«أنا تعبان وحاسس إنى هموت.. أنا عايز أعيش والعب مع عيال النجع واروح المدرسة زيهم، ومش عايز آخد حقن تانى علشان جسمى وجعنى».. كلمات كالسهام، تعبّر عن مأساة «محمود»، الذى لم يتجاوز 6 سنوات، أصيب بالتهاب الكبد الوبائى.. «مش انتم قلتم حتعالجونى علشان أبقى كويس؟!». مأساة الأسرة الفقيرة المكونة من 6 أفراد، بينهم محمود، بدأت بعد إصابة الأم ب«فيروس سى»، تطور إلى تليف كبدى، ثم اكتشف الأطباء منذ عام إصابة الطفل بنفس الفيروس. تروى الأم المأساة قائلة: «مايهمنيش أعيش.. المهم ابنى يتعالج، ماسيبناش مستشفى، لكن ولا حد بيسأل فينا، علشان غلابة ومالناش ضهر». والد محمود قال ل«الوطن»: «أعمل خفيراً نظامياً براتب 900 جنيه، انقلبت حياتنا عندما اكتشفنا إصابته بالفيروس، فذهبنا لمستشفى المنصورة، ولم يهتم الأطباء، حولونا لمستشفى أسيوط الذى رفض علاجه قبل أن يصل عدد المرضى إلى 20 حالة ليحصلوا على «كورس» واحد، أو يكمل محمود 18 سنة ليتلقى علاج البالغين، فقررنا العودة للأقصر، وذهبت للتأمين الصحى، ولكن المسئول هناك طردنا قائلاً: مش ناقص وجع دماغ». وناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء النظر لحالة نجله بعين الرحمة والعطف، ومساعدته. من جانبه، قال المحاسب وليد محمد، منسق حملة «معاً ضد فيروس سى»، إن هناك شركتين فى مصر تنتجان علاج الفيروس للأطفال، ويمكن لمحمود أن يُشفى بعد 48 حقنة، إلا أن تكلفة الحقنة الواحدة 1400 جنيه، وأسرته فقيرة جداً. الدكتور باسليوس فكرى، مقرر لجنة «الإنترفيرون» بالتأمين الصحى بالأقصر، نفى طرده «محمود» وأسرته، مؤكداً أنه لا يملك علاجه، حسب لوائح التأمين، كما لا يوجد علاج للأطفال المصابين بالفيروس سوى بمستشفى المنصورة، مشيراً إلى أن التأمين الصحى لا يكفل العلاج بحقن الإنترفيرون سوى للمرضى البالغين، وأضاف: «والدته رفضت أن نعطيه علاجاً تحفظياً، وغادرت المكتب غاضبة».