ظننتُ فى البداية أنها هديةٌ هبطت إلىَّ من السماء، فالسماءُ أرحمُ من معاقبتى على ذنبٍ لم أفعله، ولا أعلمه، ولن تتركنى وحدى لأضيع بعدما توالت علىَّ الويلاتُ ولحقت بى الخيباتُ متتابعةً طيلة الأشهر الستة الماضية التى رأيتُ فيها المرار متجسِّداً. فى مبتدأ الأشهر الماحقة مات أبى بعد سنةٍ قضاها فى معالجات فادحة التكلفة، عديمة النفع والبُرء، وبعد وفاته بشهرين أغلقتُ مكتبى الهندسى الذى التهم حصيلة كدحى المتواصل لسبع سنواتٍ فى البلدة الخليجية الخالية، ولكساد الأحوال سرَّحتُ موظفيه الخمسة. وما بين الوفاة والإغلاق تفاقمت مع زوجتى «سلمى» المشكلات حتى انتهت، بل خمدت، الشهر الماضى عندما أهانتنى أمام أسرتى وصرختْ فىَّ قائلةً إننى شخصٌ مهزوزٌ وفاشل، وإنها تريد الطلاق ولا تريد منى أىَّ نفقةٍ لعلمها بإفلاسى، ولسوف يتولى أبوها الإنفاق على طفلتنا «بوسى» لحين عثورى على وظيفة، أو رجوعى للعمل فى الخليج.. الشهر الماضى جلسنا أمام «المأذون» يحوطنا الشاهدان والأمُّ المواسية، ولما سألها الشيخُ المعمَّم عن وقوع تطليقاتٍ سابقة أجابته بأننى طلَّقتها من قبل أربع مرات. كانت تكذب، فقد كانت تطليقات شفاهية انطلقتْ من لسانى أثناء غضبٍ عارمٍ بسببها، وعند الغضب ينغلق العقل، وقد سمعت من عالم دينٍ أنه لا يصح طلاقٌ فى إغلاق. قال لها المأذون: يعنى دى الطلقة رقم كام؟ فردَّت عليه من فورها: الثالثة.. منذ وقع الطلاق البائن، بينونةً كبرى، وأنا متحصِّنٌ بجدران منزلى كأننى أفرُّ مما لا مفرَّ منه. لم أخرج من هذا الباب خلال شهرى الأخير إلا بضع مرات، منها مرتان مؤلمتان لرؤية ابنتى التى بلغت بالكاد من عمرها عامين، ومرةٌ أشدُّ مرارةً وإيلاماً بعتُ فيها قطعة الأرض الموروثة عن أبى لتسديد ديونى. ■ ■ اليوم، هاتفنى ظهراً سَمِيِّى «حسن»، وهو زميلُ دراستى القديم الذى صار يعمل فى استيراد تروس الماكينات الكبيرة. تشاكينا كالمعتاد من الكساد العام، ومن تأرجُّح الأمور، ثم انتهينا إلى أن دوام الحال من المحال. قبل إنهاء المكالمة سألنى عما سأفعل اليوم، فأجبته بانكسارٍ: «لا شىء»، فقال إنه مدعوٌّ إلى حفلٍ صغيرٍ سيُقام الليلة على باخرة نيلية، فيه عشاءٌ معه غناءٌ على العود، تعقبه الفقرة الشرقية الأهم التى تقدِّمها الراقصة الحسناء المسماة «زوبعة». لم أكن أعرف هذه «الزوبعة» ولا غيرها من زوابع النساء المثيرات، ولم يكن عندى حماسٌ لتلبية الدعوة أو رفضها، فلما ألحَّ علىَّ وافقته، وفى الساعة الثامنة مَرَّ بسيارته وأخذنى معه.. وجدتُ عدد الحاضرين يزيد عما توقعتُ، وأكثرهم متأنقون ومتحرِّرات، وكلهم مبتهجون كأن حياتنا تخلو من أية