ترأس سامح شكرى، وزير الخارجية، أمس، وفد مصر فى اجتماعات وزراء الخارجية لدول الاتحاد الأفريقى للقمة الأفريقية فى «مالابو»، عاصمة غينيا الاستوائية، وذلك قبل اجتماع الرؤساء يومى 26 و27 يونيو، التى يرأس وفد مصر خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى. وتعقد القمة الحالية تحت شعار «الزراعة والأمن الغذائى فى أفريقيا»، بمناسبة الذكرى العاشرة لتدشين برنامج التنمية الزراعى الشامل فى أفريقيا، وهو أحد المشروعات الرائدة التى أطلقت فى إطار مبادرة النيباد، التى تعد مصر إحدى الدول الأفريقية الخمس المؤسسة لها. وتتناول القمة واجتماعاتها التحضيرية على المستوى الوزارى عديداً من الموضوعات المهمة المطروحة على الأجندة الأفريقية والدولية، مثل موضوع إصلاح وتوسيع مجلس الأمن، وحالة السلم والأمن فى أفريقيا، وأجندة التنمية لما بعد 2015، وموضوعات التغير المناخى، واستراتيجية الاتحاد الأفريقى 2063، وميزانية الاتحاد الأفريقى لعام 2015، والتقارير المقدمة من أجهزة الاتحاد الأفريقى المختلفة حول أنشطتها. ويعقد، غدا، على هامش القمة، اجتماع لجنة رؤساء الدول والحكومات لتوجيه النيباد، وقمة آلية مراجعة النظراء الأفريقية، كما تشارك مصر فى الجلسة المفتوحة التى سيعقدها مجلس السلم والأمن الأفريقى مساء اليوم نفسه بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشائه. ويجرى الوزير سامح شكرى سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من المسئولين الأفارقة على هامش اجتماعات وزراء الخارجية، حيث أكدت مصادر فى الوفد المصرى، فى تصريحات ل«الوطن»، أنه من المتوقع أن يجرى «شكرى» لقاء مع نظيره الإثيوبى تادروس أدناهوم، لبحث عدة قضايا، على رأسها قضية الأمن المائى والتحضير للقاء الرئيس السيسى ورئيس وزراء إثيوبيا. وأكد وزير الخارجية سامح شكرى، أن عودة مصر لحضور اجتماعات القمة الأفريقية ليست مجرد عودة إنما تفاعل مستمر وبحث عن مجالات تعاون جديدة والإسهام فى مشروعات تحقق طموحات الشعوب الأفريقية فى التنمية، من خلال الاعتماد المتبادل على الإمكانيات الضخمة المتوافرة فى القارة الأفريقية. وأعرب «شكرى»، فى تصريحات عقب وصوله إلى مالابو، أمس، عن تطلع مصر إلى أن تكون القمة الأفريقية التى تستضيفها غينيا الاستوائية بداية لمرحلة جديدة من التضامن والتعاون بين الشعوب والدول الأفريقية، وقال: «نقدم على استعادة موقعنا فى الاتحاد الأفريقى بكثير من الإعزاز، ونعود ثانية وسط الأشقاء الأفارقة». وتابع: «نتطلع لأن تكون القمة الأفريقية بداية لتعاون مثمر وعلاقات حميمة، على الرغم من الأحداث التى أدت إلى تعليق عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى، وبالرغم منها لم تكن مصر بعيدة عن أشقائها الأفارقة». ونوّه وزير الخارجية إلى أن علاقة مصر بالدول الأفريقية على المستوى الثنائى كانت قائمة وفيها تفاعل وتعاون مشترك، ولكن مصر تعود الآن أيضاً إلى الإطار المتعدد، وتتفاعل بإيجابية وبإخلاص من أجل المصلحة الأفريقية المشتركة، ومن أجل تدعيم العلاقات بين الأشقاء. وحول عتاب بعض الأشقاء الأفارقة فى الماضى بشأن عدم مشاركة مصر لسنوات فى القمم الأفريقية على مستوى القمة، قال وزير الخارجية إننا ننظر للمستقبل، مشيراً إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد أكثر من مرة على الاهتمام والأولوية التى يوليها للعلاقات التى لا نقول «المصرية- الأفريقية» لأن مصر جزء لا يتجزأ من أفريقيا ولكن العلاقات بين أشقاء أفارقة لأن هذا هو محيطنا ووجداننا الأساسى.