أسقف جنوب سيناء ووفد كتدرائية السمائيين يهنئون المحافظ بعيد الأضحى    مساجد الإسكندرية انتهت استعداداتها لاداء صلاة عيد الأضحى    محافظ القليوبية يشهد إزالة حالات مخالفة بطوخ    ما أسباب تثبيت الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة؟.. خبير اقتصادي يجيب    تراجع فرص وقف إطلاق النار مع تمسك نتنياهو باستمرار الحرب    ضغط دولى على إسرائيل لوقف «حرب التجويع»    مصدر ليلا كورة: سيراميكا كليوباترا يقترب من تجديد عقد محمد إبراهيم    ما حكم حج من ترك الوقوف بالمزدلفة بسبب كثرة الزحام؟    عودة البريق لألبومات الصيف بموسم غنائى ساخن    لكل مشتاق لزيارة بيت الله الحرام.. شاهد| دعاء مؤثر لأزهري من جبل عرفات    د. أيمن أبو عمر: يوم عرفة فرصة للطاعة والتوبة    عيد ميلاد صلاح.. عودة أوروبية وحلم إفريقي في عامه الجديد    وزير الرياضة: فتح مراكز الشباب بالمجان أمام المواطنين خلال العيد    قبل احتفالات عيد الأضحى.. احذر من عقوبات التنمر والتحرش والتعدي على الغير    "الخضيري" يوضح وقت مغيب الشمس يوم عرفة والقمر ليلة مزدلفة    وزير سعودي خلال زيارته للفلسطينيين في مكة: لا مكان لمن يقتات على الفتن في هذه البلاد المباركة    أمام الكعبة.. إلهام شاهين تهنئ محبيها بعيد الأضحى | صورة    بعد تريند «تتحبي».. تامر حسين يكشف تفاصيل تعاونه مع عمرو دياب للأغنية 69    محمد رمضان يشوق محبيه بطرح «مفيش كده» خلال ساعات | صور    القاهرة الإخبارية: وجود محتجزين في غزة يثبت فشل العمليات الإسرائيلية    حزب المؤتمر يهنئ الرئيس السيسى والشعب المصرى بعيد الأضحى    هل يجوز للحاج أن يغادر المزدلفة بعد منتصف الليل؟.. الإفتاء تُجيب    «الغذاء والدواء السعودية»: شرب الماء بانتظام وحمل المظلة يقي الحاج الإجهاد الحراري    إحالة مديري وحدتي الرعاية الأساسية بالميدان والريسة ب العريش للتحقيق بسبب الغياب    لا تتناول الفتة والرقاق معًا في أول يوم العيد.. ماذا يحدث للجسم؟    «دعاء ذبح الأضحية».. «إِنَّ صلاتي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ»    مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يحذر الحجاج من الوقوف في منطقة تقع على حدود جبل عرفات في السعودية ويشير إلى أنها "يفسد الحج".    كم تكبدت الولايات المتحدة جراء هجمات الحوثيين في البحر الأحمر؟    محمد شريف يعلن تفاصيل فشل انتقاله ل الزمالك    خطبة وقفة عرفات الكبرى: الشيخ ماهر المعيقلي يخاطب أكثر من مليوني حاج    ميسي يتصدر قائمة الأرجنتين النهائية لبطولة كوبا أمريكا 2024    وفاة حاج عراقي علي جبل عرفات بأزمة قلبية    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    وزير الصحة السعودى: انخفاض حالات الإجهاد الحرارى بين الحجاج    الدفاع المدنى الفلسطينى: قطاع غزة يشهد إبادة جماعية وقتلا متعمدا للأطفال والنساء    عروض الأضحى 2024.. «يوم عاصم جدا» يعود من جديد على مسرح السلام    استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه المصري يوم السبت 15 