الاطفال تحت سن 18 عاما مرضي "فيروس سي" لا يحصلون علي حقنة الانترفيرون بقرار من التأمين الصحي.. رغم أنه يأتي نتائج جيدة فضلاً عن أنهم لديهم فترة حياة طويلة منتجة وبالتالي فان تكلفة "كورس" العلاج والتي تبلغ 15 ألف جنيه تكون ذات عائد اقتصادي علي المدي البعيد. فاطمة محمد التي لم يتعد عمرها عشر سنوات اصيبت بفيروس سي بسبب نقل دم ملوث لها وتقرر أن تأخذ الانترفيرون أسرتها لم تستطع توفير ثمن الحقنة الواحدة البالغ 250جنيها والتأمين الصحي رفض علاجها فإضطرت للمجيء لمعهد الكبد فهو يقوم بعلاج الاطفال مجانا بمبادرة فردية. هدير جمال السيد - 14 عاما - تقول بعد اصابتي بالفيروس منذ اكثر من 3 سنوات ذهبت الي التأمين الصحي بالجيزة عالجوني بالأقراص أقراص فقط وعند إعادة اجراء التحاليل ظهرت نسبة الفيروس عالية جدا ولابد من الإنترفيرون فورا فذهبت الي معهد الكبد. كما يقول محمود نجيب نفس ما حدث مع ابني مصطفي 8 سنوات أصيب بنزيف بالفيروس بعد نقل دم ملوث له وتم اعطاؤه علاجاً تحفظيا عبارة عن أقراص ولكن بعد فترة تدهورت حالته عاد للتأمين فقالوا له انهم لا يقومون بتوفير الحقن لعدم وجود موارد مالية بالهيئة وعندما فقد أعصابه وطالبتهم بضرورة علاج ابني قالوا "روح معهد الكبد هناك مبادرة مجانية لعلاج الاطفال". وتضيف والدة الطفل ابراهيم عماد طوابير الاطفال كبيرة وقائمة الانتظار تمتد لعام كامل. سعاد والدة الطفل منصور محمد - 8 سنوات - لم تكن محظوظة فمازالت حتي الآن تبحث عن مكان يعالج ابنها بعد أن اكتشفت اصابة ابني بفيروس سي أثناء علاجه من سيولة بالدم بمستشفي ابوالريش. مبادرة مجانية يؤكد الدكتور وحيد دوس مدير معهد الكبد أن عدد الاطفال المصابين بفيروس سي في مصر حتي سن 18 يبلغ 60 ألف طفل معظمهم تم انتقال العدوي عن طريق نقل دم ملوث ورغم أن التأمين الصحي ملزم قانونا بتوفير علاج الاطفال من سن الولادة الي سن ال18 إلا أنه لا يوفر العلاج بالانترفيرون وحين ادركنا مدي المعاناة التي يعانيها الاطفال فبدأتنا في وضع برنامج بمبادرة مع اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية والجمعية المصرية لرعاية مرضي الكبد ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وبدأت في نوفمبر 2009 وتم تنفيذ مرحلتين وتم علاج 630 طفل من خلال 6 مراكز تم افتتاحها بمناطق مختلفة بانحاء الجمهورية "ابو الريش - الدمرداش الشاطبي بالإسكندرية وأسيوط الجامعي ومستشفي الاطفال بمعهد الكبد بالمنوفية ومعهد الكبد بالقاهرة" وقد راعيناان يكون هناك مركزان في الدلتا ومركز بالصعيد وثلاثة بالقاهرة وجاري الان التحضير لمرحلة ثالثة. بينما يؤكد دكتور علاء الغنام مدير برنامج الحق في الصحة أن عدم علاج الاطفال المصابين بفيروس سي يعد انتهاكا صارخا لحق الاطفال في العلاج خاصة أن الدولة هي المسئولة عن اصابة معظم الاطفال بالمرض بسبب عوامل الخطر الموجودة بالمؤسسات الصحية لعدم تطبيق أسس مكافحة العدوي. مشيراً أنه بموجب القوانين الدولية لحقوق الطفل بالدولة بالتأمين الصحي أو لجنة مكافحة الفيروسات الكبدية مسئولة عن توفير العلاج لهم. يرد مهاجما لسياسة التبرير التي تتبعها هيئة التأمين الصحي بحجة عدم وجود موارد مطالباً باعادة توزيع الميزانية والتخصص الأولي يكون للاطفال لان نسبة شفائهم بهذا السن تكون أعلي. وبمواجهة الدكتور عبدالرحمن السقا رئيس هيئة التأمين الصحي قال أن بروتوكول التأمين لا يتضمن علاجاً للاطفال حتي سن ال18 أو فوق سن ال 60 من مرضي الكبد بالانترفيرون ولكن يتم علاجهم بالعلاج التحفظي فقط!!