بعض الناخبين فى الانتخابات الرئاسية أقوياء مؤمنون واثقون يعرفون من سينتخبون، يصوبون على شخصية ما أو على اتجاه دينى أو سياسى، يدافعون أحياناً عن اختيارهم حتى الموت مثل إخواننا «الحازمون» أبناء أبوإسماعيل، وهناك مؤيدو الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة والمتعاطفون معهم المصدقون والآملون خيرا من مشروع النهضة والذى يتولاه المهندس خيرت الشاطر والذى ينوى ضخ استثمارات تقدر بمائتى مليار دولار فى مصر لرفعها إلى مصاف الدول المتقدمة والآملون فى تحقيق هدف الخلافة الإسلامية وأستاذية العالم فى مستقبل قريب بما شاء الله، وهؤلاء يختلط معهم البعض من المستفيدين ببعض المواد التموينية أو بعض الخدمات التعليمية أو الصحية مثل ختان البنات الذى يتولاه أطباء وطبيبات الحزب. ولجأ قطاع كبير من حزب الكنبة، الذى وجد أن الثورة وقفت عليه بخسارة وقلق دائم وخوف جاثم، إلى تأييد الفريق شفيق أملا فى عودة استقرار نظام مبارك بواسطة آخر رئيس لوزرائه، الذى يعدهم بالأمن عن طريق الحديد والنار، ويساند حزب الكنبة الشهير شرائح مختلفة من البروليتاريا الرثة -وفقا للتعبير المعروف فى الأدبيات الماركسية- وهم خدم السادة الذين يظل ولاؤهم للسيد مهما عانوا منه لأن لقمة عيشهم مرتبطة بوجوده وخدمتهم له. وعلق بعض المتعاطفين مع الثورة آمالهم على حمدين صباحى بصفته العائم الوحيد على شعبية معقولة من أهل الثورة كممثل للتيار الناصرى ومؤيد من ابن الزعيم الخالد جمال عبدالناصر ومساهم فى ثورة يناير باختراق طوق أمنى من عساكر الأمن المركزى فى دائرته البرلس ومؤسس لحزب الكرامة الذى تحالف مع الحرية والعدالة فى الانتخابات التشريعية الأخيرة حاصداً بعض الفتات من فائدة حزب الإخوان مقابل اسم الحزب، كما أنه بصفته كمناضل قومى مساهم دائم فى تدعيم زعامة ونظام كل من صدام حسين ومعمر القذافى -رحمهما الله- ورحمنا جميعاً بصرف النظر عن الجرائم الإنسانية والتاريخية التى ارتكبتها تلك الأنظمة وتحت قيادة هذه الزعامات. أما أصحاب الفكر والقدرات التحليلية والخيال الذين لم يجدوا ضالتهم فى أى من الاتجاهات السابقة مثل بعض من أهل اليسار والليبراليين بالإضافة إلى جناح أكثر عقلانية وحداثة من غير المتلائمين تماماً مع التنظيم الصارم للإخوان المسلمين، فقد اختاروا السيد عبدالمنعم أبوالفتوح فارسا لهم متوقعين منه قدرة خارقة على سحر العقول والقلوب ليجمع بين كل المتناقضات من السلفيين والإسلاميين المعتدلين وتحرريين ويسار فى رابطة واحدة وسبيكة متجانسة ترضى الجميع كما يحدث فى الدعوات الدينية والرسائل السماوية وكان قبلاً قد تبرأ من سذاجته عندما كان فى مقتبل عمره يمنع الأنشطة الفنية والثقافية فى الجامعة بالعنف بصفته عضواً فى الجماعة الإسلامية قبل أن يعيد إحياء تنظيم الإخوان بجيل جديد من الشباب، وأصبحت تصريحاته تعبيرا عن الحد الأدنى الذى يحاول أن يجمع به كل المتناقضات مثل أن ختان البنات غير شرعى إلا لو كان هناك عيب خلقى وفى هذه الحالة يقرر الطبيب إمكانية أو جواز الختان.. والطبيب بالطبع هو نفس الطبيب الذى يسهم فى حملة الإخوان للختان وهكذا يسطر الدكتور أبوالفتوح المخرج القانونى للتغلب على قانون منع الختان. وتتبقى حيرة ناخب عليه أن يختار ليس الأفضل ولكن الأقل سوءا.