يونيو 2024    مستشفيات جامعة عين شمس تستعد لافتتاح وحدة علاج جلطات ونزيف المخ والسكتة الدماغية    الكشف على 900 حالة خلال قافلة نفذتها الصحة بمركز الفشن ببنى سويف    تنسيق الجامعات 2024.. شروط القبول ببرنامج الترجمة التخصصية باللغة اليابانية بآداب القاهرة    محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي تدخل «جينيس» ب4 أرقام قياسية جديدة    عن عمر يناهز 26 عاما.. ناد إنجليزي يعلن وفاة حارس مرماه    موعد صلاة عيد الأضحى المبارك في بورسعيد    بقرار من المحافظ.. دخول ذوي الهمم شواطئ الإسكندرية بالمجان خلال العيد (صور)    أخبار الأهلي : هل فشلت صفقة تعاقد الأهلي مع زين الدين بلعيد؟ ..كواليس جديدة تعرف عليها    خلال جولة مفاجئة.. محافظ المنوفية يوجه «منافذ الزراعة» بتتخفيض أسعار اللحوم (صور)    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يختتم فعالياته بإعلان أعضاء المجلس التنفيذي الجُدد    شروط تمويل المطاعم والكافيهات وعربات الطعام من البنك الأهلي.. اعرفها    تدعم إسرائيل والمثلية الجنسية.. تفاصيل حفل بلونديش بعد المطالبة بإلغائه    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 15 يونيو 2024    ميناء شرق بورسعيد يستقبل سفنينة تعمل بالوقود الأخضر    «تايمز 2024»: الجامعة المصرية اليابانية ال19 عالميًا في الطاقة النظيفة وال38 بتغير المناخ    بقايا الجيل الذهبي تدافع عن هيبة تشيلي في كوبا أمريكا    مصادر أمنية إسرائيلية: إنهاء عملية رفح خلال أسبوعين.. والاحتفاظ بمحور فيلادلفيا    وفد "العمل" يشارك في الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي بجنيف    يسع نصف مليون مصلٍ.. مسجد نمرة يكتسى باللون الأبيض فى المشهد الأعظم يوم عرفة    وزير النقل السعودي: 46 ألف موظف مهمتهم خدمة حجاج بيت الله الحرام    دي لا فوينتي: الأمر يبدو أن من لا يفوز فهو فاشل.. وهذا هدفنا في يورو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خريطة التيارات والكتل التصويتية داخل المجتمع المصرى

اليوم.. تنطلق صافرة الانتخابات الرئاسية .. حدث تاريخى مهم، مصر تنتخب رئيسها لفترة محدودة، و 50 مليون مواطن ممن لهم حق التصويت يتجهون إلى صناديق الاقتراع ، ولكن المصريين ليسوا كتلة متراصة أو اتجاهين كبيرين، بل كتل ومذاهب وصفقات انتخابية.
يتميز المجتمع المصرى بتنوع تياراته وأحزابه وأيديولوجيته، من حيث الأفكار والاتجاهات، برغم الأصل المشترك والعادات والتقاليد التى تكاد تكون واحدة دون تفرقة، ولكن التنوع هو سمة المجتمعات. وإن كان هذا من حسن حظ المجتمع المصرى، فهو على العكس تمامًا من سوء حظ المرشحين الرئاسيين، فلا يستطيع شخص أن يحوز رضاء جميع الأطراف أو الأحزاب أو الاتجاهات، فمثلاً فى أمريكا هناك حزبان كبيران، ويكون الرئيس إما جمهوريًا أو ديمقراطيًا، وفى فرنسا يكون الرئيس يمينيًا أو يساريًا والمجتمع الفرنسى أو الأمريكى ينقسم على هذا المنوال، ولكن المجتمع المصرى على العكس تمامًا، فهو غنى بتنوعه وأفكاره واتجاهاته.