منغصِّات. بعد ساعتين، مللتُ ازدحام المكان واصطخاب الأصوات المتداخلة، فقررتُ الرحيل عن هذا الجمع لأحتمى بوحدتى المعتادة. لكنها جاءت، وحدها، فبقيتُ. كانت الساعة قد اقتربت من الحادية عشرة، لحظة دخلتْ فى ثوبها الأسود الشفَّاف الكاشف عن استداراتها الساحرة، وعلى شفتيها ابتسامةٌ مستهترةٌ أخَّاذةٌ يشرق بها وجهُها الأسمرُ الممتلئُ، المنسدلةُ حوله خصلاتُ شعرها المنفلت كضفائر مفكوكة. حين حيَّتِ الحاضرين وجلستْ قُبالتى اختُطفتُ، وحين لمحتُ لحظةَ جلوسها نعومةَ وامتلاءَ ساقيها ارتجفتُ، وشُغفتُ حين استراحت عيناى عند انضمامة التُّفاحتين اللتين يحوطهما، بغير إحكام، جيبُ صدرها المكشوف.. مِلتُ إلى أُذن «حسن» وسألته عنها، فابتسم وهمس فى أذنى بأن اسمها «داليا الإدفاوى» وبأنها تعمل سكرتيرة فى شركة بترول أجنبية، ومطلقة، وتحب الحياة.. ثم قال: وحاجة دلع خالص! ■ ■ ظننتُ فى البداية أنها هدية هبطتْ إلىَّ من السماء، وتأكَّد ظنِّى عندما جاذبتها الحديث فجاوبتنى، برفق، ولما استأذنتها مع نهاية السهرة فى الاتصال بها تليفونياً لمعت عيناها ولم تعترض.. عند افتراقنا انقدحت بين عينيْنا نظرةٌ من هذا النوع النادر الذى يفجِّر البراكين الكامنة ويلهب القلب. كان عسيراً علىَّ إزاحة صورتها عن خاطرى خلال «توصيلة» العودة التى لم يكفَّ فيها «حسن» عن حكاية التفاصيل المملة لعملية «النصب» التجارى التى تعرَّض لها مؤخراً، وأودت بنصف ما كان يملك من السيولة المالية. أمضيتُ ليلتى هانئاً بجَوَلان خيالى فى مَلَاحة «داليا» وظُرفها كلما أشارتْ أو التفتتْ بعينيها الفياضتين بالأنوثة. من أين أتت بتلك الالتفاتة الفاتنة للأتقياء؟! ومن أين لها تلك الليونة البادية من نبرات صوتها ومن حركة أصابعها السَّكْرى وهى تدخِّن بالتذاذٍ مثير؟! ومن أين لها هذه الفتنة الفواحة؟! نمتُ، ملامساً لها بخيالى. فى الصباح كلمتها، وفى الصباحات الخمسة التالية، فكانت مكالماتُ الصباح قصيراتٍ ومرحات. مكالمات المساء كانت هى الأحنُّ، والأهمس، والأكثر إفصاحاً عن الأحوال وعما مضى. داليا عَرَفتْ منى أننى مُطلَّقٌ بعد زواجٍ تعيس، لأن طليقتى كانت شديدة الانفعال، وأشفقتُ من إخبارها بأننى كنتُ أحب «سلمى» وبأن انفعالاتها المتوالية قبل طلاقنا كانت بسبب خساراتى المتوالية. وعَرَفتْ منى أننى أغلقتُ مكتبى منذ شهرين، وأنظر حالياً فى «البدائل» المستقبلية، القليلة، قبل الإقدام على أىِّ مشروع. وأشفقتُ من إخبارها بأننى مُحبطٌ، وما عدتُ اليومَ أميلُ لأىِّ بدائل. وعَرَفتْ أننى أسكنُ فى «فيلا» تحوطها الحدائق، بأطراف الضاحية القاهرية الفخمة المسماة «منظر المدينة».. ووصفت