام واشنطن والكونجرس بتجميد القرار السابق كان تعبيرا عن عدم رضاء عن الإدارة المصرية، كان رد فعل غاضبا تجاه من وماذا؟ يقال إن الرضاء كان عن الآتى: 1- إثبات الرئيس المصرى فى أدائه الداخلى والخارجى أنه رئيس قادر وقوى. 2- شجاعة الدكتور مرسى فيما يختص بالموقف المصرى من سوريا كما ظهر فى طهران. ويقال إن عدم الرضاء يرجع إلى: 1- أسلوب إدارة الجانب المصرى لأزمة الفيلم المسىء سياسياً. 2- عدم القيام بإجراءات أمنية متشددة لحماية السفارة، وذلك من وجهة نظر السفيرة آن باترسون. وبالأمس أتاحت لى الظروف أن أجتمع مع رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل، على هامش ندوة التنافسية، ووجدت الرجل يعاتب الإعلام ومندهشا من رد الفعل الأمريكى تجاه أسلوب إدارة الحكومة لمسألة الفيلم المسىء. قال الدكتور هشام: فى البداية تفهمنا أسباب غضب الجماهير، وقمنا، بشكل حكيم وذكى، بالتفاهم مع الرموز الوطنية والسياسية التى كانت تريد تسجيل حقها فى الاحتجاج، ونجحنا فى توجيه مسار احتجاجهم بعيداً عن بعض القوى الغوغائية أو المشبوهة ذات التاريخ الإجرامى. وأضاف د. هشام: إنها المرة الأولى التى يتدخل فيها الأمن منذ الثورة ويقوم بتطهير الميدان والمنطقة المحيطة من عناصر مشبوهة دون أى تحفظ أو غضب أو رد فعل من القوى الثورية الحقيقية. ولكن يبدو أن الحسابات «المحلية المصرية» التى أعتقد أن حكومة د. قنديل كانت محقة فيها ليست على ذات خطوط التوازى لواشنطن التى صبت دموع الفراق على فقدها لسفيرها فى بنغازى على الحالة المصرية! شىء ما فى العلاقات يحتاج إلى ترميم سريع وذكى حتى لا يتداعى بناء العلاقات ويصبح آيلا للسقوط.