ينقسم المجتمع المصرى أو تنقسم اتجاهات الانتخابات بين 6 اتجاهات صغرت أو كبرت، ولكن لها قواعدها الثابتة والملامح المميزة لها داخل المجتمع المصرى، وتتحكم فى أصوات الناخبين واتجاهاتهم هذه التيارات المتنوعة، بل تنقسم هذه التيارات الرئيسية من داخلها إلى فرق واتجاهات مختلفة، فمن الممكن أن تجد التيار الواحد منقسم من داخله إلى أحزاب شتى وجماعات ومذاهب أخرى، وذلك على النحو التالى:
1- التيار الدينى
2- التيار الليبرالى
3- جماعات رأس المال وأصحاب المصالح والفلول
4- القوميون واليساريون
5- التيار الصوفى ومريدوه
6- المسيحيون
7- الكتلة الصامتة (عامة الشعب)
وسوف نستعرض بالتفصيل كل تيار على حدة، وأهم الاتجاهات والفرق داخله، وأهم المرشحين الداعمين لكل اتجاه وتيار.
أولاً: التيار الدينى (جماعات الإسلام السياسى)
ويمثل قاعدة عريضة من المجتمع المصرى، وله قواعد كبيرة وعميقة داخل وجدان المصريين والمجتمع المعروف بنزعاته الدينية، وهى صاحبة العدد الأكبر من مقاعد البرلمان المصرى الحالى، فضلاً عن امتلاكها آلة تنظيمية ومؤسسية ضخمة، ويمتلك هذا التيار قلوب عدد كبير من جموع الشعب المصرى وقلوب البسطاء، وتتركز قاعدته فى الأحياء الفقيرة وخاصة العشوائيات وبين بسطاء الفلاحين من المصريين وخاصة فى الدلتا وضواحى القاهرة الفقيرة.
وينقسم هذا التيار على نفسه إلى ثلاث فرق وتيارات "الإخوان المسلمين، التيار السلفى، الجماعة الإسلامية"، وفى داخل هذه التقسيمة تتداخل بعض الفرق الأخرى، وقد انقسمت إلى أحزاب "حزب الحرية والعدالة، حزب النهضة، حزب النور، البناء والتنمية، حزب الوسط، حزب الفضيلة، حزب الأصالة، حزب الإصلاح والنهضة، حزب العمل الجديد"، ونستعرض الفرق والتيارات تفصيلاً.
الإخوان المسلمون:
أكبر وأقدم التيارات الإسلامية فى مصر، بل فى المنطقة العربية بأسرها، تأسست عام 1928 على يد الشهيد الإمام حسن البنا، وأصبح لها فروع فى كل مدينة، بل فى كل نجع وقرية مصرية، ولهم خبرة كبيرة بالانتخابات "حرّيفة انتخابات"، فلهم باع كبير فى كيفية إدارة العملية الانتخابية، فضلاً عن إمكانياتهم الكبيرة سواء المادية أو الدعوية.
ولا يوجد إحصاء رسمى أو تعداد لعدد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى مصر؛ وتشير دراسة قام بها د.ضياء رشوان من مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية إلى أن عدد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى مصر، يتراوح حاليًا "ما بين مليونين و2.5 مليون شخص".
حزب الحرية والعدالة:
هو الحزب المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين ويتولى رئاسته الدكتور محمد مرسى المرشح لرئاسة الجمهورية، وتشير الجماعة إلى أن عدد أعضاء الحزب الذى أنشئ قبل مُضى عام، 350 ألف عضو، وبذلك يمتلك أكبر قاعدة شعبية فى مصر، وهو أكبر الأحزاب وقد حصل على نسبة 45% من عدد مقاعد البرلمان المصرى الحالى.
حزب الوسط:
من الأحزاب الإسلامية والذى خرج من بوتقة الإخوان المسلمين وحصل على حوالى 9% من مقاعد البرلمان المصرى وله تواجد داخل الشارع المصرى، وقد تم تأسيسه على يد المهندس أبو العلا ماضى والمحامى النائب عصام سلطان، وقد انفصل عن جماعة الإخوان المسلمين عام 1997.
