طل من شرفة بيته الريفى البسيط، المطل على النيل فى مركز منية النصر دقهلية، استوقفه مشهد شديد الغرابة، فقد طفت على سطح المياه بالونات مختلفة الألوان تحمل صور الرئيس المعزول محمد مرسى وشعار رابعة، لم يكذِّب «عبدالحكيم محمد» الخبر، خرج من بيته وجمع عدداً من أهالى المركز وتوجه إلى النيل لمعرفة السر، فإذا بالبالونات التى أطلقها الإخوان بشعارهم وصور معزولهم تطفو على سطح الماء، هنا أصرَّ الرجل وأهالى المركز على الثأر: «لازم نفرقعها». الغضب الذى انتاب «عبدالحكيم»، حوّله سريعاً إلى طاقة، فقد اكتشف الأمر فجراً: «صحيت على الفجر زى كل يوم عشان أروح أرضى، ببص من البلكونة لقيت البالونات فى النيل، افتكرته لعب عيال فى الأول، بس أول ما نور ربنا طلع وشفت صور مرسى وعلامات رابعة قلت مش هسكت»، مضيفاً: «عديت على كل بيت فى القرية عشان يشوفوا اللى الإخوان بيعملوه ونتصرف، إحنا ناقصين تلوث فى الميّه اللى بنشربها». «الخوف، الخسة، الأذى»، صفات يراها الرجل الخمسينى فى أنصار جماعة الإخوان بقريته: «زيهم زى غيرهم، من كتر جبنهم عملوا حوار البلالين ده بالليل عشان محدش يشوفهم، لو هما على حق يعملوه فى الضلمة ليه لو هما شايفين إنهم بيعملوا الصح ومش بيأذوا الناس»، مشيراً إلى أن معظم أهالى القرية وقفوا معه، وقضوا 4 ساعات كاملة فى «فرقعة البلالين». لم يصمت شباب الإخوان على ما فعله «عبدالحكيم» وأهالى القرية أثناء «فرقعة البالونات»، توجهوا إليهم وحاولوا إقناعهم بعدم التعرض لصور «مرسى» وعلامات «رابعة»، لكنهم لم ينصتوا لهم: «ماسمعناش كلامهم طبعاً، ولا خفنا من تهديداتهم».