لم يكن اسم «ليلى إسكندر» أول وزيرة دولة ل«التطوير الحضرى والعشوائيات» من الأسماء المعروفة فى دوائر الحكم، مثلما كان معروفاً بين سكان أحد أفقر الأحياء المصرية، وهو حى «الزبالين» بالمقطم، الذى أمضت فيه «إسكندر» خمسة عشر عاماً تطبق فيه خبرتها ودراستها الأمريكية فى التعليم على أبناء الزبالين، هذا غير مشاركتها فى مشروع «بساطة» المقام فى نويبع لتدوير المخلفات، وكذلك مشاركتها فى ورش تدوير القمامة بمنشية ناصر، ومشاركتها فى الدراسة التى أعدتها وزارة البيئة حول نقل مصانع تدوير القمامة فى المنطقة الكائنة خلف «حى العبور» بالقاهرة. على أن الأنظار لم تلتفت ل«إسكندر» إلا حين اختارها منتدى الاقتصاد العالمى فى «دافوس» ليمنحها جائزة «شواب» للإبداع الاجتماعى، نظير أعمالها التطوعية فى مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية، خلال انعقاد المنتدى فى شرم الشيخ عام 2006، ثم عاد اسمها ليتصدر الصحف مرة أخرى عندما اختارها الدكتور حازم الببلاوى لحقيبة وزارة البيئة ضمن أفراد حكومته التى حلفت اليمين فى 16 يوليو الماضى، وهو المنصب الذى حافظت إسكندر عليه حتى بعد استقالة الببلاوى، وتشكيل المهندس إبراهيم محلب لحكومته الأولى فى أول مارس الماضى. دخلت «إسكندر» الوزارة لتخوض حرباً شرسة للدفاع عن البيئة ضد العودة لاستخدام الفحم مرة أخرى كمصدر بديل للطاقة، مما وضعها فى مرمى النيران بعد صدام مع عدد من الوزارات، يقول مراقبون، إن ذلك كان سبباً فى خروجها من وزارة البيئة إلى وزارة «التطوير الحضرى والعشوائيات». وبحسب الإحصائيات الرسمية، يبلغ عدد المناطق العشوائية بمصر 1221 منطقة عشوائية، يسكنها ما يقرب من 26 مليون مواطن، فى ظل تدهور حضرى، وارتفاع رهيب فى معدلات الفقر والبطالة، قضايا متشابكة تنتظر الوزارة الجديدة التى تتولاها ليلى إسكندر. تلقت «ليلى» تعليمها فى مدرسة «الإرسالية البريطانية» ثم حصلت على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من كلية السياسة والاقتصاد، جامعة القاهرة، ودراسات الشرق الأدنى وتطوير التعليم الدولى بجامعة «بيركلى» فى كاليفورنيا وجامعة كولومبيا فى نيويورك، ثم تزوجت وهاجرت مع زوجها إلى الولاياتالمتحدة عام 1968، واستقرت بولاية كاليفورنيا وعملت فى إحدى الإدارات التعليمية الأمريكية، وحصلت على شهادة من جامعة كاليفورنيا فى التربية، أهّلتها للتدريس لطلبة الثانوية فى منطقة وادى السيليكون الشهيرة بصناعة الحاسبات وأجهزة الكومبيوتر وتكنولوجيا المعلومات.