التيار السلفى:
قطاع كبير من المجتمع المصرى، بدأ كعادة الأحزاب والتيارات الدينية، تيار دعوى وخدمى، وله تواجد داخل الطبقات الأمية والبسطاء، والتى تمثل نسبة كبيرة داخل المجتمع وحضوره الأكبر وقواعده منتشرة بين النساء، وهى مفارقة عجيبة، ولكن الإعلام بدوره ساعد على ذلك من خلال انتشار قنوات السلفيين فى مصر.
ويصل عدد الجماعات السلفية فى مصر إلى ثمانى جماعات، معظمها يفضل العمل الدعوى ويرفض الانخراط فى السياسة، وقد بدأت بعد الثورة فى ممارسة العمل السياسى لأول مرة بعد أن كانت تعترض وتسب الديمقراطية.
وقد انقسم التيار إلى أحزاب، أكبرهم "حزب النور السلفى" الذى يعد من أكبر الأحزاب المصرية، وله تواجد فعلى، والدليل أنه حصل ضمن قائمة ضمت الأصالة السلفى، وحزب الفضيلة على نسبة 25% من عدد أعضاء مجلس الشعب.
الجماعة الإسلامية:
فرقة مصرية، مركزها فى الصعيد ومنتشرة بكثرة خاصة فى محافظة أسيوط، ولها فروع فى القاهرة وتملك قلوب الكثير من أبناء الصعيد، ولكن نظرًا لمطاردة أمن الدولة لها فى السابق لم يكن لها قواعد كالتى للتيارين السابقين، ولكن لا يعنى هذا عدم تأثيرها داخل الخريطة الانتخابية.
مؤسس هذه الجماعة هو الشيخ الدكتور عمر عبد الرحمن الذى رحل إلى أمريكا مهاجرًا، وتم حبسه هناك حتى الآن.
أسست الجماعة الإسلامية بعض الأحزاب الصغيرة، والتى ضمت بعض مريديهم، وأهم هذه الأحزاب حزب البناء والتنمية، وحزب مصر البناء، وحزب جبهة الإصلاح.. وهذه ستساهم بنصيب فى اختيار الرئيس القادم ولهم مريدوهم ومحبوهم داخل كيانات المجتمع المصرى.
ثانيًا: التيار الليبرالى (تيار النخبة)
وهو تيار قديم داخل المجتمع المصرى، والذى يقدم مشروع الدولة المدنية والديمقرطية والإطار القانونى للدولة، ومن التيارات الفاعلة داخل النخبة والطبقة الحاكمة المصرية، وهو التيار الوحيد الذى يمتلك عملاً مؤسسيًا ضخمًا وقديمًا، وغالبًا هو تيار النخبة والطبقة المثقفة، وهو مذاهب وفرق داخلة وأيديولوجيات مختلفة، وله ثقله بين الطبقة المثقفة المصرية والطبقة المتعلمة، ولكن يعيبه التفتت والتشرذم داخل أحزاب وأيديولوجيات كثيرة ومتناحرة، وأشهر أحزاب هذا التيار:
حزب الوفد:
وهو أقدم الأحزاب الموجودة على الساحة المصرية، فيرجع تاريخه إلى عام 1923، عندما خاض أول انتخابات فى تاريخ مصر نفس العام، ويمتلك أرضية داخل وجدان الشعب المصرى، وخاصة طبقة من الفلاحين البسطاء الذين يتذكرون زعماءه وله تواجد جيد داخل الكتلة المسيحية.
وهناك عدد من الأحزاب الصغيرة التى تنتمى إلى هذا التيار، منها: حزب المصريين الأحرار حزب غد الثورة حزب التحالف الديمقراطى حزب الوعى، وهى أحزاب ممثلة فى البرلمان المصرى بعدة مقاعد ليست كبيرة ولكن لها آلتها الإعلامية والمؤسسية الضخمة.
