صورة "منال" و"هناء" كانت أبلغ الرد على المحاولات الخبيثة لتفرقة المصريين وتقسيمهم على أساس الدين، حيث وقفت "منال" المنتقبة، و"هناء" القبطية، متشابكتا الأيدي في وجه جماعة الإخوان التي حاولت يوما ما التفرقة بين المسلمين والمسيحيين. وقفت "منال" في منتصف الطابور، أمام لجنتها الانتخابية بمدرسة "السيدة عائشة الابتدائية"، بينما كانت "هناء" تغني في آخره، وذلك قبل موعد الانتخابات بساعة كاملة، ليكون من الصعب معرفة ديانة كلاً منهما أو توجهاتهما السياسية ولا مرشحهما الانتخابي. اشتد الزحام في الطابور أمام المدرسة، بدأ النساء الواقفات يرددن الأغاني والشعارات الوطنية مع المرأة الخمسينسة "هناء" حيث كانت أكثرهم جراءة ونشاطًا وحماسًا، صمتت "هناء" للحظات ثم استطردت بصوت عالي: "إحنا مصريين، كلنا مصريين، وجايين ننتخب ونفرح، النهاردة يوم حلو ومفيش حد يفرق بينا، صح ولا إيه يا ستات". اندفعت المرأة الخمسينية وخلفها العديد من النساء والأطفال، حيث وجدت بجانبها سيدة منتقبة "منال"، تردد وتسير معهم في سعادة وحماس، "تعالي هنا ارفعي إيدك معايا"، قالتها "هناء" السيدة القبطية، وسط تصفيق وزغاريد من الجميع: "مسلم ومسيحي إيد واحدة ووطن واحد، صليب وهلال إيد واحدة"، رددتها جميع السيدات بحماس وقوة. "والله أنا ماعرفهاش ولا تعرفني، ولا اعرف اسمها، وماشوفتهاش إلا هنا، لكني بحبها عشان بنت بلدي، كلنا إخوات وكلنا واحد".. قالتها "منال" ثم انطلقت منها زغرودة. "إنتي منين أنا من الطالبية"، سألت "هناء، وأجابت "منال": "أنا من المريوطية"، ثم بدأت وصلت زغاريد من الجميع حولهم.