تجولت بكاميرتها، بين نجوع وحواري و"غيطان" مصر، والتقطت بعدستها أحلام البسطاء، ب"الستر والرزق الحلال"، في مشاهد طبيعية من واقع مواطن يعيش اليوم بيومه، وإمرأة بسيطة تحلم بزواج ابنتها، ولا تعلق عليها سوى بنغمات وألحان مصرية، إنها المخرجة المبدعة ساندرا نشأت، في فيلمها التسجيلي الجديد "بحلم". ضحكة أطفال صغار، وعلم يرفرف، ومئذنة مسجد، وسقف الكنيسة، وسفح هرم، امتزجت لقطات مصورة في مقدمة الفيلم مع صوت الدعاء "يا الله"، ومن محطة القطار تبدأ رحلتها بين ربوع مصر، بعدها تظهر بكاميرتها في الريف تطارد طفل على ظهر حمار، بسؤال "بتحلم بإيه يابني"، وهو يجري خائفًا، بينما في لقطة أخرى يرفض العسكري الغلبان، أن يعبر عن حلمه، ويقول: "مقدرش اتكلم وأنا لابس الميري"، بينما اندهشت السيدة الريفية من السؤال ، ولم تبد له بالًا. ذلك في في حين رد سواق الميكروباص بخفة دم: "بحلم وأنا نايم"، أما سواق "العربة الكرو" فقال: "عايز أعيش"، فيما علق آخرين بسخرية: "دي بلد حد يحلم فيها"، وكان التعليق الغنائي على الجزء الأول بأغنية "يا صبح يسعد صباحك". ووقفت ساندر بكاميراتها بين المواطنيين في طابور العيش، لتسألهم عن أحلامهم، وكان الرد جماعي: "الستر"، وبجوارهم في زحمة الأتوبيس، أخرين تتمثل تطلعاتهم في "ركوبة كويسة من غير بهدلة"، فيما وقفت في إشارة المرور، لتسأل عسكري المرور نفس السؤال، ويرد: "بحلم أطلع ضابط"، أما بائعة الشاي، فكان حلمها "كشك تعمل فيه"، وكان حلم "الفلاح البسيط" تسديد ديونه. وكان للشباب في فيلم ساندرا، أحلامهم الخاصة، فالشاب البسيط على "الفيزبة" يحلم بالغناء، وكان حلم بائع "غزل البنات" على الكورنيش هو "الزبائن"، أما الشباب على البحر، فكان حلمهم "المتعة"، فيما كان الزواج الحلم الأكثر رواجا بين الشباب والبنات "عايزين نتجوز"، أما حلم العجوز الصعيدي كان ب"رئيس نضيف ميفرقش بين الناس يكون تمام التمام". وفي الأهرامات، كانت أحلام البائعين البسطاء بعودة السياحة، فأحد البائعين، يقول: "أنا بقيت ألح على السائح لما يبقى عايز يعيط مني، أنا عايز أشتغل، وأوكل عيالي"، وعاد الشباب للحلم بوظيفة، والعمل بمؤهلاتهم وبدون وساطة، وكانت الأحلام البريئة في عيون الأطفال، والسؤال يتكرر، والإجابة: بحلم أبقى طيار، ضابط، مهندس، دكتور"، ولكن أكثرهم يحلموا بارتداء البدلة الميري، وهنا علقت المخرجة: بمقطع من أغنية: "يا عسكري يا أبو بندقية"، وقررت أبلة فضيلة معشوقة الصغار بالمشاركة في التعليق بصوتها المميز، وكان التعليق الأخير على وجوه الأطفال، وبصوت الفنان الراحل أحمد زكي: "بحلم بيوم أشوف الناس معرفوش الجراح في القلب، بحلم في يوم أشوف بكرة بيزرع ضحكة للإنسان.. بحلم بحلم".