أطلق سياسيون معارضون للانقلاب ، اليوم السبت، ميثاق شرف أخلاقي بين القوى السياسية والثورية، لتجميع قوى ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011 ، كخطوة أولى ل"بيان القاهرة" الذي تم الإعلان عنه، نهاية الشهر الماضي، وتشكل عنه أمانة للحوار والتنسيق بين التيارات السياسية والفكرية والثورية . وقال عبد الرحمن يوسف القرضاوى أن ميثاق الشرف لجمع لقوى الثورية - بما ذلك الإخوان المسلمين – يهدف لتحقيق أهداف ثورة يناير ، وقال - عبر حسابه على فيس بوك - إن ميثاق الشرف سيمهد للحوار مع كافة القوى الثورية كما سيؤسس لمرجعية الاختلاف فى الرؤى . وفي بيان أعلن القائمون على مبادرة "بيان القاهرة" وهم سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والسفير إبراهيم يسرى رئيس جبهة الضمير (المعارضة)، وعبد الرحمن يوسف الشاعر وأحد شباب الثورة، "بدء تشكيل فريق تصالح من الشخصيات المتوافق عليها، لحل مثل تلك الخلافات إذا صعب تخطيها من خلال لجنة متابعة الخطاب، على أن تقوم أمانة التنسيق بصياغة القواعد الأخلاقية بشكل إجرائي محدد". وتضمن الميثاق الدعوة لاستعادة الثقة المتبادلة والشاملة بين الثوار، واعتماد الحوار أساس استعادتها. تفاصيل الميثاق وقال ميثاق الشرف إنه منذ 11 فبراير أخطأ الجميع؛ كلنا أخطأنا، وخطأ الكبير كبير، وخطأ الصغير صغير، والنقد الذاتي له وقته المناسب الذي يؤتي فيه ثماره في أوانه، ويصب في عافية الوطن ومستقبله". وأضاف : "لكل منا روايته للأحداث، ورؤيته للتواريخ الملتبسة، وقد اتضح أن غالبية الروايات غير دقيقة، وأن خطط أجهزة التخابر نجحت في إشعال الفتن بين الجميع مشيرا إلى أن من استبعد الآخرين فقد استبعد نفسه، ومن استوعب الآخرين فقد استوعب لوطنه" . وأشار "ميثاق الشرف" إلى أن رفقاء الأمس في ثورة 25 يناير في ال18 يومًا، يحتاجون إلى استلهام تلك الروح (روح ميدان التحرير) بعيدا عن التحيز للأفكار والجماعات والأحزاب، أو الانحباس في المواقف المسبقة. وتابع: "نحن نرفض التكذيب والتخوين أو نسبة الغش وسرقة الثورة أو عقد الصفقات السرية أو عدم الشفافية أو الاستحواذ على السلطة أو المناكفة أو المكايدة السياسية أو انتهاج العنف أو تبريره، كل تلك الأمراض نرفضها، ونقاومها، ولا نسمح بها أسلوبا للتعامل بيننا" . وقال "ميثاق الشرف" إن الانشغال بالهواجس المتغلغلة في عقول بعض القوى، والتي تحولت عند البعض إلى حالة نفسية جماعية أمر ينبغي التخلص منه، وهو أعقد عثرات المرحلة, مشيرا إلى أن الخروج من هذه الحالة الجماعية يتطلب منا معالجتها بالدقة الواجبة حتى يمكن بناء عناصر ثقة جديدة متبادلة بين رفقاء الأمس الذين صاروا فرقاء. ونص "الميثاق" على أن المنضمون لبيان القاهرة سيلتزمون بهذا الميثاق الأخلاقي، بما فيه من قواعد والتزامات تقوم على الشرف والأخلاق الإنسانية والوطنية والثورية الراسخة كالتالي : 1- استعادة الثقة المتبادلة والشاملة بين الثوار هي أولى الأولويات، والحوار هو أساس استعادتها، وأساس العمل واستمرار التنسيق . 2- التعددية مبدأ وقيمة، لقد خلقنا الله مختلفين، واختلافنا تنوع، واختبار الحياة هو إدارة هذا الاختلاف، لذلك نؤكد على حق الجميع في الوجود والمشاركة، ولذلك نرفض كل معاني وأشكال الاحتكار والاستبعاد، ولا نسمح بتحول الاختلاف إلى تناحر يستفيد منه أعداء الثورة . 3- تقديم وتمكين الشباب للاستعانة به وبقدراته لا يأتي إلا بالتواصل الفعال بين الأجيال، تواصل التكامل لا تنابز الصراع. 4- كل القوى الثورية شاركت في الثورة، وقدمت شهداء وتضحيات، وليس لأحد أن يمن على أحد بدوره في ثورة يناير ، فالثورة لم يقم بها فصيل واحد، ولا تيار واحد، وما نجحت إلا بفضل الحاضنة الشعبية التي احتضنت شرارة الشباب وحولتها إلى ثورة شعبية جامعة، وبالتالي ... يجب حل التعارض بين الرؤية الخاصة بكل فصيل، والرؤية الوطنية العامة، والأصل والميزان الحاسم هو المصلحة الوطنية العليا . 5- رفض كل دعوات العنصرية، والطائفية، والتمييز الطبقي، واللجوء إلى العنف أو تبريره، والتعصب الأعمى، ونفي الآخر، والتحقير، والتكفير، والتخوين، والتشكيك، والإهانة، والتشويه، والشيطنة، وتقديس الفرد أو الجماعة أو المؤسسة، أو الحركة أو الحزب وما إليه. 6- وقف كل الحملات الإعلامية المتبادلة بين القوى السياسية الثورية، حرصًا على عملية اصطفاف سوية، تقوم على مواجهة عودة الاستبداد العتيد، والفساد المديد ، ونرحب بالنقد البناء العاقل، ونرفض الهجاء والقدح الذي يوغر الصدور، ويفرق الصفوف. 7- يتم تشكيل أمانة متابعة الخطاب المتبادل بين هذه القوى، والتي توجه الأداء بشكل حال وعاجل لتلافي ما يقع فيه البعض مما يؤجج الخلاف . 8- يتم تشكيل فريق تصالح من الشخصيات المتوافق عليها، لحل مثل تلك الخلافات إذا صعب تخطيها من خلال لجنة متابعة الخطاب . 9- تقوم أمانة التنسيق بصياغة القواعد الأخلاقية بشكل إجرائي محدد، على أن يكون كل خطاب وحركة ملتزمًا بإعلان المبادئ التأسيسي الجامع، المتفق عليه من قبل القوى، والذي سوف نطرحه للحوار قريبا .