شهدت لجان منطقة الظاهر وباب الشعرية بمحافظة القاهرة الدائرة السابعة ازدحاما شديدا منذ اللحظات الأولي في اليوم الأول لانتخابات مجلس الشعب 2011 من كل الأعمار شبابا وشيوخا رجالا ونساء وساعد في ذلك الاكتفاء ببطاقة الرقم القومي للتصويت. كان الإقبال علي التصويت كبيرا جدا في كل المدارس وكانت الطوابير تمتد لخارج المدارس ولم تظهر مشكلات تخص الصناديق أو الحبر الفسفوري وتقاربت نسبة النساء مع الرجاء ورغم برودة الجو حرصت ربات البيوت علي اصطحاب صغارهن والذهاب إلي لجان التصويت. في منطقة باب الشعرية استمرت عملية التصويت هادئة حتي أذان الظهر وبعد ذلك شاهدنا حضورا طاغيا لأنصار مرشحي حزب الحرية والعدالة «الإخوان المسلمون» وأيضا حزب النور السلفي. وقام أنصار الحزبين بتوزيع الدعاية الخاصة بمرشحيهم لحث الناخبين للتصويت لصالحهم وذلك أمام باب اللجان الانتقالية وفي اللجان الخاصة بالسيدات مارست بعض المنتقبات نفس الدور أمام لجان السيدات. وأمام لجنة مدرسة باب الشعرية الإعدادية بنين وهي لجنة مشتركة رجال وسيدات قام أنصار الإخوان بتأجير عدد من الميكروباصات لنقل المواطنين لمقر اللجنة وتم توزيع بعض العصائر والمياه الغازية علي المندوبين الذين يقفون أمام اللجان لتوجيه الناخبين بأماكن لجانهم وحثهم علي التصويت لصالح الإخوان. وأمام مدرسة أمير الجيوش الثانوية التجارية يجلس اثنان من أنصار حزب الحرية والعدالة وأمامهما جهاز كمبيوتر صغير «لاب توب» لتعريف المواطنين أماكن اللجان وحثهم علي التصويت لرمز الميزان ويستقطبون كبار السن والأميين حيث لاحظنا توافد عدد كبير من السيدات المسنات علي هذه اللجنة ويجد هؤلاء السيدات وغيرهن من ربات البيوت صعوبة بالغة للتعرف علي مكان اللجنة والاختيار من بين 102 مرشح مستقل و15 حزبا خاصة وأن معظمهن أميات. وأمام مدرسة أمير الجيوش الإعدادية بنات ب «باب الشعرية» ظهر عدد من الملتحين المنتمين لحزب النور السلفي يحثون المواطنين التصويت لصالح السلفيين لأنه حزب قائم علي المرجعية العليا للشريعة الإسلامية حدثت بعض الخناقات أمام لجنة مدرسة الثانوية التجارية بنات سببها الزحام وعدم انتظام الطابور ووقوف الميكروباصات التي استأجرها الإخوان أمام المدرسة رغم ضيق المكان مما تسبب في ازدحام وتكدس رهيب للناخبين. أما الشرطة والجيش فلم يتدخل أيا منهم في شيء ولم تحتك الشرطة بالمواطنين نهائيا وقاموا بتأمين اللجان والحفاظ علي انتظام الطوابير وسير العملية الانتخابية بأمان حيث رفض أحد أفراد الشرطة بمدرسة «محمود فهمي المعماري بالظاهر» دخول المواطنين في غير أدوارهم قائلا «زمن الكوسة انتهي.. كل واحد يلتزم بدوره». لم تشهد لجان منطقة الظاهر أيا من أعمال العنف والبلطجة وكان الأمر يسير في هدوء ونظام بخلاف سير العملية الانتخابية في باب الشعرية التي يشوبها إلي حد ما الفوضي وعدم النظام ولكن حدثت مشاجرة بين بعض السيدات أمام مدرسة السكاكيني الابتدائية الخاصة بسبب عدم انتظام الطابور. اختلفت أشكال الدعاية المستخدمة في هذه الانتخابات حيث قامت جماعة الإخوان المسلمين بتوزيع الأقلام والكراسات وبعض الأذكار والأدعية علي المواطنين في البيوت ليلة اليوم الأول من الانتخابات وقاموا بتأجير أسطول من سيارات السوزوكي للدعاية لمرشحي الإخوان وكذلك أنصار حزب النور وهذه السيارات تجوب الدائرة يمينا ويسارا تحث الناخبين علي اختيار رمز الميزان للإخوان ورمز الفانوس للسلفيين وللأسف لا توجد لجان لحماية وتوعية المواطنين خاصة الأميين. تم استخدام الأطفال للدعاية لمرشحي حزب الحرية والعدالة وأيضا في التشهير بباقي المرشحين كترويج للشائعات أن من ينتخب الكتلة المصرية هم الأقباط لأن مرشحيه كلهم أقباط، والتشهير بالمرشحين المنافسين بأنهم من النظام السابق الفلول كالمرشح صبحي وهدان أحد أقارب عضو مجلس الشعب السابق وكذلك حيدر بغدادي و«صلاح مقلد». اشتكا بعض الناخبين في لجان الظاهر بأن أماكن التصويت باللجنة في الدور الثالث وذلك داخل مدرسة محمود فهمي المعماري وطلوع السلالم أمر لا يتحمله كبار السن. ورغم وجود ظواهر إيجابية في هذه الانتخابات أهمها موقف الشرطة والجيش والإشراف القضائي والصناديق الشفافة والحبر الفسفوري والاكتفاء بالرقم القومي والسماح لمراقبين من منظمات المجتمع المدني وغياب البلطجية وظاهرة شراء الأصوات فإن هذه الظواهر أفسدتها عدة تخوفات جاءت علي ألسنة بعض الناخبين أهمها حدوث تزوير في الصناديق خاصة أنها ستظل في حوزة الداخلية علي مدار يومين - مدة الانتخابات - فضلا عن استخدام الإخوان والسلفيين الدين كسلاح للدعاية الانتخابية والاستمرار في فرض الوصايا علي الناخبين.