لها تفاصيل المنزل الذى أعيش فيه، وحيداً، ولم أرَ داعياً لإخبارها بأن منزلى هذا مستأجرٌ. وعرفتُ من داليا خلال المكالمات التى استطالت مساءً أنها أصلاً من بلدةٍ ريفيةٍ لكنها أقامت خلال دراستها الجامعية فى سكنٍ للطالبات بأطراف القاهرة. ورفضت العودة إلى بلدتها «الخانقة» بعد انتهائها من الدراسة فتزوَّجت ولداً قاهرياً تافهاً لم يتم تعليمه، كان أبوه ميسور الحال نسبياً فاستطاع توفير شقة زوجية متواضعة الحال، كحالها آنذاك. وذكرت لى أنها لم تحب زوجها السابق، لكنها وقتها كانت تحتاجه. وعرفتُ منها أنها ظلَّت متزوِّجة خمس سنوات، وهى مُطلقةٌ منذ خمسٍ. ولم تذكر لى سبباً محدَّداً لطلاقها، واكتفت بإشارة إلى أن زوجها كان «عَيِّل». مع امتداد المكالمات، عرفتُ من داليا التى تدلَّت بهمسها وتدانت أنها تحب الحياة وتهوى السهر فى جحور السمر المسائى. ولا بأس عندها، بل هى تحبُّ، احتساء «الفودكا» صِرفةً أو ممزوجةً بعصير البرتقال، وتدخين سجائر «الحشيش» كلما وجدتها متوافرة، والرقص فى «الديسكو» حتى وقتٍ متأخرٍ من الليل. دعوتها لزيارتى فاستجابت، وبعد ساعةٍ من لقائنا أدفأتْ سريرى بل ألهبته بفنونٍ فراشيةٍ بديعة، لم أعرفها من قبل مع الفتاة التى أحببتها أثناء الدراسة، ولا مع «سلمى» التى تزوَّجتها وأنجبتُ منها طفلتى الوحيدة، البعيدة الآن عنى.. فى خاتمة لقائنا الأول، الأجمل، اتفقنا على قضاء ثلاثة أيامٍ فى قريةٍ سياحيةٍ بالغردقة، يديرها أحد معارفها القدامى. تحمَّستُ للفكرة من فورى، وملأنى الإحساسُ بأن الحياة ابتسمت لى بعدما طال عبوسها فى وجهى، وتيقَّنتُ أن «داليا» هديةٌ هبطت إلىَّ من السماء. ■ ■ الأسبوع الماضى أمضينا بالغردقة الأيام الثلاثة المبهرة، المليئة بالمتع الفردوسية التى بلا حدود. فى يومنا الأول ارتدت داليا «شورت» يلهب الخيال، وفى اليوم الثانى سترت نصف جسمها بمايوه من قطعةٍ واحدةٍ لونه أبيض يسرُّ الناظرين، وفى اليوم الأخير ارتدت «مايوه» من قطعتين لا يستران فوقاً ولا تحتاً.. فى اليوم الأول رأيتها تبدأ صباحها المتأخِّر باحتساء قَدْرٍ كبير من «القهوة» القوية السوداء، غير الممزوجة بحليبٍ أو سُكَّر. وفى اليوم الثانى رأيتها تلف الحشيش فى عشر سجائر، قالت إنها «التموين اليومى» خلال سنواتها الماضية. وفى اليوم الأخير نفدت منها زجاجة «الفودكا» التى أحضرتها فى شنطة سفرها، فتركتنى عقب العشاء لمجالسة صديقها المدير، الذى لم أره، وعادت من عنده بعد ساعةٍ بزجاجةٍ أخرى احتست أمامى نصف ما فيها، احتفالاً بالليلة الأخيرة لنا فى الجنة.. فى اليوم الأول لسعتنى بسياط القبلات اللاهبة ثم أتاحت لى أنحاءها، كلها. وفى