وكأن الشمس غير الشمس والدنيا غير الدنيا.. حالة من اندماج الناخبين في الحديث عن مرشحهم وانتظار ادوارهم بفارغ الصبر الا ان سيجارة كفيلة باخراج صاحبها من الطابور وتخليه عن دوره لغيره, ففي اثناء مراقبتنا لطابور الناخبين في المدرسة الباكستانية الدولية بالزمالك لاحظنا مجموعة من السيدات تتراوح اعمارهن ما بين اربعين و خمسين عاما قد تخلين عن دورهن في الطابور مقابل سيجارة. فرصة في ظل انشغال الناس وحديثهم عن المرشحين لكل الجهات الاعلامية الدولية والمحلية هنا يقف مصورون لتغطية الانتخابات وهناك يقف صحفي اجنبي يرصد حديث الناخبين من بعيد ويكتب كلمتهم بلغته في الاجندة الخاصه به ويغادر المكان ليقف في مكان آخر ليسمع حديثا آخر مختلفا ويدونه ايضا. في ظل تزاحم الناس في طابور الناخبين للادلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية( بالزمالك) لاحظنا السيدات يحتضنن الكلاب في طابورالناخبين ينتظرن دورهن في الطابور برفقة كلابهن واصدقائهن.. منتقبة في وسط طابور الناخبين لفت انتباهنا سيده ترتدي النقاب بين سيدات الزمالك فاقتربنا منها وسألناها عن شعورها في مشاركه الانتخابات الرئاسية لاول مرة. فبكت وقالت انها سعيدة جدا بنزولها في الانتخابات وقالت انها تريد رئيسا يتقي الله في الشعب المصري ولا يفرق بين مسلم ومسيحي وان يكون عادلا... استفتاء امرأه تتعكز برفقة حفيدها فسألناها عن شعورها لمشاركتها في الانتخابات الرئاسية:( فقالت انها سعيده بأدلاء صوتها لأول مرة) لأن الانتخابات الرئاسيه السابقه كانت النتيجه مؤكده بفوز المخلوع حسني مبارك مضيفة ان الانتخابات السابقه كانت من الافضل ان تسمي استفتاء اما الان الانتخابات نزيهه وتصفها بأنها افضل تجربة ديمقراطية حدثت في تاريخ مصر, وفي مشهد آخر وفي احد الطوابير كان يقف صلاح ممسكا سيجارة ينتظر دوره الذي تأخر قليلا وبدت عليه العصبية وكانت كلماته مفاجأة: لو اعرف ان الامر كده ماكنتش جيت رجل يجلس علي مقعد القيادة داخل سيارة فخمة ومستغرق تماما في نومه فتطفلنا عليه وايقظناه من غفوته وسألناه لماذا لا تقف في طابور الانتخابات لتشارك في التصويت فقال انه سائق احدي السيدات وهو يقف في انتظارها حتي تنتهي من التصويت واضاف انه لن يفكر في التصويت في الانتخابات لأنه لم يقتنع بأحد من المتسابقين علي الكرسي الرئاسي لأنهم كلهم طامعون في السلطة ولا يريدون مصلحة البلاد. جولة وأثناء مرورنا في شوارع الزمالك قابلنا صبحي جرجس(40 سنة) سواق والذي اكد لنا انه لم يقوم بالتصويت بسبب بعد المسافه وصعوبه سفره الي بلده الاصلي( بني سويف) ولكنه يتمني فوز الاصلح الذي يتقي الله في البلاد و ينهض بها في فترة وجيزة ليضعها علي السير في الطريق السليم. واكدت ياسمين راغب(40 سنة) ربة منزل انها تفضل مرشحا يخاف علي مصر ويشعر باهلها ويهتم بالتعليم والاطفال... وان يطبق العدالة الاجتماعية, واضاف بهاء اشرف25 سنة انه لم يستقر حتي الآن ويفضل مرشح يحسن وضع مصر ويقضي علي مشكله البطاله أما كريم أحمد(35 سنة) سائق تاكسي فاكد انه سيرشح من سيعالج مشكلة الفقر وينهض بالتعليم والمستشفيات ويقضي علي البطالة واضاف انه سيفضل صاحب الفكر الوطني. واكدت هناء طه( مدرسة لغة انجليزية) انها تفضل مرشحا يعمل قبل ان يقول وان يكون سياسيا من الدرجه الاولي يستطيع ادارة البلاد وحل المشكلات والازمات التي تمر بها مصر في هذه الفترة العصيبة. وقاطعتها د.شاهيناز قائله: احنا بردوا مش هنزعل لو مرشحنا لم يفز لان هذه الفتره تحتاج لرئيس لمده معينه لضبط احوال البلاد. واضافت ان اهم شيء مطلوب من الرئيس الفائز في سباق الرئاسة هو حل البرلمان لانه برلمان عار علي مصر.. بالقرب منها كانت مي تقف في الطابور مشغولة بكلب امسكت به في يدها من النوع الأليف.. تداعبه.. وعندما سألتها عن مشاركتها في الانتخابات ردت: كنت لازم انتخب علشا مصر تبقي أحسن. الاقبال ضعيف علي عكس ما بدت عليه لجان حي مدينة نصر في انتخابات مجلس الشعب, قوات الجيش تؤمن اللجان الانتخابية, يكررون الصورة الرئيسية للانتخابات التشريعية بتقديم يد العون لكبار السن من الرجال والنساء في الإدلاء باصواتهم وفي الخروج. ومع اقترابك من بوابات اللجان الانتخابية تصطدم عيناك بوجوه كثيرة منها سائق التاكسي أ.م الذي بادرنا ككثير من الموجودين بالقرب من اللجنة هاه هاتدي صوتك لمين؟, وبعد أن أجبناه بالحياد نحن صحفيون بادرنا بابتسامة عريضة: ربنا يولي الاصلح, بس والله الواحد بيسأل علشان خايف يدي صوته لواحد ميستاهلشي.