يثير الجدل الراهن حول استقالة الدكتور محمد صابر عرب من منصبه كوزير للثقافة في مصر، أسئلة هامة حول أزمة الثقافة في البلاد ومستقبل الإبداع بعد ثورة 25 يناير، في وقت يطالب فيه مثقفون بإعادة هيكلة العمل الثقافي وآخرون بإلغاء وزارة الثقافة. ومنذ ثورة يناير تعاقب على وزارة الثقافة خمسة وزراء هم الدكتور جابر عصفور ومحمد عبد المنعم الصاوي والدكتور عماد أبو غازي والدكتور شاكر عبد الحميد والدكتور محمد صابر عرب، وهو ما يؤكد أن العمل الثقافي يواجه صعوبات مزمنة على أكثر من صعيد.
وفي الآونة الأخيرة تصاعدت دعوات مثقفين مصريين لإعادة هيكلة وزارة الثقافة بما يخدم طرح مشروع ثقافي نهضوي يتفاعل مع ضرورات الحداثة دون تفريط في الأصالة. وفي سياق الجدل الذي تجدد مع استقالة عرب، فإن إعادة هيكلة المجلس الأعلى للثقافة وتأكيد حرية الإبداع وزيادة الاعتمادات المالية المخصصة لوزارة الثقافة، تتصدر أولويات العديد من المثقفين. ويؤكد الكاتب قاسم مسعد عليوة على أهمية "فلسفة العمل بوزارة الثقافة، وأن تكون موجهة إلى الشعب في عمومه"، وإن كان يحبذ إلغاء هذه الوزارة وتوزيع اختصاصاتها على الهيئات الثقافية، على أن تكون تبعية هذه الهيئات للمجلس الأعلى للثقافة على سبيل المثال، كما يقول. وطالب عليوة "بتفعيل دور المجلس الأعلى للثقافة ليرتبط بشكل أكبر بالمثقفين في كل مكان ويبتعد عن الموظفين". المصدر: الجزيرة نت