خصصت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، في كتاب مذكراتها الذي سيصدر في يونيو القادم، فصلاً كاملاً عن الاعتداء الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي في شرق ليبيا في 2012، مؤكدة في الوقت نفسه رفضها الدخول في "عراك سياسي" حول هذه المسألة. وفي مقتطفات جديدة من كتاب كلينتون الجديد "هارد تشويسز"، أو "خيارات صعبة"، نشرتها، أمس، صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، ردت الوزيرة السابقة بشدة على البرلمانيين الجمهوريين الذين ما انفكوا منذ وقع الاعتداء، قبل عامين، يتهمونها بأنها حاولت التستر على الطابع الإرهابي للهجوم الذي وقع في 11 سبتمبر 2012، وذلك خدمة لمقتضيات حملة إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما. وكتبت كلينتون أن "أولئك الذين يستغلون بلا كلل هذه المأساة لغايات سياسية يقللون من قدر التضحية التي يبذلها أولئك الذين يخدمون بلدنا". وقالت: "أولئك الذين يصرون على تسييس هذه المأساة سيتعين عليهم أن يفعلوا ذلك بدوني"، مضيفة "لن أشارك في عراك سياسي على ظهر أمريكيين أموات". وكانت كلينتون، 66 عامًا، خسرت أمام أوباما في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي إلى انتخابات الرئاسة في 2008، ولكنها تعتبر اليوم مرشحة محتملة لخوض الانتخابات الرئاسية في 2016. ويعتبر الترويج لكتابها الذي سيصدر قريبًا بمثابة "تزييت" لعجلات ماكينتها السياسية قبل الانطلاق فعليًا في الحملة الانتخابية. ومنذ الاعتداء الذي استهدف القنصلية الأمريكية وأوقع 4 قتلى أمريكيين، أحدهم سفير الولاياتالمتحدة في ليبيا، يتهم الجمهوريون في الكونغرس إدارة أوباما الديمقراطية بأنها كذبت بشأن طبيعة الهجوم ومرتكبيه.