تمثل الجامعات في كل بلاد العالم منارات للعلم لا يتوقف عملها علي التعليم فحسب بل تعتبر مراكز لإجراء البحوث العلمية ونشر الثقافة في المجتمع والرقي بالمستوي الفكري للمواطن بصفه عامة وتعمل الدول المتقدمة علي النهوض بالجامعات وتوفير كل الإمكانات لكي تحقق رسالتها العلمية والاجتماعية والثقافية. ولا شك ان الجامعات المصرية كانت دائماً تمثل للمجتمع المصري منارات حقيقية للعلم الا ان السنوات الثلاث الماضية وبخاصة العام الحالي شهدث أحداثا غريبة علي المجتمع الجامعي المصري فصار الحرم الجامعي مسرحا لأعمال الشغب وألفوضي والهرج والمرج والعنف الذي وصل لمستويات لم تحدث في تاريخ الجامعات المصرية بل ان الجامعات تحولت لساحات اقتتال بشكل دموي غريب علي الحياة الجامعية المصرية. وامتدت هذه الأحداث لجميع جامعات مصر بدون استثناء وانتشرت كالوباء وبات الخوف والرعب ينتاب الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس ولاشك ان كل هذه المظاهر المؤسفة باتت تحتاج وقفة جادة من الدولة وخاصة قبل بدء العام الدراسي القادم فالأمور لن تحتمل استمرار الحال كما هو عليه. ولعل أولي الخطوات التي بجب ان تتخذها الحكومة الجديدة هي ضرورة عودة الحرس الجامعي مع مراعاة تحديد مهامه بوضوح والتي تتمثل في توفير الأمن داخل الجامعات وحماية منشأتها والحفاظ علي سلامة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين وضمان سير العملية التعليمية في هدوء و ذلك بعيدا عن التدخل في الأمور الداخلية والإدارية للجامعات من اجل الحفاظ علي استقلال تلك المؤسسات العلمية. اما الخطوة الثانية فتمكن في ضرورة حظر العمل الحزبي السياسي داخل الجامعات وحظر تنظيم اي مظاهرات داخل الحرم الجامعي مع تشديد العقوبة علي المخالفين دون اي استثناءات ونحن مع تشجيع الطلاب والأساتذة علي المشاركة في العمل السياسي ولكن علي ان يكون بعد انتهاء العام الدراسي ويكون ذلك في مقار الاحزاب وغيرها من الكيانات السياسية . ان مصر وهي علي أعتاب بناء الدولة الحديثة لابد ان تعلي من قيمة العلم وتهتم بأحوال الجامعات وعلي الدولة ان تعود بالحياة الجامعية لسابق عهدها وان يعود الحرم الجامعي مسرحا للعلم والالتزام ولاحترام والتمسك بالقيم الجامعية الحميدة لكي تعود جامعاتنا لتتبوء مكانتها كمنارات للعلم في المنطقة العربية والإفريقية وليس في مصر فقط.