ثالثًا: جماعات المصالح ورأس المال والفلول
وهى كتلة لها ثقلها العددى السكانى، وثقلها من حيث النظام المؤسسى والآلة الإعلامية والثروة، فجماعات الثروة تتركز فى الفلول وأصحاب الصالح والتى لا تريد أن يتغير النظام للحفاظ على مكاسبها التى حصلت عليها من النظام السابق، وأيضًا جماعات أصحاب المصالح، وهم لهم تواجد داخل كل الطبقات المصرية سواء العاملة أو أصحاب الثروة، ويكفى أن نعرف أن الحزب الوطنى المنحل كان به 3 ملايين عضو، وهى كتلة ضخمة ولهم مصالح ومكتسبات يريدون أن يحافظوا عليها على الأقل أو يرجعوا مجدهم ونظامهم القديم.
والفلول وجماعات المصالح تتمثل فى أعضاء مجلس الشعب عن دورات 2005 و2010، وأعضاء من الجهاز البيروقراطى للدولة وأصحاب الثروة والمال والتى كانت مكتسباتهم فى عهد مبارك الفاسدة كبيرة ولا تقدر إذا جاء رئيس لا يتفق مع هواهم ومصالحهم، ومن المؤكد أن المال سيلعب دورًا كبيرًا فى العملية الانتخابية القادمة.
وقد تكونت عدة أحزاب من أعضاء الوطنى المنحل وأعضاء الحكومة ورجال أعمال، من ذلك:
حزب نهضة مصر ومؤسسه أحد أعضاء الحزب الوطنى المنحل.
- حزب المواطن المصرى ومؤسسه صلاح حسب الله أحد رمز الحزب الوطنى المنحل.
- حزب مصر القومى ومؤسسه طلعت السادات وتوفيق عكاشة صاحب قناة الفراعين.
- حزب مصر الحديثة ومؤسسه نبيل دعبس صاحب قنوات مودرن، ومن أهم الداعمين للحزب الوطنى المنحل.
- حزب المحافظين ومؤسسه أكمل قرطام صاحب شركة الصحارى البترولية.
- حزب الحرية ومؤسسه معتز محمد محمود أمين الحزب الوطنى بقنا "وهناك بعض الأحزاب الصغيرة الأخرى".
وهناك جماعات رأس المال وأصحاب الثروة، سيكون لهم دور حاسم بما يملكون من أموال ومشاريع.
رابعًا: التيار الاشتراكى واليسارى والقومى (البروليتاريا)
حظ هذا التيار يتوقف على مدى ما يقدمونه من مشاريع أو تعاطف طبقة العمال والبسطاء التى هى الطبقة التى يتكلم باسمها هذا التيار الذى يهتم ب"البروليتاريا" أو الطبقة الكادحة، من العمال فى المصانع أو العمال من الفلاحين أو البسطاء فى الحوارى والعشوائيات، والحقيقة أن اليسار فى مصر ليس فى أفضل أحواله، خصوصًا فى ظل الأمية السائدة وانتشار التيار الدينى المضاد لهم والذى يتهمه باتهامات كثيرة.
التيار الاشتراكى واليسارى ما زال له تواجد فى مصر، ولكنه تفرق وانقسم إلى عدة أحزاب وأيديولوجيات كثيرة بل ومرجعيات أكثر، على هذا النحو:
حزب التجمع:
هو أكبر الأحزاب اليسارية فى مصر وأقدمها، ومؤسسه واحد من رموز مصر الوطنية "خالد محيى الدين" أحد الضباط الأحرار، وقواعده الشعبية تهالكت وعفا عليها الزمن وازدادات الهوة بين اليسار وبين الاشتراكيين.
حزب العربى الناصرى:
حزب الناصرى له قواعد شعبية ترجع إلى اسم ومشروع الزعيم عبد الناصر، وليس إلى عمل مؤسسى أو عمل تنظميى كامل، فالحزب فى غيبة تامة عن الساحة السياسية وله توجهات اشتراكية، وهى عفا عليها الزمن التى ينادى بها الساسة الآن، فقد ضاعت الاشتراكية وراح زمنها.
