في وقت يبحث فيه كل مرشح عن الوسائل الدعائية التي تجلب الأصوات المؤيدة له إلى صناديق الانتخابات، ويسعى مؤيدوه ومريدوه بكل طريقة للتعبير عن حبهم لمرشحهم، سواء بلافتة دعائية، أو تبرع لحملته، أو حتى مشاركة في مسيرة لتأييده، كانت أسرع طرق المرشحين لقلب الناخبين، هي الأغنية، ليكون العرس الانتخابي، موسم موسيقي جديد، فيه كل ألوان الغناء "الشعبي والشبابي والوطني". وبين انتخابات 2012 و2014، ظهرت أغاني كثيرة لتأييد المرشحين، سواء كانت بمبادرة من شباب الحملات الانتخابية، أو كلافتة حب من أحد المطربين للمرشح المفضل، في وقت يتنافس فيه كل فنان مع أقرانه لتقديم أفضل منتج غنائي ودعائي لمرشحه، ففي دائرة المنافسة بين 13 مرشحا في الانتخابات الماضية، ظهرت في سباق الأغاني الدعائية ل5 مرشحين، هم محمد مرسي، وأحمد شفيق، وعبد المنعم أبو الفتوح، وحمدين صباحي، وعمرو موسى، فبلغ رصيد الأغنيات وقتها ما يقرب من 20 أغنية، أما في السباق الرئاسي الحالي، فكان للضيف الجديد عبد الفتاح السيسي رصيدا من الأغنيات يتجدد يوميا، في حين اكتفى صباحي بأغاني السباق الرئاسي الماضي. محمد مرسي، كان رصيده من الأغاني الدعائية في الانتخابات الماضية، 3 أغاني، كانت أقرب للإنشاد الديني في لحنها وأدائها، الذي يعبر عن هوية المرشح الإسلامي وقتها، كما عبرت عن مشروع النهضة، الذي روجت له جماعة الإخوان في هذه الانتخابات، وأول هذه الأغنيات هي: "نهضتنا"، التي أدها مجموعة من شباب الإخوان، هم أحمد صلاح، وإسلام خالد ومي أيمن، وأغنيتين من أداء "أولتراس نهضاوي" هما "بإيدينا نحقق نهضتنا"، و"النهضة إرادة شعب". أما أحمد شفيق، المنافس في انتخابات 2012 حتى جولة الإعادة، فقد جمع التأييد والمعارضة الساخرة في الأغنيات الموجهة له، فكانت هناك بعض الأغاني الشعبية المؤيدة، ك"عايزينه ريس" و"البلد دي عايزة راجل"، أما الأغنية الأبرز والتي خلقت جدلا واسعا وقتها هي: أغنية "أحمد شفيق" للفنان الشعبي عصام شعبان عبد الرحيم، والتي كانت كلماتها "الشعب هيطلع ويقولها وبأعلى صوت، يا أحمد يا شفيق يا جريء جدا بنحبك موت، إكمنك راجل من يومك وجدع وأصيل، لا هتنسى ف يوم أنك مصري ولا تبقى عميل، وبنجري في دمه أحمد شفيق، ولا ولا بيهمه أحمد شفيق"، في حين غير معارضوه سياقها لأغنية ساخرة من المرشح اسمها "أديله في شيكارة"، وظهرت أغاني شبابية لتأييده، كان منها: "ما في غير أحمد شفيق". وكان لعمرو موسى، نصيب من الأغنيات الشعبية، حين قرر شعبان عبد الرحيم، أن يرد على نجله عصام بأغنية "بحب عمرو موسى"، والتي كان لها خلفية من أغنيته صاحبة الصيت الواسع "أنا بكره إسرائيل"، وجاء في كلمات الأغنية "بحب عمرو موسي المخلص الحسيس، إن شاء الله هينجح وهو ده الرئيس، بحب عمرو موسي إكمنه زينا وبحس انه صاحبي وواحد مننا، بحب عمرو موسي عشان إنسان أصيل، وقايلها زمان في غنوة أنا بكره إسرائيل". وبكل الألوان، غنى شباب حملة المرشح الرئاسي السابق عبدالمنعم أبوالفتوح، فكانت