بعد 64 عاما من إسقاط أبناء بوسعيد تمثال المهندس الفرنسي"فردنان ديليسبس" قاعدته الشهيرة بمحاذاة المجرى الملاحي لقناة السويس، عقب العدوان الثلاثي على المدينة الباسلة. وبعد 121 عاما من تنصيبه عليها، غادر التمثال مدينة بورسعيد الى الأبد، محملا على عربة نقل، ملفوفا بغطاء برتقالي، بعد أن ظلت عودة التمثال سنوات طويلة، محل خلاف بين مثقفي المدينة والقيادات التنفيذية بالمحافظة، وتسبب في العديد من الخلافات، فبين مؤيد لبقائه باعتبارة عملا فنيا وأحد معالم المدينة الثقافية، وآخر رافض باعتباره أحد رموز الاستعمار والاستغلال للشعب المصري وفلاحيه ممن حفروا القناة. وكشفت مصادر ل"الوطن"، أن عملية النقل من بورسعيد إلى الإسماعيلة، استغرقت نحو 12 ساعة، حيث تم مراعاة كون التمثال أثر مسجل بقوائم الآثار الإسلامية، وتمت عملية النقل تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار. وستترك قاعدة التمثال التي رممت مؤخرا، فارغة، فيما سيشيد على بعد خطوات بساحة مصر المقابلة للتمثال التي دشنت أعمال ترميمها مؤخرا، تمثال للفلاح المصري، كرمز لآلاف الفلاحين، الذين حفروا القناة، وذلك خلال أشهر. كانت محافظة بورسعيد، نفت منذ عام، نقل تمثال فرديناند ديليسبس خارج المحافظة إلى محافظة أخرى. وأكدت المحافظة في بيان لها وقتها، أن التمثال مازال موجودا ببورسعيد، وأنه لن يخرج خارج المحافظة، وأن ما تردد بهذا الشأن، يهدف إلى إثارة الفتن وإحداث بلبلة، والتغطية على المشروعات السياحية الناجحة التي شهدتها المدينة، وستشهد المزيد منها خلال الفترة المقبلة. يذكر أن فكرة نحت تمثال ديليسبس، ترجع إلى الإمبراطورة الفرنسية "أوجينى"، التي أوصت النحات "بارتولدى"، عقب مشاركتها فى احتفالات افتتاح قناة السويس، بصنع تمثال ليوضع فى مدخل قناة السويس، وتحديدا فى طرفها الشمالى، ليصمم النحات "تمثال الحرية"، بعد عام من افتتاح "القناة"، لكن عدم وجود سيولة مالية لدى مصر لإنشاء هذا التمثال الضخم، دفع الخديو إسماعيل للاعتذار عن عدم قبول المشروع، خصوصا بعد التكاليف الباهظة لحفر قناة السويس، وحفل الافتتاح الأسطوري. وظل مدخل قناة السويس، على حاله حتى بعد الافتتاح ب30 عاماً كاملة، حين أراد مسئولو شركة القناة تجميل مدخل الميناء، وإضفاء لمسة جمالية عليه، تسهم فى تحسين الصورة العامة لحاجز الأمواج الغربى، وتخليد "ديليسبس"، بإنشاء تمثال له يطل على المدخل الشمالى للقناة، وتم إسناد أعمال إنشاء الرصيف الذي وضع عليه للمهندس الإيطالي "ألبرتي"، ونحت التمثال المثّال الفرنسى الشهير "إيمانويل فرميه".