حزب الكرامة:
وهو حزب حديث نسبيًا فقد تأسس منذ عدة سنوات ويضم قامات وطنية منهم حمدين صباحى المرشح لرئاسة الجمهورية وكمال أبو عيطة العمالى الوطنى، وله آلة إعلامية لا بأس بها ويمتاز أعضاء الحزب بالشباب والحركة.
ويضاف إلى ما سبق عدة أحزاب منبثقة عن التيار اليسارى، منها:
التحالف الشعبى حزب الأمة حزب العمال الوطنى حزب الوفاق القومى حزب الشيوعى المصرى، إلى جانب أحزاب صغيرة ليس لها تأثير يذكر على الساحة المصرية، باستثناء حزب التحالف الاشتراكى، نظرًا لوجود عضو به مرشح للرئاسة مثل أبو العز الحريرى وله ثقله البرلمانى، وتواجده يقتصر على طبقة محددة وليس له تأثير على آراء الناخبين المصريين.
خامسًا: الصوفيون والطرق الصوفية
تعد الطرق الصوفية فى مصر من الظواهر الاجتماعية التى تمتد جذورها إلى القرنين الثالث والرابع الهجرى، وتنتشر الطرق الصوفية فى جميع ربوع مصر؛ حيث تمتد على مساحة مصر الجغرافية كلها تقريبًا، فلا تكاد تخلو قرية أو مدينة من وجود أتباع لهذه الطريقة أو تلك.
وهناك 77 طريقة صوفية فى مصر تتفرع معظمها عن 6 طرق صوفية كبرى دخلت مصر جميعها فى القرن الرابع الهجرى، وتحاول هذه الخريطة المعلوماتية تقديم جوانب توثيقية عن الطرق الصوفية فى مصر من خلال التعرض لكبريات الطرق الصوفية، وأهم أفكارها، ومستويات انتشارها، وحجم عضويتها، وأهم رموزها وأعلامها.
هناك سبع طرق تمثل أهم الطرق فى مصر، وهم بالترتيب:
الطريقة الرفاعية
الطريقة القادرية الجيلانية
الطريقة الشاذلية
الطريقة الدسوقية
الطريقة الخلوتية
الطريقة العزمية
الطريقة البدوية
خريطة الطرق الصوفية فى مصر ليست صعبة حيث إن تواجدهم فى كل قرية أو نجع، ولكن أعدادهم الحقيقية ليست بالعملية السهلة، خصوصًا فى ظل النقص الشديد فى المعلومات أو عدم السماح بالحصول على الأرقام الحقيقية، واعتمادًا على مصادر من الطرق الصوفية السابق ذكرها، قال وصرح عدد من شيوخها بأن عدد مريدى الطرق الصوفية وأتباعهم تجاوزوا أو اقتربو من المليون. ولكن طبقًا لدراسة أجراها مركز الأهرام للدراسات المستقبلية، وجد أن تعداد الطرق الصوفية فى مصر يقترب من 6 ملايين ولا يتجاوز 8 ملايين.
وبعد ثورة يناير، اتجه شيوخ الطرق الصوفية إلى الانخراط فى العمل السياسى كباقى الجماعات الدينية وأسسوا عددًا من الأحزاب أشهرها: حزب التحرير المصرى، حزب نهضة مصر، حزب النصر الجديد، ويعيبهم التفرق والتشرذم.
سادسًا: الأقباط
لا شك أن كتلة الأقباط المصريين ستشكل عنصرًا مهمًا من عناصر حسم الصراع الرئاسى الشرس الدائر الآن حول من يحظى بتأييد الأقباط، رغم صمت الكنيسة إلى هذه اللحظة وعدم إعلانها عن تأييد أى من المرشحين وتصريحها مرارًا بأنها تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين. وتجمع معظم الإحصاءات على أن نسبة المسيحيين بمصر لا تتجاوز بأى حال نسبة ال5% من إجمالى عدد سكان مصر، أى حوالى 4 ملايين نسمة على أقصى تقدير، فبحسب تقدير وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) ، فإن نسبة المسيحيين لا تزيد عن 7% من تعداد سكان مصر، وبحسب المعلومات الواردة فى كتاب "أطلس معلومات العالم العربى"، من إصدار المعهد الوطنى للدراسات الديموجرافية بفرنسا، تحرير كل من فيليب فاريج ويوسف كرياج ورفيق البرستانى، فإن نسبة المسيحيين فى مصر تبلغ حوالى 5.6% من تعداد السكان، وهذه النسبة الأخيرة تأكدت فيما بعد بحسب الإحصائيات الرسمية للحكومة المصرية لعام 2001.