الأولى شبابية وهي "أبو الفتوح مشروع وطن"، أما الأخرى فهي بطريقة أغاني الأولتراس، وتقول: "غنى الحرية دى أجمل غنوه في الوجود، شمس الحرية اتولدت ولا يمكن تموت، سادس عقليته مقاومة وحياته الصمود"، وكان "الراب" حاضرا في دعم أبو الفتوح، بوصفه: "إنسان شهم وطموح، إيمانه بربنا سابقه تشوفه فين ما تروح، هقولها من غير ما أفكر الدكتور أبوالفتوح"، بينما أدى أحد المطربين الشعبيين أغنية شعبية لدعم أبو الفتوح يقول فيها "يا ولاد بلدنا علشان ولادنا هيصون ولادنا أبو الفتوح، هيعيد حقوقنا ونلاقي قوتنا وهيبقي صوتنا أبو الفتوح"، حتى المواويل برزت في الدعايا للمرشح، في موال صعيدي يقول: "أبدأ كلامي بصلاة النبي أولى وكرامة المرء فى قولة نعم أو لا، والحسنة تجوز في الغريب بس القريب أولى، ولو ألف مليون مرشح يبقى أبوالفتوح"، كما غنى المطرب حمزة نمرة لتأييد أبو الفتوح نشيد "مصر القوية". ماراثون الأغنية الانتخابية، ظهر فيه حمدين صباحي بقوة في الانتخابات الماضية، فكانت الأغنية الأبرز، التي حولها مؤيدوه ل"كول تون" على هواتفهم المحمولة هي "أنا صوتي لحمدين صباحي"، كما أدى المطرب أحمد سعد أغنية بعنوان "واحد مننا" لدعمه، وظهرت أخرى من كلمات الشاعر الكبير جمال بخيت وغناء وألحان الفنان أحمد إسماعيل، وتوزيع أحمد الحناوي، تقول "صوتي للناس والنيل، والصبح أبو وش جميل، نجمة فى الضلمة دليل ونايات بتنادي صباحي، صوتي لحمدين صباحي"، وأدت مجموعة من "أولتراس حمدين صباحي" أغنية لتأييده، وأغنية أخرى تقول "حب الناس نعمة ما تتقدر يا حمدين، علشان كده واصل ويانا ووفي الدين، ياللي كفاحك لجل الشعب، إحنا كمان هندوس عالصعب، وهنفديك بالروح والقلب، لجل ما نوصل آخر السكة منتصرين"، وأغنيتين حملتا عنوان "يا دنيا هلي بصباحي"، و"الشعب يريد حمدين صباحي". سباق 2014 الرئاسي، حمل مهرجان أغنيات لدعم الوافد الجديد على السباق عبد الفتاح السيسي، لأسماء مشهورة، كان منها أغنية "بالمفيد والمختصر" للمطربة الشعبية بوسي، بينما خصصت الحملات الشعبية المؤيدة للمشير، عددا من الأغاني، بمناسبة ترشحه للرئاسة منها "نزل السيسي بأمر الشعب" و"السيسي هو رئيسنا"، بينما غنت المطربة السودانية "جواهر" أغنية "سيسي يا سيسي انت وبس رئيسي"، أما الفنان الشعبي طارق الشيخ فغنى للمرشح "كمل جميلك"، بينما غير المطرب إيهاب توفيق كلمات أغنيته الشهيرة "الله عليك يا سيدي" إلى "الله عليك ياسيسي.. بكرة تكون رئيسي"، أما "شعبولا" فقد غير اتجاهه من دعم عمرو موسى في الانتخابات الماضية إلى دعم السيسي بأغنية "كلنا بنحب السيسي"، بينما أعرب نقيب الموسيقين مصطفى كامل صاحب أغنية "تسلم الأيادي" عن نيته في عمل أغنيه للمرشح الرئاسي، فيما قرر نقيب الموسيقين السابق إيمان البحر درويش، أن يغني للمرشح "حبيبك يا مصر"، فيما قرر الإخوان، أن يكون لهم دورا في الدعايا المضادة للسيسي، بعمل بعض الأغنيات المسيئة للمرشح، قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية.