حجزت لنفسها موقعًا وسط الناخبين المصطفين في طابور طويل أمام السفارة المصرية بهولندا، تاركة أحلام الصغار ممن يقاربونها في السن، لتشارك الكبار الحدث الأبرز في انتخاب رئيس جديد لوطن ستعود إليه حتمًا يومًا ما، قبل أن تقف مُبتسمة ليلتقط والدها صورًا لها وهي تحمل علم بلدها. "ريتاج سيف"، صاحبة ال6 أعوام، تحرص رغم صغر سنها على مشاركة والدها في كل الاستحقاقات الانتخابية، صوتها البريء يبعث الحماس في نفوس الناخبين وهي تقول "تحيا مصر"، الابتسامة لا تفارق وجهها قبل أن تبادر بالقول "أنا جاية النهاردة مع بابا علشان انتخب الريس"، كلمات عبرت بها الطفلة عن مستقبل عريض ينتظرها "بابا قاللي إن الانتخابات حاجة مهمة، ولازم أحضرها". "الوطن"، هذا اللفظ الذي اعتادت أن تردده دون أن تفهم معناه، يقول عنه والدها "عايز أخلق فيها حب مصر، مش عايزها تفتكر أنها علشان مغتربة، يبقي مش لها حق يكون عندها وطن، تشارك في اختيار مستقبله حتى ولو مش بنفسها، علشان كدة أنا حريص على وجودها معايا كل انتخابات من وقت ولادتها". أحلام الصغيرة لا تعادل سنها، رأسها شامخة وهي تتحدث عن اعتزازها بوطنها الذي لم تراه بعد " نفسي مصر تبقي قد الدنيا، وكمان عايزة أشوف النيل، وأروح الأهرامات، وآكل ملوخية".