أرجع سياسيون ضعف الإقبال فى اليوم الأول للتصويت فى الانتخابات الرئاسية، لفقد بعض المواطنين الثقة فى الأحزاب السياسية، وشعور الشباب بالإحباط لعدم إحساسهم بالتغيير خلال السنوات الثلاث الماضية، ولظهور رموز الحزب الوطنى المنحل مرة أخرى على الساحة السياسية، وليس تعاطفاً من الشعب مع دعوة الإخوان للمقاطعة. وكان ما يسمى «تحالف دعم الشرعية»، الذى يتزعمه تنظيم الإخوان، زعم فى بيان له، أمس، أن عزوف البعض عن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية جاء تعاطفاً مع الإخوان، ورفضاً لما سموه «انتخابات الدم»، وقال الدكتور عمار على حسن، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن محاولة الإخوان استغلال نسبة المقاطعة وعزوف البعض عن المشاركة فى الانتخابات بأنها تعاطف معهم، مجرد كلام فارغ. وأضاف ل«الوطن»: «المقاطعون لا يتعاطفون مع الإخوان، ولكن اللجنة العليا للانتخابات تتحمل مسئولية عزوف البعض عن المشاركة فى الانتخابات، بسبب إجراءاتها الصارمة، فضلا عن إخفاق حملتى عبدالفتاح السيسى وحمدين صباحى، المرشحَين الرئاسيين، وغياب المنافسة القوية والإثارة، الأمر الذى تسبب فى ارتفاع نسبة المقاطعة، إلى جانب وجود كتلة صوتية لا تشارك فى العمليات الانتخابية والاستحقاقات الدستورية لاقتناعهم بأن أصواتهم بلا قيمة». وقال أحمد فوزى، الأمين العام للحزب المصرى الديمقراطى، إن الإقبال بالفعل جاء أقل من المتوقع، لعدة أسباب، أهمها أن تصرفات السلطة الفترة الماضية قللت من مشاركة المصريين فى الطبقة المتوسطة، والمنتمين لثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن تصرفات السلطة بعد 30 يونيو وأسلوب الإعلام فى الفترة الأخيرة قلل الزخم المتوقع فى هذه الانتخابات. وأضاف ل«الوطن»: «معالجة الأمور بعد ثورة 30 يونيو، وأسلوب التخوين والمؤامرة، هما ما أديا إلى عزوف المواطنين»، لافتاً إلى عدم وجود ظهير سياسى للمرشح الأقوى، ولم يعتمد على أحزاب سياسية، ولم يتواصل معها، واستعدى كتلة الشباب». وقال شهاب وجيه، المتحدث الرسمى لحزب المصريين الأحرار، إن الإقبال ليس ضعيفاً، وإنما أقل من المتوقع، لعدة أسباب أهمها شعور المواطنين بأن أصواتهم لن تؤثر فى نتيجة الانتخابات، وضعف الحملة الدعائية لكلا المرشحين، فضلاً عن شعور الشباب بنوع من الإحباط. من جانبه، قال محمد عبدالعليم داود، مساعد رئيس حزب الوفد، إن الإقبال ضعيف نتيجة تصدر أعضاء الحزب الوطنى المنحل للمشهد فى المحافظات، وضعف حملة المرشح الأقوى، المشير السيسى. ورأى الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشارى بحزب التجمع، أن ارتفاع درجة حرارة الجو وراء ضعف الإقبال. وقال الدكتور وحيد عبدالمجيد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن بيان تحالف الإخوان به تضليل شديد، خصوصاً أن المقاطعين والعازفين عن المشاركة، 3 فئات، الأولى: أنصار الجماعة وهى نسبة لا تتجاوز 10%، والثانية: المواطنون الذين فقدوا الثقة فى الأحزاب السياسية، والفئة الأخيرة هى الشباب الذين يشعرون بالإحباط لعدم إحساسهم بالتغيير خلال السنوات الثلاث المنصرمة، ومن ثم امتنعوا عن المشاركة فى الحياة السياسية وانصرفوا إلى حياتهم الخاصة بحثاً عن تحسين ظروف المعيشة.