اليوم الثانى خمشت بأطراف أظافرها أنحائى ورفعتنى بطرف لسانها الجوَّال فىَّ، فوق كل الآفاق. وفى اليوم الثالث أيقنتُ بأنها أشهى امرأةٍ تمشى على قدمين، وبأنها لا تمتنع عن رفعهما فى أى وقت. صباح أمس سألتنى فى طريق رجوعنا من الغردقة عمَّا أفكر فيه وأشرد بخواطرى. فقلت إننى أشتاق إليها وهى جالسةٌ إلى جوارى، وإنها صارت عندى أغلى ما فى الوجود. ولم أجد السياق مناسباً لإبداء رغبتى فى الزواج منها، لتكون لى طيلة العمر.. عند وصولنا ووداعنا المؤقَّت، ظهراً، طلبت منى بدلالٍ يصعبُ ردُّه أن أذهب معها فى المساء إلى صالة «الديسكو» الصاخبة، لأنها تريد أن ترقص الليلة كثيراً، بعد هذه الأيام الثلاثة الهادئة، الممتعة. عبثاً حاولت معها تأجيل الذهاب إلى مُشتهاها، لأننا الليلةَ مجهدان من رحلة العودة. لم يعجبها كلامى وكادت تحتدُّ علىَّ، متذمِّرةً، ثم أظهرت شيئاً من الدلال الممزوج بالغضب، وهى تخبرنى بأنها تحتاج إلى أن ترقص، والليلة تُقام مسابقة الرقص الأسبوعية التى لا يصحُّ أن تفوِّتها، وغداً الجمعة وسيكون المكان هناك خالياً ومُملاً.. وختمت كلامها بقولها: شوف يا حسن، فرصة الانبساط موش لازم تتفوِّت، إحنا لسه شباب، ولازم نستمتع بكل لحظة. بعدما صعِدتْ إلى شقتها المستأجرة بميدان الدقى، رأيتُ الطريق إلى منزلى بعيداً فى زحام الظهيرة، فمررتُ على صديقى حسن فى مكتبه القريب من ميدان الجيزة. ذهبتُ إليه من دون اتصالٍ يُخبره بقدومى، كأن مرورى عليه عابرٌ، ومن حُسن حظى أنى أدركته هناك وهو يتهيَّأ لمغادرة المكتب. سألته إن كان بالإمكان أن نجلس قليلاً لأستشيره فى أمر، فقال: طبعاً. أخبرته بتعلُّقى الجارف بداليا، ونيَّتى الزواج منها، لكننى قلقٌ من انطلاقها الدائم. وعندى بعض الملاحظات على سلوكها، وطريقة مهاتفتها المتمايعة مع رئيس القسم الذى تعمل فيه، وسرِّ علاقتها بمدير القرية السياحية التى أمضينا فيها الأيام الثلاثة الماضية.. لم أتم كلامى، فقد انفجر فىَّ «حسن» بعدما أغلق باب الغرفة، كيلا تسمعنا سكرتيرته النحيلة الجالسة فى غرفة المكتب الأخرى. قال مُغتاظاً: جواز إيه يا باشمهندس؟! صلّى على النبى كده، داليا دى حاجة «ديليفرى» آخرها إنك تقعد معاها كام يوم وخلاص، مش تقول يا جواز. - ليه يا حسن، دى عاجبانى أوى. - وما له يا ابو على، تعجبك ماشى، مفيش مانع يا صاحبى. خُد منها اللى انت عاوزه، وبس.. ليه بقى الجواز والهم اللى ما يتلم، انت يعنى ناقص مشاكل؟ - وليه المشاكل؟ قصدك يعنى علشان ملاحظاتى على سلوكها؟ - يا ابنى ملاحظات إيه؟ ما انا عارفها كويس من زمان، وغيرى كمان عارفها. دى كل ليلة فى علبة من علب الليل، وكل يومين مع واحد شكل. انت بس ماعندكش خبرة، وكويس إنى لحقتك قبل ما تتورَّط معاها فى حاجة. اسمع يا حسن، انت أخويا، ولازم أقول لك الحقيقة. - طيب ليه عرفتنى عليها من الأول؟ - يا أخى علشان تتبسط كام يوم. لقيتك زعلان من كتر المشاكل اللى عندك اليومين دول، قلت يمكن الحُرمة دى تخفف عنك شوية. - بس أنا حبتها فعلاً. - يا عم، حب إيه بس اللى انت جىّ تقول عليه؟ باقولك داليا دى على المشاع، وكله عندها عادى. وبعدين دى فيه منها آلاف مؤلَّفة، روح كده أى «ديسكو» هتلاقى زيها نسوان كتير هناك. وكلهم بيعملوا الحاجات اللى عجبتك فيها، ومش هتشوف فرق خالص بينها وبين أى واحدة منهم. - لا يا حسن، داليا مش زىّ أى واحدة تانية. - يا سلام! مش زى ازَّاى يعنى؟ يا ابنى باقولك أنا عارفها كويس، وصاحبتها السنة اللى فاتت أسبوعين، ورحت فيهم معاها الغردقة يومين، وغيرى كمان راح معاها المشوار ده، زى ما انت رحت بالظبط. وعلى فكرة بأه، الراجل صاحبها ده اللى فى الغردقة مدمن، اسمه إبراهيم الكتعة. هى بتقول إنه كان متجوزها عرفى، بس ده أى كلام يعنى. اسمع يا باشمهندس، عايزك تعقلْ كده وتشوف مصلحتك، واتبسط معاها كام يوم، وخلاص. وبعدين داليا دى ماشية بنظام كله ماشى، ودايما تقول إنها فى حُكم اللحظة اللى هى فيها. شوف، لو انت عايز تعمل علشانها حاجة هات لها هدية حلوة، وخلاص، عادى يعنى. وبعدين أوعى تروح معاها مكان الدعارة ده، ده مش مكانك انت، خليك بعيد عن الفيلم ده أحسن لك، انت مش ناقص بهدلة.. لو تحب، تعالى دلوقتى نعدِّى على «حمادة قُرقُر» وهتشوف على تليفونه داليا بتاعتك دى، وهى بترقص عريانة خالص. ■ ■ تركت «حسن» و«حمادة» عند منتصف الليل، وعدتُ إلى حِصنى المنزلىِّ البعيد، متكسِّرةً أركانى مع تساقُط الأحلام المهيضة، وهناك قبعتُ وحدى وأطفأتُ الأنوار. لم أتصل بداليا وهى لم تتصل، فأدركتُ أننا افترقنا، بعد كل ما كان، ما كان شىء. وها هى ليلتى الطويلة قد أشرف فجرُها، ولا بد أن داليا الآن انتهت من فجورها الأول، والتقطها أحد الحاضرين فى المرقص أو التقطته هى، لتستكمل معه فجورها التالى. سبحان الله! ظننتُ فى البداية أنها هديةٌ هبطتْ إلىَّ من السماء، وكاد ظنى يتأكَّد فيصير يقيناً، ثم أدركتُ أنها مجرد لُعبة ليلٍ رخيصةٍ، ولجتْ إلى عالمى العليل من عُلب الليل. وها هى قد تبخَّرت فصارت دُخَاناً أزرق كهذا الذى كانت تنفثه من سجائرها المحشوَّة. ■ ■ مع أول ضوء للنهار سألتُ نفسى: لماذا خلق اللهُ المتشوِّهات من أمثال هذه «الداليا» التى تتدنى دوماً بغير حساب؟!.. جلستُ مذهولاً حتى أغرقنى النوم، ظهراً، من دون أن أجدُ جواباً عن هذا السؤال.