سادت حالة من الهدوء الحذر محيط معسكر قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات فى منطقة الجورة جنوب الشيخ زويد على بعد 35 كيلومتراً شرق مدينة العريش، بعد اشتباكات دامية بين مجموعة من المتظاهرين المحتجين على الفيلم المسىء للرسول، والقوات الدولية. وكان المحتجون قد اقتحموا المعسكر، مساء أمس الأول، وأنزلوا علم الأممالمتحدة من أعلى برج خاص بمراقبة المعسكر، ورفعوا علم الجماعات الجهادية بلونه الأسود والمكتوب عليه «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ورددوا هتافات الجهاد ونصرة الدين الإسلامى، وأضرموا النيران فى الأشجار داخل المعسكر، بعد أن تسللوا عبر الأسلاك الشائكة المحيطة بالسور الخارجى للمعسكر، واشتبكت معهم قوات حفظ السلام بقوة، ونشبت اشتباكات عنيفة بينهما، خاصة من قوات حفظ السلام التى أطلقت النيران بكثافة من أسلحة حديثة. ولم يغادر المحتجون سور المعسكر بالرغم من الاشتباكات الدامية، واستمروا فى محاولاتهم اقتحام المعسكر مرددين هتافات: «إلى الجهاد فى سبيل نصر دين الله» و«خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد سوف يعود»، «أوباما أوباما.. كلنا أسامة».. «إلى الجهاد.. إلى نصر دين الله». وقال أحد المشاركين فى اختراق المعسكر ل«الوطن»: «لن نعود إلى منازلنا إلا بقتل الأمريكان عبدة الشيطان، وسنقاتل فى سبيل نصرة دين الله، ونحن لا نخشى الموت فى سبيل نصرة دين الله». وقدر عدد المحتجين بنحو 200 شخص ملثم، يرفعون الرايات السوداء، وبينهم عدد كبير من الأطفال وشباب لم تتجاوز أعمارهم 16 عاماً، فى حين أكد شهود عيان وجود سيارات دفع رباعى تحمل أسلحة ثقيلة تقف فى الخلف فى حالة استعداد لمهاجمة المعسكر فى حال وقعت إصابات فى صفوف المحتجين الذين يحاولون اقتحام المعسكر. وخلفت الاشتباكات 5 إصابات، منها إصابتان فى صفوف المحتجين، وثلاث إصابات بين جنود القوات الدولية. ونجحت قوات الجيش فى السيطرة على الموقف ورفع حالة الاستنفار فى محيط المعسكر وتنظيم دوريات مكثفة فى محيطه لحمايته.