قال مسؤولون أمريكيون، أمس، إن القادة العراقيين أخفقوا في تعزيز ودعم جيش العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية، على الرغم من مليارات الدولارات التي أنفقت لتدريب وتجهيز هذا الجيش. ورفضت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، انتقادات برلمانيين جمهوريين رأوا أن وجود قوة أمريكية في العراق كان سيمنع انهيار الجيش العراقي في مواجهة تقدم الناشطين الإسلاميين. وقالت هارف للصحافيين "عندما غادرنا العراق بعد سنوات من التضحيات ومن أموال مكلفي الضرائب الأمريكيين، وبالتأكيد شعرت قواتنا بالتضحية أكثر من غيرها، كان لدى العراقيين فرصة". وأضافت "لقد ساعدنا قواتهم الأمنية وساعدنا جيشهم". وتابعت "ساعدناهم على النهوض وفي بناء قدراتهم وبصراحة لم يستفيدوا من هذه الفرصة"، مشيرة إلى أن القادة العراقيين "خلقوا جوًا مليئًا بالحساسيات عندما يتعلق الأمر بترابط الجيش العراقي". وعلى الرغم من المليارات التي أنفقت، قال مسؤولون أمريكيون إنهم شعروا بخيبة أمل بسبب غياب الجيش العراقي عند تقدم مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" وسيطرتهم على الموصل قبل أن يبدأوا "الزحف" على بغداد. فيما قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن "القوات العراقية أثبتت أنها غير قادرة على الدفاع عن عدد من المدن، ما سمح للإرهابيين بالسيطرة على جزء من الأراضي العراقية". وحملت هارف بعنف على السناتور الجمهوري جون ماكين، الذي دعا مجددًا إلى تغيير كل فريق الأمن القومي الأمريكي. وقال ماكين لشبكة التلفزيون "إم إس إن بي سي"، "لو كان لدينا قوة متمركزة هناك (في العراق) لضمان استقرار البلاد كما حدث في البوسنة بعد النزاع وكذلك في دول أخرى مثل المانيا واليابان وكوريا، لكان لذلك تأثير مختلف على سلوك رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي". وسحبت الولاياتالمتحدة قواتها من العراق في 2011 بعد رفض القادة العراقيين توقيع اتفاق، ينص على ضمانات لحماية الجنود الأمريكيين. وقال ماكين، إن "أي قوة (أمريكية) في العراق ما كانت ستواجه خطر تكبد خسائر، لأننا انتصرنا في الحرب من كل الأوجه". وردت هارف بالقول "من السذاجة الاعتقاد أن الولاياتالمتحدة وببضعة آلاف من القوات غير المقاتلة، كان يمكنها منع القادة السياسيين من المساهمة في هذا الجو إلذي رأيناه". وأضافت "إذا كان أي شخص يتصور أن ذلك كان الحل السحري، فأعتقد أن عليه أن ينظر بدقة إلى الوقائع على الأرض".