فرحة أرادت آية إبراهيم أن تقتسمها مع أطفال السرطان، فقدوم شهر رمضان الكريم يعنى بالنسبة لمن فى نفس سنهم الدفء العائلى وشراء الفوانيس وتناول الحلويات وتعليق الزينات، أشياء حرموا منها رغماً عنهم، حيث يقضون معظم الشهر بين المحاليل وفوق الأسرة، فى انتظار أن يحنو عليهم البعض، ولو ب«كل سنة وانت طيب». الفتاة صاحبة ال15 عاماً، غادرت منزلها فى مدينة نصر متوجهة إلى مستشفى سرطان الأطفال، حاملة فى يدها «شنط» الخير لإسعاد الصغار بالفوانيس والملابس والحلويات قبل قدوم شهر رمضان الكريم، بحسب وصفها: «قررت بعد ما خلصت الامتحانات أنزل الشارع أوزع الفوانيس، اللى حوّشت تمنها من مصروفى طول السنة.. وبعدين أقضى باقى اليوم فى مستشفى السرطان مع الأطفال». ربما كانت ابتسامة الطفل «نادر كمال» أكثر ما لفت نظر الفتاة، كلماته محددة وواضحة «عايز رمضان ييجى عشان الفانوس»، باغتها بطلب إحدى الشنط التى تمسكها والتى حرصت على تسميتها ب«شنطة» الفرحة، وأخذ يفتش داخلها عن فانوس، يشعر معه بفرحة قدوم الشهر الكريم: «أول ما دخلت المستشفى أطفال كتير اتلموا حواليا، وطلبوا يتصوروا معايا، نادر الوحيد اللى طلب منى شنطة فيها فانوس، وقال لى إن دى كانت أمنيته قبل رمضان». اليوم الذى أمضته «آية» مع أطفال السرطان كان مليئاً بالفرحة والبهجة والعطاء، غيرت معه وجهتها صبيحة كل يوم جمعة، بعد أن كانت تقضيه مع أصدقائها، لتختار أن تسعد فيه برفقة أطفال دور الأيتام والرعاية الصحية المختلفة، بحسبها: «ليه أفرح وحدى، وممكن يكون للأولاد دول نصيب من فرحة رمضان معايا، طول السنة مش فى رمضان بس».