قال الدكتور جابر عصفور، عقب حلفه اليمين الدستورية أمس وزيراً للثقافة، إن «مهمته خلال المرحلة المقبلة مهمة وطنية بامتياز، تتمثل فى تشكيل وعى مجتمع بأكمله تأثر بتغييب ثقافته على مدار سنوات طويلة»، مشيراً إلى أن «الوزارة لن تكون وزارة المثقفين، ولكن وزارة كل المصريين». وأضاف «عصفور» ل«الوطن» أنه «وضع مجموعة من الشروط لقبول منصب وزير الثقافة، من بينها تشكيل منظومة تتعاون من خلالها الجهات الحكومية والمنظمات الثقافية غير الرسمية والأحزاب، بحيث تضم وزارات الثقافة والآثار والتعليم والإعلام والأوقاف والشباب، لكى تتفاعل هذه المؤسسات من خلال أُطر أساسية تكون هى المرجع لهذا التفاعل، وهذه الأطر هى الحرية والعدالة الاجتماعية بمعناها المعرفى، أى توزيع الثروة المعرفية توزيعاً عادلاً على المواطنين، فضلاً عن الاستقلال الوطنى والكرامة». وأكد «عصفور» أن «من المستبعد تكرار ما حدث فى حكومة الفريق أحمد شفيق، لأنى قبلت الوزارة فى المرة الماضية بناء على وهم صور لى أنها حكومة ائتلافية، لأفاجأ بأن الوزارة التى كنت جزءاً منها ليست ائتلافية، وأن نصفها فاسد، لذا تقدمت باستقالتى بعد 9 أيام فقط، لتكون أسرع استقالة فى تاريخ وزارة الثقافة. وأعتقد أن هذا لن يتكرر فى ظل وجود رئيس وزراء متفهم لطبيعة المرحلة ورئيس جمهورية يعى تماماً أهمية الثقافة والمثقفين». من جهة أخرى، رحب عدد من المثقفين باختيار «عصفور» وزيراً، وقال الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى ل«الوطن»، «إن عصفور لديه خبرة وتجربة كبيرة فى الوسط الثقافى، وله مواقفه المستنيرة من جماعات الإسلام السياسى، والسؤال هنا ليس هو من يتولى منصب وزير الثقافة، ولكن ما الذى يجب أن يقوم به هذا الوزير، وهل آن الأوان لتصحيح منظومة الثقافة ككل أم لا؟». ومن جانبه، انتقد الكاتب الصحفى صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة «القاهرة» الصادرة عن وزارة الثقافة، تحفظات بعض المثقفين الذين رفضوا «عصفور» باعتباره آخر وزراء الثقافة فى عهد «مبارك»، وقال «عيسى» إن «هؤلاء تناسوا أن عصفور استقال إثر مشاجرة عنيفة مع أنس الفقى، وزير الإعلام فى ذلك الوقت، بعد وصف الأخير للحكومة بأنها حكومة الحزب الوطنى».