لم تهدأ حدة الاشتباكات المندلعة فى محيط السفارة الأمريكية بحى جاردن سيتى بين المتظاهرين وقوات الأمن، تنديداً بالفيلم الأمريكى المسىء للرسول، حتى مثول الجريدة للطبع، وتواصلت معارك كر وفر عنيفة أمام مسجد عمر مكرم، وتوزع أكثر من 2000 جندى و10 مدرعات أمامه، وأُطلقت القنابل المسيلة للدموع والخرطوش، لمواجهة المحتجين الذين ردوا بإلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف، حتى غطت سحب الدخان سماء الحى الدبلوماسى العريق. مظاهرات صباح أمس، كانت امتداداً لاشتباكات شهدها محيط السفارة منذ 48 ساعة، مما أسفر عن وقوع إصابات فى صفوف الجانبين واحتراق 3 سيارات شرطة، واكتظ محيط السفارة الأمريكية بمتظاهرين ينتمى أغلبهم للتيارات الإسلامية، أبرزها حركة «حازمون» و«الجبهة السلفية»، وانضمت لهم مسيرة لشباب «الألتراس»، الذين اشتبكوا مع قوات الشرطة، ثم انسحب السلفيون من محيط السفارة، بعد عجزهم عن وقف تلك الاشتباكات، تاركين «الألتراس» فى مواجهة قوات الشرطة، فوضع الشباب حواجز إسمنتية أمام المسجد، وأشعلوا النار فى إطارات السيارات لعدم وصول المدرعات إليهم. وألقت أجهزة الأمن القبض على 28 من «الألتراس»، وأمر مدير أمن القاهرة بإحالة المتهمين إلى نيابة قصر النيل للتحقيق معهم، بتهمة إحداث تلفيات فى سيارات شرطة، وقال أحد أطباء المستشفى الميدانى، إنهم عالجوا 400 مصاب وأحالوا 70 ل «قصر العينى». ونظمت مجموعة من الأقباط وقفة احتجاجية ظهر أمس، أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإدانة الإساءة للأديان، وطالبت الكنيسة الأرثوذكسية، فى خطاب لرئاسة الجمهورية ومشيخة الأزهر، بمحاسبة صناع الفيلم، بجريمة ازدراء الأديان. ونفى القس مرقس عزيز، راعى الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، والمنتدب للخدمة بأمريكا والموضوع على قوائم «ترقب الوصول» فى بيان، أن يكون من بين المشاركين فى إنتاج الفيلم المسىء، فيما قررت إدارة موقعى «فيس بوك»، و«يوتيوب» حذف الصفحات الشخصية لموريس صادق، ومقاطع الفيلم. وقال أبوإسحق الحوينى، الداعية السلفى، إن «من سب الله فله توبة فإن لم يتب يُقتل ومن سب النبى فيُقتل ولا توبة له»، بينما دعا جمال صابر، منسق حركة «حازمون»، الرئيس مرسى، إلى سحب السفير المصرى من أمريكا وغلق السفارة الأمريكية، وأضاف: «قبل أن يدخل جندى أمريكى مصر سينتهى كل هؤلاء الكلاب (قاصداً أقباط المهجر)».