ومن المعلوم أن الأقباط يتبعون أوامر الكنيسة باعتبارها القيادة الروحية والسياسية فى مسألة ترشيح أو انتخاب رئيس الجمهورية أو حتى انتخابات المجالس النيابية الماضية، ولكن هناك بعض الأفراد والجماعات التى خرجت من تحت عباءة الكنيسة، وبدأت فى العمل السياسى والحزبى دون وصاية وباعتبارها شريكًا فى الوطن، وقد تشكلت بعض الأحزاب المسيحية التى تنادى بالمساواة والدولة المدنية والعدالة والحرية، وأبرزها حزب شباب الثورة أو الحياة، الذى يدعو له الناشط من أمريكا مايكل منير، وأعلن المحامى نبيل جبرائيل عن تأسيس حزب اسمه الاتحاد المصرى، وأنه انضم إليه 2000 عضو، والصحفى أرمنيوس صموئيل أرمنيوس الداعى لإنشاء حزب تحت مسمى النهر الجديد، ولدى الأقباط تخوف من ازدياد التيار الإسلام السياسى وخاصة الجماعات الإسلامية.
سابعًا: الكتلة الصامتة (غير المسيسة)
سمها كما شئت، أو قل ما يحلو لك عنها، فهى تمثل القطاع الأكبر من الشعب المصرى بكل طوائفه من العمال إلى الطبيب ودكتور الجامعة، ويطلق عليهم "حزب الكنبة"، أو الصامتون أو حرافيش طالبى لقمة العيش، وهذه الكتلة هى التى سيكون لها الدور الأكبر فى اختيار الرئيس القادم وعلى كل التيارات السابقة أن تسعى إلى تشكيل وعى مجتمعى وتصيغ مشروعًا قويًا تقف وراءه من أجل أن تنال رضاها، إن كانت لا تزال تريد أو تطمح فى منصب الرئيس، يقترب تعدادهم بين 40 مليون نسمة، يشكلون الكتلة الضخمة والتى يتم توجيهها حسب رؤية التيارات السابق ذكرها، والخطاب السياسى والاقتصادى بالذات بين الطبقة الفقيرة والكادحة.
الكتلة الصامتة وغير المسيسة تمثل الطبقة المتوسطة والطبقات الفقيرة، من عمال المصانع وكل الفلاحين، ومعظم سكان العشوائيات وأهل النوبة وسيناء والطبقات المتوسطة على اختلاف مشاربها، الأمية وضعف نسبة التعليم سيكون عاملاً حاسمًا فى اختيار المرشح.
وتشير آخر الإحصائيات إلى أن قوى الحشد الانتخابى ستكون موزعة كالتالى:
عشرة ملايين جماعة الإخوان المسلمين
سبعة ونصف مليون التيارات السلفية
أربعة ملايين من الفلول
مليونان يمثلان حزب الوفد (الليبرالية المحافظة)
مليونان يمثلان التيارات الليبرالية الأخرى
مليون وثمانمائة ألف الكتلة القبطية
سبعمائة ألف التيارات القومية واليسارية
كما أن هناك افتراضات وضعها عدد من الخبراء خاصة بالنسبة المئوية لقوى الحشد الانتخابية، وكانت كالتالى:
قوة حشد الإخوان ستتوزع بنسبة 85% لصالح مرسى، و15% لصالح أبو الفتوح.
أصوات التيارات السلفية ستتوزع بنسبة 75% لصالح أبو الفتوح، و25% لصالح مرسى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.