خصصت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، في كتاب مذكراتها الذي سيصدر في يونيو فصلا كاملا للاعتداء الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي في شرق ليبيا في 2012، مؤكده في الوقت نفسه رفضها الدخول في "عراك سياسي" حول هذه المسألة. وفي مقتطفات جديدة من كتاب كلينتون الجديد "هارد تشويسز" (خيارات صعبة) نشرتها الجمعة صحيفة "بوليتيكو" الأميركية ردت الوزيرة السابقة بشدة على البرلمانيين الجمهوريين الذين ما انفكوا منذ وقع الاعتداء قبل عامين يتهمونها بأنها حاولت التستر على الطابع الإرهابي للهجوم الذي وقع في 11 سبتمبر 2012، وذلك خدمة لمقتضيات حملة إعادة انتخاب الرئيس باراك أوباما. وكتبت كلينتون التي تولت حقيبة الدبلوماسية الاميركية حتى مطلع 2013، أن "اولئك الذين يستغلون بلا كلل هذه المأساة لغايات سياسية يقللون من قدر التضحية التي يبذلها أولئك الذين يخدمون بلدنا". وقالت أيضا "اولئك الذين يصرون على تسييس هذه المأساة سيتعين عليهم ان يفعلوا ذلك بدوني"، مضيفة "لن اشارك في عراك سياسي على ظهر اميركيين اموات". وكانت كلينتون البالغة اليوم 66 عاما خسرت أمام أوباما في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي إلى انتخابات الرئاسة في 2008، ولكنها تعتبر اليوم مرشحه محتملة لخوض الانتخابات الرئاسية في 2016. ويعتبر الترويج لكتابها الذي سيصدر قريبا بمثابة تزييت لعجلات ماكينتها السياسية قبل الانطلاق فعليا في الحملة الانتخابية. ومنذ الاعتداء الذي استهدف القنصلية الأميركية وأوقع أربعة قتلى أميركيين أحدهم سفير الولاياتالمتحدة في ليبيا، يتهم الجمهوريون في الكونغرس ادارة اوباما الديموقراطية بانها كذبت بشأن طبيعة الهجوم ومرتكبيه. وكانت إدارة أوباما أعلنت في بادئ الأمر، أن الهجوم تسبب به نشر فيلم مسيء للاسلام على موقع يوتيوب، ولكن سرعان ما تبين خطأ هذا التعليل. وبذلك اضطرت الحكومة إلى أن تكشف للكونغرس عن الاف المراسلات الداخلية بشأن ما حصل، إلا أن الجمهوريين لا يزالون على قناعتهم بأن البيت الابيض لم يقل كل ما لديه وهم يسعون خلف ادلة تثبت قيامه بعملية تلاعب. ولكن كلينتون، السيدة الأميركية الأولى بين 1993 و2001، نفت هذه الاتهامات مؤكدة أنها مجرد "أسطوانة قديمة". وقالت "في كل مرحلة من العملية، في كل مرة كنا نعرف شيئا جديدا، كان يتم اطلاع الكونغرس والشعب عليه بسرعة".