سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«السلس البولى» عند السيدات بين الخجل والمواجهة %40 من نساء مصر يعانين المرض بسبب الولادات المتكررة والمتعسرة ونقص هرمون الإستروجين.. و7% يذهبن لاستشارة الطبيب
تعانى نسبة كبيرة من النساء فى المجتمع المصرى، تصل إلى 40٪، «السلس البولى»، الذى يعرف بأنه خروج البول بشكل غير إرادى وفى غير الأوقات المناسبة، مما يسبب حرجاً شديداً لهن، كما أنه يمنعهن من ممارسة النشاط البدنى ويؤثر على العلاقة الزوجية والحالة النفسية بشكل عام. والسلس البولى يعد من الأمراض الشائعة والمزعجة جداً للنساء، والثابت أنه يظهر فى مراحل عمرية مختلفة، ولكن تزداد فرصة ظهوره فى مراحل عمرية متقدمة، وتعتبر الولادات المتكررة والمتعسرة بشكل خاص من أهم أسباب ظهور هذا المرض، ونقص هرمون الإستروجين لدى النساء عند منتصف العمر يزيد من فرصة حدوث هذا المرض ويزيد من شدته أيضاً، وعلى الرغم من أن هذا المرض لا يشكل خطراً على حياة المريضة فإنه مزعج بصورة كبيرة جداً، كما أنه قد يسيطر على سلوك المريضة ويضطرها إلى تغيير بعض عاداتها الممتعة أو حتى العادات اليومية الضرورية أو التنازل عن إحدى هواياتها المفضلة أو الامتناع عن ارتداء بعض الملابس لمحاولة إخفاء هذا المرض أو وضع الفوطة الصحية بصورة مستمرة، مما يزيد التكلفة المادية على المريضة، أى تحويله إلى (المرض الخفى) علماً بأنه فى معظم الحالات سهل العلاج. ومن أهم العقبات التى تقف أمام مواجهة هذا المرض «الخجل المفرط» فى مجتمعاتنا العربية، وهو الذى يمنع المريضة من طلب العلاج على الرغم من توفره، حيث إن الثابت أن 7٪ فقط ممن يعانين هذا المرض هن من يطلبن استشارة الطبيب. إن عدم التوعية بالمشكلة وعدم التدخل المبكر لعلاجها يؤديان إلى مضاعفات خطيرة، مثل الالتهابات المتكررة بقناة مجرى البول، والاكتئاب النفسى، واضطرابات النوم، واضطراب العلاقة الزوجية بشكل عام أو تطور المرض ليصبح صعب العلاج، والتشخيص السليم للمرض، وتحديد نوعه فى الوقت المناسب من أهم خطوات العلاج. ويُقسم «السلس البولى» عند السيدات إلى نوعين: 1- السلس البولى النذرى الذى يتميز بأن المريضة تشعر بحاجة ملحة للذهاب للتبول باستمرار، ويحدث السلس قبل الوصول إلى دورة المياه، ويكون هذا النوع عادة بسبب التهابات مزمنة بالمثانة البولية أو بسبب اضطرابات عصبية بالمثانة، ويتم تشخيص الحالة لتحديد السبب المباشر لحدوثها ثم علاج السبب فيها بالعلاج السليم. 2- السلس البولى «الإجهادى» الذى يحدث عند ارتفاع ضغط البطن لأى سبب مثل السعال أو العطس ويكون السبب الأساسى فيه هو ضعف عضلات الحوض عند النساء نتيجة الحمل والولادة، فيحدث انفلات للبول عند ازدياد الضغط داخل المثانة على الضغط فى العضلة القابضة للصمام المتحكم فى البول، ويتم تشخيص هذه الحالات أيضاً لتحديد نوع العلاج المناسب. ويقسم العلاج فى هذه الحالات طبقاً لنوع السلس عند المريضة، ففى «السلس النذرى» يتكون العلاج من الدواء فى أغلب الأحيان أو التدخل بالمنظار الضوئى الجراحى فى حالات محدودة فى حالة فشل العلاج الدوائى، أما «السلس البولى» فيتكون العلاج من التمارين الرياضية الطبية لتقوية عضلات الحوض أو باستخدام أجهزة معينة لتقوية هذه العضلات عن طريق جلسات محددة، أو يكون العلاج باستعمال شريط من مادة «البرولين» يتم تركيبه بعملية جراحية بسيطة تخرج فيها المريضة من المستشفى فى نفس يوم إجراء العملية، وتستطيع بعدها المريضة التحكم فى البول عند السعال أو العطس ولا يسبب هذا الشريط أى مشكلة، ونسبة النجاح فى مثل هذه العمليات تتجاوز 90٪. التشخيص المبكر لهذه الحالات واختيار وسيلة العلاج المناسبة وفى الوقت المناسب، هما السبيل الأمثل للوقاية من مشاكل مجتمعية متعددة للسيدات، ورفع مستوى الجودة المعيشية لهن، ويعتبران ركناً مهماً من أركان صحة المرأة فى المجتمعات المتحضرة، وينبغى العمل على زيادة الوعى الصحى بهذا المرض، حتى لا نترك الخجل الشائع فى مجتمعاتنا الشرقية يحول بيننا وبين التشخيص السليم واختيار نوع العلاج المناسب. «مدرس واستشارى جراحة المسالك البولية والتناسلية والعقم بكلية الطب جامعة المنيا وسكرتير شعبة اضطرابات التبول بالجمعية المصرية لجراحى المسالك البولية»