مشروع قانون وافق عليه مجلس الوزراء في اجتماعه الأسبوعي صباح اليوم، يفرض رسومَا سنوية على رسوب الطلاب في الجامعات الحكومية المصرية، بحيث يتفاوت الحد الأدنى والأقصى لهذه الرسوم بحسب الكلية وبحسب عدد مرات الرسوب، فتم تحديدها لكليات الطب البشري وطب الأسنان من 6 إلى 12 ألف جنيه، وفي كليات الهندسة والحاسبات والمعلومات والصيدلة والعلاج الطبيعي والذكاء الاصطناعي تكون الرسوم من 5 إلى 10 آلاف جنيه، بينما تكون من 4 إلى 8 آلاف جنيه في باقي الكليات، وهو الأمر الذي أثار حفيظة طلاب الكليات، معترضين على القرار. في البداية تقول مريم معوض، الطالبة بالفرقة الثانية في كلية الحقوق جامعة حلوان، إن هذه الرسوم مرتفعة جدا ولا تتناسب مع مبدأ مجانية التعليم، كما أنها ستزيد من عمليات الاستغلال التي يتعرض لها الطلاب في الجامعات، معبرة عن ذلك بقولها: "فيه ناس مش هتقدر على التكلفة دي، وهما كده من ناحية بيقولوا مجانية تعليم ومن ناحية تانية بياخدوا فلوس كتير، غير إن فيه دكاترة ممكن تستغل الموضوع ده جدا لأن مش كل الدكاترة عندها ضمير". لم ترسب "مريم" من قبل، إلا أنها ترى أن تطبيق هذا القرار سيؤرق الكثير من الطلاب الآخرين ممن لن يتمكنوا من تحمل هذه التكاليف، كما أنه لن يكون له الفائدة المرجوة منه، على حد تعبيرها: " مش دايما اللي بيسقط بيسقط عشان قلة مجهود أو عدم مذاكرة، ممكن يكون عنده ظروف ما منعته إنه ينجح في السنة دي، ممكن مثلا يكون هو اللي شايل البيت وبيصرف عليه وبالتالي ظروفه الصعبة هي اللي خلته يسقط، عشان كده أنا شايفة إن القرار ده لازم يتلغي لأنه عبء على الطالب، وإحنا مش ناقصين الناس فقيرة بما فيه الكفاية". ويقول عمرو طارق، طالب بالفرقة الثانية كلية فنون جميلة قسم عمارة جامعة حلوان، إنه يتفق مع القرار من حيث المبدأ إلا أنه يرى ارتفاع الرسوم المحددة بصورة كبيرة بما لا يتناسب مع الطالب في الجامعة الحكومية، ليعبر عن ذلك قائلا: "هو في الآخر داخل حكومة فبالتالي مفروض إنه مبيدفعس فلوس، وده ممكن يكون مرهق بالنسبة لناس كتير". يرى "عمرو" أن هذا القرار قد يجعل كثير من الطلاب حريصين كل الحرص على النجاح كل عام حتى لا يحمل أسرته ما لا يمكنهم تحمله، إلا أن هذا لن ينطبق على الجميع بحسب قوله: "فيه حاجات خارجة عن الإرادة، زي مثلا الطلاب في الكليات الخاصة، ما هم بيدفعوا فلوس وبرضه في منهم ناس بتسقط". وتقول رحاب محمد، الطالبة في كلية التجارة جامعة القاهرة، إن هذا القرار كان مفاجئًا بالنسبة لها، وترى أنه من الصعب تطبيقه على الطلاب في الجامعات الحكومية، معبرة عن ذلك بقولها: "القرار مش سهل وصعب على اي حد يعتبر، وأنا رفضت الفكرة خالص لأن الرسوب مش سببه الوحيد الفشل، وفيه أسباب تانية كتير تمنع القرار ده يتنفذ ده غير إنها مبالغ مش أي حد يقدر يلتزم بيها". وفي حال تنفيذ القرار تقول "رحاب" أن الحيل الوحيد هو محاولة الالتزام بالنجاح عام بعد آخر مهما كانت الظروف المحيطة بالطالب، معبرة بقولها: "مفيش حل غير إني لازم هنجح بكل الطرق المهم إني موصلش نفسي لحاجه زي كده، وبعدين هم كده بيخوفوا الطلاب من السقوط عشان الفلوس مش عشان هو لازم ميسقطش عشان ميأثرش على مستواه الدراسي هيوجهوا خوفنا من السقوط لحاجه تانية فطبيعي الكل هيبدأ ياخد باله ويشد حيله أكتر ويمكن دي الحاجه الكويسة في الموضوع".