غيّبه الموت لكنه أبى أن يغيب، وحضر فاعلاً فى كل الأحداث، رفعوا صوره فى الميدان رداً على الأمريكان، ووضعه لاعبو كرة القدم أيقونة على صدورهم. «الليلة يمكننى أن أعلن للشعب الأمريكى وللعالم أن الولاياتالمتحدة قد قامت بعملية عسكرية أسفرت عن مقتل بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى، المسئول عن مقتل آلاف الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال» أعلنها باراك أوباما فى 2 مايو 2011، وهو لا يعلم أن شبح بن لادن سيظل يهدد الكيان الأمريكى حتى بعد موته بعدما رفعوا صورته واسمه وراياته على السفارات الأمريكية فى مختلف العواصم العربية من القاهرة المصرية إلى بنى غازى الليبية إلى طرابلس اللبنانية، فالرجل الذى وصفته أمريكا بالإرهابى لا يزال يسكن الضمير العربى بوصفه «المجاهد». صورة «بن لادن» التى رُفعت بالأمس فى العواصم العربية فى مواجهة الفيلم المسىء للرسول صلى الله عليه وسلم ظهرت واضحة فى مدرجات البرازيل فى مباراة كرة قدم، لم يرفعها مشجع عربى لكى يحمّلها رسالته فى نصرة الرسول ولكنها جماهير نادى «جريميو البرازيلى» التى رفعت صورة كبيرة لأسامة بن لادن وهو يرتدى زى النادى الشهير وعمامة من اللون نفسه وكتبوا على الصورة «نحن مثل هذا الرجل.. لا ننحنى أبداً». المشجع البرازيلى الذى حمل الصورة ليشجع فريقه وجد فى زعيم تنظيم القاعدة السابق عزيمة وإصراراً مما جعله يراه أكثر رجال العالم قوة وتحدياً حسب وصف طارق الزمر المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية «بن لادن هو رمز الوقوف فى وجه الظلم أينما وُجد هذا الظلم شاء الأمريكان أم أبوا» هذا المجاهد الشهيد كما يصفه الزمر هو رمز المقاومة فى وجه الأمريكان فى مصر والعالم العربى وحتى البرازيل «بن لادن سيصبح أسطورة المسلمين مثلما صار جيفارا أسطورة الغرب».