أعلنت قوى ثورية رفضها لما يسمى ب«ميثاق الشرف»، الذى أطلقه الشاعر عبدالرحمن يوسف، مؤسس مبادرة «بيان القاهرة»، ونجل الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، التابع للتنظيم الدولى للإخوان، لتجميع من وصفهم ب«رفاق ثورة يناير»، تمهيداً للمشاركة فى مظاهرات 3 يوليو المقبل، التى يدعو لها التنظيم. وقال الميثاق: «رفقاء ثورة 25 يناير يحتاجون إلى استلهام روح ميدان التحرير بعيداً عن التحيز للأفكار والجماعات والأحزاب، أو الانحباس فى المواقف المسبقة، وإلى استعادة الثقة المتبادلة والشاملة بين الثوار، وكل القوى الثورية شاركت فى الثورة، وقدمت شهداء وتضحيات، وليس لأحد أن يمن على أحد بدوره، فالثورة لم يقم بها فصيل واحد، ولا تيار واحد، وما نجحت إلا بفضل الحاضنة الشعبية»، وأضاف أنه سيجرى تشكيل أمانة لمتابعة الخطاب المتبادل بين هذه القوى، لتلافى ما يقع فيه البعض مما يؤجج الخلاف. فى المقابل، قال محمد كمال، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة شباب 6 أبريل، ل«الوطن»: «لدينا خلافات مع السلطة الحالية، لكننا لا نتعاون مع نظام الإخوان الذى خرجنا عليه، والوثيقة الأخلاقية التى طرحها مؤسس بيان القاهرة، تحمل نقاطاً نظرية فقط لا ترتقى للتنفيذ، خاصة أن 6 أبريل وعدداً من القوى الثورية خلال عام من حكم محمد مرسى، طالبت بتنفيذ تلك النقاط التى وردت فى الوثيقة، ورفضوا وتحججوا وتباطأوا». وقال محمد عطية، عضو تكتل القوى الثورية: «نرفض ميثاق الشرف، الذى أصدره نجل القرضاوى، والشعب لم يخرج على الإخوان، ليتحالف مع من يدعون الشرعية، وأصحاب جبهة الضمير، التابعة للإخوان، وثوار 25 يناير لن يسمحوا بهدم الدولة بعد بنائها، وأى سياسى أو ثورى سيتحالف مع تلك الجماعات المتمردة المسلحة التى لا تحترم إرادة الشعب، سيكون خائناً لمصر»، فيما رفضت حركة «الاشتراكيون الثوريون» التعليق على الوثيقة. وكان «نجل القرضاوى» عقد اجتماعاً، مساء أمس، فى منزل السفير إبراهيم يسرى، بمنطقة المعادى، بحضور الدكتور سيف عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وأحمد نجيب، عضو حزب مصر القوية، ووائل إبراهيم، الناشط اليسارى، وأصدروا ما سموه ب«ميثاق الشرف الأخلاقى بين القوى السياسية»، اعترفوا فيه بأن الجميع أخطأ منذ 11 فبراير، وزعموا أن أجهزة المخابرات أشعلت الفتنة. وقال «نجيب»: «حضرت بصفتى الشخصية بعيداً عن انتمائى لحزب مصر القوية، لإيجاد صيغة توافقية للتحاور بين القوى السياسية كلها، والميثاق وافق عليه 40 شخصية ينتمون لحزب مصر القوية، و6 أبريل، والاشتراكيين الثوريين، وحركات سياسية أخرى، بصفتهم الشخصية، وننتظر الموافقة الرسمية من تلك الكيانات للانضمام بشكل رسمى». وقال عبدالرحمن يوسف، فى تصريحات صحفية: «يجب أن يلتزم الجميع بهذا الميثاق الأخلاقى، بما فيه من قواعد والتزامات تقوم على الشرف والأخلاق الإنسانية والوطنية والثورية الراسخة، وتضمن استعادة الثقة بين الثوار، ومنع تحول الاختلاف إلى تناحر يستفيد منه أعداء الثورة، فيما اعتبر سيف الدين عبدالفتاح، أن الميثاق يمثل «نضجاً فى لحظة ثورية فارقة» لاستعادة ثورة 25 يناير.