ذكر بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر اليوم الجمعة لدى وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت أنه يحمل من خلال لبنان إلى بلدان الشرق الأوسط رسالة من الله هي "سلامي أعطيكم". وقال البابا في كلمة له على أرض المطار حيث أقيم له استقبال شعبي ورسمي "من خلال بلدكم أتيت اليوم وبطريقة رمزية إلى جميع بلدان الشرق الأوسط كحاج سلام وكصديق لجميع سكان دول المنطقة كافة مهما كانت انتماءاتهم أو معتقداتهم، ولهم أيضا يقول المسيح: "سلامي أعطيكم". وأضاف البابا: " أفراحكم والآمكم حاضرة دائما في صلاة البابا، وأطلب من الله أن يرافقكم وأنه سيصلي بطريقة خاصة من أجل جميع الذين يتألمون في هذه المنطقة وهم كثيرون". وأشار البابا إلى أن زيارته إلى لبنان تأتي تلبية لدعوة رئيس الجمهورية ودعوة البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان. ورأى أن هذه الدعوة تبين "الغاية المزدوجة من زيارتي لبلدكم، فهي تبين متانة العلاقات القائمة منذ القدم بين لبنان والكرسي الرسولي، كما تهدف الى المساهمة في تعزيزها". وأضاف أن الزيارة هى أيضا ردا على زيارتي رئيس الجمهورية للبابا في نوفمبر 2008 وفي فبراير 2011، والتي تلتها بعد 9 أشهر زيارة دولة رئيس الوزراء اللبناني. وقال البابا إن "السبب الآخر لزيارتي هو توقيع وتسليم الإرشاد الرسولي للمجمع الخاص لسينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط ". مشيراً إلى أن "الامر يتعلق بحدث كنسي بالغ الأهمية". وأوضح أن الإرشاد الرسولي الذي سيوقعه مساء اليوم "موجه إلى العالم كله على أن يكون بمثابة خارطة طريق للأعوام المقبلة". وأضاف "لا أنسى الأحداث الحزينة التي أدمت بلدكم الجميل خلال سنوات طويلة". ولفت إلى أنه "يجب أن يظهر للشرق الأوسط بأكمله ولباقي العالم أنه من المستطاع إيجاد داخل أمة ما التعاون بين مختلف الكنائس، وكلها أعضاء في الكنيسة الكاثوليكية الواحدة، بروح مشاركة أخوية مع المسيحيين الآخرين". وتابع البابا إنه من الممكن التوصل "في الوقت ذاته إلى التعايش المشترك والحوار القائم على الاحترام بين المسيحيين وإخوانهم من أديان أخرى"، ودعا البابا إلى " أن يتغلب العقل على العاطفة الفردية لتعزيز الخير العام للجميع". وكان البابا بدأ بعد ظهر اليوم الجمعة زيارة رسمية ورعاوية إلى لبنان تستمرً ثلاثة أيام حتى يوم الأحد المقبل، وكان في مقدمة مستقبلي البابا على أرض المطار رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إضافة إلى فاعليات وشخصيات سياسية ودينية ورؤساء طوائف مسيحية ومسلمة وشخصيات روحية، وعدد من المسؤولين السياسيين اللبنانيين وسفراء دول غربية وعربية، إضافة إلى وفود شعبية. وتعتبر زيارة البابا هي الثالثة التي يقوم بها حبر أعظم إلى لبنان، حيث كان البابا يوحنا بولس السادس أول بابا يزور لبنان في 1964، فيما زار البابا يوحنا بولس الثاني لبنان عام 1997. ولدى وصول البابا أطلقت 21 قذيفة مدفعية ترحيباً بوصوله، كما تمّ عزف نشيدي لبنان والفاتيكان، وقرعت أجراس الكنائس . وازدانت الطرقات التي سيمر عليها البابا بأعلام لبنان والفاتيكان وباليافطات المرحبة . ويتولى الحرس الجمهوري اللبناني مهمة حماية البابا في كلّ مراكز الإحتفالات التي ستقام خلال هذه الزيارة بالإتفاق مع كافة الأجهزة الأمنية التي ستفرض ترتيبات أمنية مشددة. وألغيت حركة الطائرات الشراعية طيلة مدة الزيارة، والجيش رخص حمل الأسلحة، فيما توقفت حركة الملاحة في المطار لحظة وصول البابا وستتوقف كذلك خلال مغادرته. وسيوقع البابا الإرشاد الرسولي للسينودس الخاص لمجمع الأساقفة من أجل الشرق الأوسط في بازيليك القديس بولس- حريصا مساء اليوم . وسيقيم البابا يوم الأحد قداسا في الهواء الطلق في الواجهة البحرية لبيروت ويتم توزيع الإرشاد الرسولي للسينودس الخاص لمجمع الأساقفة من أجل الشرق الأوسط. واتخذت تدابير مشددة قضت بمنع وقوف السيارات على جنبات الطرق التي سيسلكها موكب البابا خلال زيارته الحافلة بلقاءات رسمية وروحية مع قادة مختلف الطوائف اللبنانية المسيحية والمسلمة كما سيتحدث إلى مجموعات شبابية .