الاستفزازات الإسرائيلية ليس لها نهاية، وعلى رأسها عمليات تهويد مدينة القدس المستمرة، التى تتضمن هدم مقدسات الفلسطينيين الإسلامية وإقامة وحدات استيطانية جديدة. بالأمس أغلقت تل أبيب جسر باب المغاربة، أحد الآثار الإسلامية العربية بالقدس، أمام حركة المشاة، مبررة ذلك بأنه يشكل خطرا حقيقيا على مستخدميه، كونه آيلا للسقوط، وقد يحترق فى أى لحظة، وهو ما يعطى إشارات إلى نية تل أبيب هدم الجسر، وجاء الإغلاق، رغم تحذيرات وزير خارجية الأردن مؤخرا من إقدام تل أبيب على الأمر، ورغم تقارير إعلامية عبرية كشفت عن خوف رئيس حكومة تل أبيب من اندلاع احتجاجات مصرية وأردنية ضده إذا ما قام بإغلاق الجسر. لكن الاستفزاز لم يتوقف عند هذا، بل تخطاه ليشمل توسعا استيطانىا جديدا فى مدينة بيت لحم، ويضم مئات الوحدات الاستيطانية، واقتحام مئات المستوطنين اليهود المسلحين، فجر أمس، منازل الفلسطينيين بنابلس فى الضفة الغربية، ورشقها بالحجارة، مما أدى إلى إصابة فلسطينى وتخريب عدد من الممتلكات. إسرائيل التى تتعامل بكل قسوة وعنف مع الفلسطينيين لا تتعامل بنفس الطريقة مع تركيا، بل تتبع أسلوب التودد لأنقرة، بهدف إعادة العلاقات المتدهورة فى ما بينهما، ووفقا لصحيفة «معاريف» العبرية، فقد طرحت إدارة واشنطن، بناء على طلب تل أبيب، خطة للخروج من الأزمة التى نشبت بعد اقتحام سفينة «مرمرة» التركية وتجميد أنقرة العلاقات العسكرية، وتخفيض نظيرتها الدبلوماسية مع تل أبيب، خطة واشنطن كما أوردتها «معاريف» تتلخص فى اتصال هاتفى بين رئيسى الحكومتين، يعلنان بعدها عن انتهاء الأزمة فى العلاقات. «معاريف» أضافت أن رئيس حكومة أنقرة سيعلن بعد الاتصال أن إسرائيل قدمت اعتذارا لتركيا على مقتل النشطاء، بينما يعلن رئيس حكومة إسرائيل عن أسفه لما رافق عملية الاقتحام من قتلى وجرحى، مضيفة أن الخطة تشمل دفع تعويضات لعائلات الضحايا، بعدها يعود سفيرا البلدين إلى مقرات سفارات بلديهما فى مقدمة لاستعادة العلاقات.