بشاربه العريض وعينيه اللامعتين القويتين وصوته الهادئ وزيه العسكري الذي يحمل على كتفيه رتبة "المهيب" أو "المشير"، كان صدام حسين يحكم العراقيين لثلاثة عقود.. ما بين "ديكتاتورية عنيدة" لم تسقطها إلا الآلة العسكرية الغربية وبين استقرار "اقتصادي وأمني"، كان حكم الرجل البعثي الذي تم إعدامه في 2006 بحسب ما هو معروف وثابت لدى الجميع "حتى الآن". و"عراق ما بعد صدام" لطالما ظل مكروهًا أيضًا من العراقيين، فالشعب الذي عانى الديكتاتورية تحت حكم حزب البعث وجد نفسه حتى الآن تحت ويلات الإرهاب والطائفية والتدخل الإيراني- التركي- الغربي، واستبداد حكومة نوري المالكي المنحازة للأغلبية الشيعية بشكل واضح، وهي أمور جعلت العراقيين يقولون "ولا يوم من أيامك يا صدام". الميليشيات المسلحة ترتع وتلهو الآن في أرجاء بلاد الرافدين، البعض يقول إنها تابعة لتنظيم متطرف يعرف ب"الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو "داعش"، وهنا يكمن الخطر في أن يتحول العراق إلى "أفغانستان آخر"، والبعض الآخر يذهب إلى أن ما يحدث في العراق الآن هو "ثورة عسكرية مسلحة" بقيادة عزت الدوري، الرجل الثاني في حزب البعث بعد صدام حسين، وكان "الدوري" وصدام وأحمد حسن البكر من الضباط البعثيين المشاركين في الإطاحة بالرئيس العراقي عبدالرحمن عارف في أواخر الستينيات. المهم.. إن هذا يجعلنا نتساءل.. هل يعود نظام صدام حسين إلى سدة الحكم في العراق مرة أخرى؟!!، وهل يستغل الغرب الأحداث الدامية في العراق كذريعة للتدخل العسكري في بلاد الرافدين مرة أخرى؟.. الأيام القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة.