مواقف غيرت حياة "طبيب الغلابة": وصية والده ووفاة طفل في حضنه

توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، الدكتور محمد مشالي المعروف باسم "طبيب الغلابة" لمجهوداته المعروفة في خدمة الفقراء، بسبب هبوط مفاجئ في الدورة الدموية.
لقب "طبيب الغلابة" الذي حصل عليه الراحل محمد مشالي، وتكريمه بإطلاق اسمه على أحد الشوارع في طنطا، كان وراءه مشوار طويل من خدمة الفقراء في مجال الطب، فالطبيب الذي توفي عن عمر ناهز 76 عامًا، ظل لسنوات طويلة يتقاضى 5 جنيهات فقط كقيمة للكشف، قبل أن يرفعها مؤخرًا لتصبح عشر جنيهات.
"مشالي"، الذي كثيرًا ما رفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء، وساعدهم على شراء العلاج أيضًا، عاش موقفين كان لهما تأثيرا كبيرا عليه، جعلاه في نهاية المطاف "طبيبًا للغلابة".
وصية والده
قال "مشالي" إن وصية أوصاه بها والده على فراش الموت، كان لها دور كبير في أن يوهب حياته لخدمة الفقراء.
وقال الطبيب، خلال لقائه بكاميرا برنامج "على مسؤوليتي"، المذاع على فضائية صدى البلد، "والدي وهو على فراش الموت قالي بوصيك أوعي يا محمد يجيلك واحد غلبان وتاخد منه كشف، ولقد عاصرت الدنيا أكثر مما أتمنى وأكثر مما أستحق وراضي عن نفسي وما قسمه الله لي".
وأضاف إنه تم تعيينه في الوحدات الريفية واختلط بالمرضى الفقراء غير القادرين الموجودين في قطاع الريف ووجد أنهم مساكين وغير قادرين على العلاج فتعاطف معهم، مؤكداً أن الله سبحانه وتعالى غرس فيه حب الفقراء ويشكر الله على هذا.
طفل انتحر حرقا
وفي اللقاء ذاته، روى الطبيب مشالي، موقفاً له "حصل موقف هزني وحطم حياتي أنه طفل عنده 10 سنوات مصاب بمرض السكر وأمه فقيرة جداً وقالها هاتيلي حقنة الأنسولين بقالي يومين ما أخدتهاش وريقي ناشف هموت قالتله لو جبتلك الحقنة أخواتك مش هيتعشوا فطلع فوق السطوح وولع في نفسه".
وأضاف: "قالها وهو بيموت أنا موت نفسي علشان أوفر لك حق الأنسولين تربي أخواتي بيه، وجريت عليه وخدته في حضني ولفيته في البطانية علشان أنقذ حياته وتوفي وهو في حضني".
وأشار "مشالي"، إلى أن حب الناس لشخصيته جاء بسبب تعاطفه معهم: "همي في الحياة هو مساعدة المريض الفقير غير القادر، لأن الله سبحانه وتعالى ابتلاه بمرض وهو لا حول له ولا قوة وحالته المادية لا تسمح له بعلاج المرض وتكاليف العلاج غالية، فهذا المريض يستحق العطف وهناك حكمة تقول "لا يستحق أن يعيش من عاش لنفسه فقط".