على كلمات أغنية «أهو جه يا ولاد، هيصوا يا ولاد»، بدأ ربيع عبدالمجيد، منذ الساعة الثانية عشرة ظهراً، فى إعداد الفول استعداداً لأول «سحور» فى رمضان؛ يغسل «قدرة» الفول، ويبدأ فى تجهيزاته، بابتسامة تغمر وجه «ربيع» يقول: «دى أول سحورة فى رمضان، والشهر الكريم بدأ، دايماً بيكون له طعم تانى عن أى شهر فى السنة». أصبح «ربيع» صاحب محل «فول» بمنطقة بولاق منذ عدة أشهر فقط، لكنه ظل أكثر من 15 عاماً يعمل على عربة فى شارع شهاب بالمهندسين وشارع نوال بالدقى: «مش شرط علشان بابيع فى منطقة راقية يعنى مش بابيع كتير أو المنطقة الشعبية بيتباع الفول فيها أكتر، المهم النضافة والصنعة الكويسة وأسلوب الصنايعى ومعاملته مع الناس». مهنة الفول بالنسبة ل«ربيع»، مهنة ورثها عن أبيه وأعمامه، وعمل بها وأبناء عمومته حتى الآن: «ده أكل عيشنا، والمهنة اللى تربينا عليها، وعرفنا سرها، كنت أنا واولاد عمى بنشتغل على عربية واحدة، كانت العربية بتصرف على 4 بيوت». وبالرغم من اعتزاز «ربيع» بمهنته فإنه لا يتمنى أن يرث أولاده نفس مهنته، «ربيع» أب لأربعة أطفال، لا يزالون فى المرحلة الابتدائية: «أنا أولادى نفسى أشوفهم أحسن منى، نفسى أشوفهم دكاترة ومهندسين، برضه الشغلانة فيها بهدلة». بالنسبة لبائع الفول، شهر رمضان لا يمثل له موسماً يحقق فيه ربحاً أكثر، مقارنة بشهور السنة الأخرى: «رمضان أجمل ما فيه إنه شهر بركة، نفسية الناس وفرحتهم هى اللى بتخلى الشغل له طعم تانى، بس بالنسبة لشغل الفول هو مش بيحقق مكسب زى بقية شهور السنة». يصمت عن الحديث قليلاً لانشغاله بغسل «قدرة» الفول، لينادى على أخيه ليحضر له صابوناً: «فى الأيام العادية بابيع السندوتش بجنيه، إنما فى رمضان بابيع كيس الفول بجنيه، وده مش بيوفر لى».