"دمشق الصغيرة"، هكذا أطلق على "6 أكتوبر"، تلك المدينة الصحراوية المعمرة حديثًا، التي تحولت إلى مركزا لتجمع اللاجئين السوريين في مصر، ودلت لافتات المحال التجارية ذات الأسماء السورية المعروفة، على حجم وجودهم فيها، ونظرًا لخصوصيتهم في الطعام، التي تختلف كثيرا عن المصريين، وجدوا صعوبة، بعد نزولهم المحروسة، في العثور على بعض المكونات الخاصة بأكلاتهم التي يشتهونها، إلا أن الوضع تغير حاليا، بعدما سكنوا مدينة 6 أكتوبر، وبالذات في الحي الأول ومنطقة الحصري، وصارت لهم محال تقدم أشهى المأكولات والحلويات السورية. "منذ عامين، جئنا إلى مدينة 6 أكتوبر، أنا وأخي، وفتحنا مطعما للمأكولات السورية".. هكذا بدأ محمد يحيى، الذي هرب من جحيم سوريا، وبالأخص مدينة حمص، حديثه، مؤكدًا أن الطعام السوري يضم قائمة كبيرة من الأطعمة، أشهرها الكبة بأنواعها "المشوية والمقلية واللبنية"، التي تتشكل من "عجينة مصنوعة من البرغل واللحم المدقوق، تحفر على شكل بيضة فارغة، تحشى باللحم الناعم والمكسرات، وتقلى أو تطهى في الزيت". وبحسب يحيى، الشيف الشرقي، تعد "سلطة التبّولة"، ثاني أكثر الأطعمة الشعبية شهرة عند أهل الشام في رمضان، وتتشكل من "البقدونس، والبندورة المقشرة، والبرغل، والنعناع الأخضر، ويضاف إليها زيت الزيتون، والليمون والأخضر، والملح"، يأتي بعدها في الترتيب "الفتوش"، الذي يحضّر من الخس، والطماطم، والخيار، والفجل، والبصل، والفلفل، والنعناع، والملفوف (الكرنب) الأبيض والأحمر، والزعتر الأخضر، والبقدونس، وعصير الليمون الحامض، وزيت الزيتون، وخل التفاح أو العنب الأبيض، والخبز والملح". وأضاف "تشمل قائمة الأطعمة السورية، الكبسة، والمندي، وورق العنب، والشاورما، إضافة إلى الباطرش، وهي أكلة شعبية معروفة لدى السوريين، من نوع المقبلات الدسمة والفنية، تقدم من الباذنجان المشوي ولحم الغنم المفروم، والسمنة الحموية والطحينة، ودبس الرمان"، مؤكدًا أنه رغم تقديمه للأكلات البيتي، إلا أن الإقبال في رمضان يأتي من الشركات والمصانع بالمدينة. أما الشيف "أبو عبده"، من حمص بسوريا، والذي جاء إلى 6 أكتوبر منذ عام ونصف، فأكد أن "الكبة تعد أشهر الأكلات السورية، ولكنها لا تلقى رواجا في بالمطعم"، لافتًا إلى أن الشعب السوري يعتمد على الأكل المنزلي. الشاب الثلاثيني، يؤكد أن الوضع تغير حاليًا بالنسبة للسوريين، بعدما انتشروا وصار لهم وجود في 6 أكتوبر، لافتًا إلى أن: "أكلات سورية كتير اتعذبت لما جيت أكتوبر، وملقتش منها، لحد ما انتشر السوريين"، ويرى أن الأكل السوري لا يحظى بإقبال لدى المصريين، والعكس كذلك، قائلًا: "المصريين معندهمش قابلية لتذوق الأكل السوري، وبالتالي نعد في رمضان أرز وفراخ مشوية وفتة، وهي الأكلات التي يشتهيها المصريون، وفي السحور أكلات خفيفة من فطائر وغيره". الشيف، الذي يعمل بإحدى المطاعم في منطقة الحصري، يقول ل"الوطن"، "لكل شعب طريقة في طهي الأكل"، ممثلًا بأكلة الملوخية.. "الملوخية عندنا بناكلها بورقها، عكس المصريين بيخرطوها".. الشاب الثلاثيني، يرى أن الشاورما مطلوبة لدى المصريين، مشيرًا إلى أنهم محترفون في صناعة أنواعها. لائحة الحلويات تكاد لا تنتهي عند السوريين، وبحسب أبو يوسف السوري، تعد "البقلاوة" أشهر الحلويات السورية، وهي عبارة عن عجينة منتفخة مملوءة بالمكسرات المغطاة بالعسل أو بشراب السكر، و"النمورة" ثانيها، وهي عبارة عن جلاش ورقائق بقلاوة بالقشطة، مضيفًا أن أهل الشام يقبلون على حلوى "البقلاوة" في رمضان بشكل مستمر، قائلًا: "هيا المفضلة عندنا". العامل بمحل حلويات، في منطقة الحصري، أضاف ل"الوطن": "هناك أنواع أخرى من الحلوى يشتهيها أهل الشام في رمضان، منها العوامة (لقمة القاضي)، والقطايف والمبرومة (كنافة بالفستق الحلبي) وعش البلبل (كنافة) والمدلوقة، وتتشكل من المكسرات والأجبان والقشطة والفستق الحلبي، وكول وشكور (جلاش يقطع على شكل رقاقات صغيرة)، والوربات "جلاش"، وعن طلب المصريين على الحلويات السورية، يؤكد أن أشهر الحلويات المطلوبة لديهم هي الكنافة بالجبنة. الشاب الأربعيني، يرى أن العادات والتقاليد الرمضانية في بلاد الشام تتميز، بأنواع المأكولات التي يتفنن بها البعض، مثل "الفتوش والتبولة والكبة والفطائر وحلويات الكنافة النابلسية والمدلوقة"، وكذلك شراب العرق سوس الذي لا يخلو من مائدة إفطار السوريين.