قال شادي نشابة، المحلل السياسي اللبناني، إنه بعد تكليف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة ثم اعتذاره، أصبح هناك قناعة أن أي رئيس حكومة مقبل أن يكون لديه خبرة في السياسة اللبنانية، وهناك مرشحان هما الرئيس السابق نجيب ميقاتي ورئيس الوزراء الأسبق سعد الحريري. وأضاف "نشابة"، خلال اتصال عبر "سكايب"، ببرنامج "الآن"، المذاع على شاشة قناة "إكسترا نيوز"، أن "ميقاتي" حاول طرح مبادرة لتشكيل حكومة تكنوسياسية ولكن رؤساء الحكومات السابقين رفضوا هذه المبادرة أمس، ثم أعلن "الحريري" أنه مرشح محتمل لرئاسة الحكومة ولكن جاء رد من القصر الجمهوري اليوم بعدم ممانعتها بعودته، بشرط الحصول على رضا الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر. وأكد "نشابة" أن أزمة تشكيل الحكومة مازالت مستمرة، والحريري يحاول طرح نفسه كرئيس حكومة إنقاذ ولكن شروطه لا يوجد ما يتبناها، لافتا إلى أن لبنان ينتظر الأسبوع المقبل 3 أحداث مهمة هي المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية، وتحديد موعد الاستشارات اللبنانية بتحديد رئيس الحكومة المقبل، والذكرى السنوية لانطلاق الثورة اللبنانية. وأوضح أن لبنان يذهب لسيناريوهات مختلفة، وهو إما عدم الاتفاق بشأن الاستشارات النيابية أو تكليف رئيس حكومة جديد من لون واحد، كما فعل في السابق الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، بتسمية مصطفى أديب أو تذليل العقبة بتكليف "الحريري"، خاصة أن حزب القوات اللبنانية أعلن عن عدم دعمه له وتصويتهم لمرشح مستقل، وبالتالي الحريري في هذه الحالة لا يمثل كل الطوائف اللبنانية. وحذر رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، من نشوب حرب أهلية في بلاده؛ نتيجة غياب الحل السياسي، وفي ظل الاستقواء بالسلاح بين القوى المختلفة. وقال "الحريري" في مقابلة مع شبكة "إم تي في" اللبنانية: "بعد ما جرى في المبادرة الفرنسية، انكشف البلد على مختلف الاحتمالات الأمنية إلى الانهيار الاقتصادي، ولا يمكن نجاح أي دستور في ظل فرض الأحزاب للأمور بقوة السلاح الذي تمتلكه، ومن لديه فائض قوة يستخدمه لفرض معادلات يرفضها اللبنانيون"، وفقا لما نشرته وكالة "سبوتنيك" الروسية. وأضاف رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق: "أخشى من حرب أهلية وما يحصل من تسليح وما نراه من استعراضات عسكرية في الشارعين السني والمسيحي، وما يحصل اليوم في بعلبك - الهرمل يعني انهيار الدولة"، مؤكدا: "إذا كان القرار بأن يحمل كل فريق سلاحه سأترك السياسة حينها". وقال سعد الحريري: "إذا عملنا بحسب المبادرة الفرنسية فنحن باستطاعتنا الخروج من الأزمة وإعادة إعمار بيروت"، متابعا: "رأيي أن حزب الله وحركة أمل عطلا المبادرة الفرنسية التي كانت من شأنها إيقاف الانهيار". وأعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، أنّ البرلمان سيبدأ مشاورات في 15 أكتوبر بشأن تشكيل الحكومة المقبلة، وفق ما نقلت قناة "سكاي نيوز". وأعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف، قبل نهاية الشهر الماضي، اعتذاره عن مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، خلال كلمة ألقاها أمام الصحفيين، عقب اجتماعه السادس مع رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا. ولقي اعتذار مصطفى أديب، عن تشكيل الحكومة اللبنانية، ردود فعل متباينة بين الأوساط السياسية، بين مهنئ على "شجاعته" في اتخاذ القرار، ومندد ب"الفشل" الذي من شأنه أن يُبقي البلاد في حالة التوتر التي تعيشها. وقال "أديب" في كلمته: "حرصًا مني على الوحدة الوطنية بدستوريتها ومصداقيتي، فإنني أعتذر عن متابعة مهمة تشكيل الحكومة"، مضيفًا: "تبين لي أنّ التوافق لم يعد قائما".