بعد أن كان حلمهم مجرد رؤية الصندوق الانتخابي، والإدلاء بصوت يضمنون عدم تزويره، تحولت لهفة المصريين إلى التصويت في الانتخابات، إلى عادة متكررة الحدوث، في آخر 3 سنوات، وأصبحت اللهفة لإبداء الرأي في بطاقة التصويت ذكرى جميلة، يوثقها المواطن بصورة فوتوغرافية، أو ذكرى سيئة لن يمحيها الزمن. "لو صباعك مش بمبي اوعى تيجي جنبي"، هكذا احتفل المصريون بأول استحقاق انتخابي، بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية 2011، بتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، يفتخرون بها بالتصويت، وصور تجمعهم بجوار إصبع مغموس بالحبر الفسفوري، تصحبه ابتسامة وفرحة بأول تصويت حقيقي بعد ثورة 25 يناير، وتكررت تلك اللقطة المبهجة في استحقاقات عديدة بعد ذلك. "طوابير أمام اللجان ومد موعد التصويت"، أبهرت مشاركة المصريين بالانتخابات البرلمانية والدستورية و3 استفتاءات دستورية العالم، بنسبة مشاركة وصلت إلى 40.1% في استفاء 2011، و46.42% في انتخابات الرئاسة عام 2012، و38.9% في الاستفتاء على دستور 2014. "زغرودة حلوة"، في كل استحقاق انتخابي تذهب المرأة المصرية إلى لجنة الانتخابات، وكأنها ليلة عرسها، فتحتفل بالزغاريد وترقص على أنغام شعبية، فرحًا بانتخابها رئيسًا أو مرشحًا في البرلمان، أو تصويتها على دستور، في حين يرقص الرجال على أنغام المزمار البلدي في يوم احتفالي يشبه يوم العيد، حاملين أعلام مصر، ومشيرين بعلامات النصر. ووسط مشاهد البهجة والفرحة، طلت بعض الظواهر السلبية برأسها في كل موسم انتخابات، فظهر مرشحون وأحزاب وجماعات يحملون الرشاوى الانتخابية من "أموال وزيت وسكر وشوادر لحوم" لسلب إرادة الناخبين، وبعضهم ظهر بسيارات لنقل الناخبين إلى لجان الاقتراع، لإرغامهم على التصويت لصالح مرشحهم، أو لسلب الإرادة بالعنف، والتهديد بالبلطجة والإرهاب، وجميعها مشاهد موثقة من مراكز حقوقية راقبت الاستحقاقات الانتخابية في الأعوام الأخيرة.