اضطرت القوات الأمنية المكلفة بتأمين محطة توليد كهرباء النوبارية في البحيرة، إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق وإبعاد أهالي قرية خنيزة، التابعة لمركز كوم حمادة، والذين يحاصرون المحطة منذ الساعة التاسعة صباحا، ومنعوا دخول وخروج العاملين من وإلى المحطة، وقطعوا الطريق أمامها، وذلك للمطالبة بتعيين أبنائهم بالمحطة والاعتراض على سياسة شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء فى التعيينات، التى يرون أنها تتم وفقا للمجاملات والمحسوبية، وأن معظم الذين تم تعيينهم من أقارب العاملين بالشركة والمحطة، فى الوقت الذى يؤكدون فيه أنهم تنازلوا عن أراضيهم لصالح إقامة المحطة ولم يتم تعويض بعضهم حتى الآن. كانت القوات الأمنية تمكنت من إخراج المهندسين والعاملين من المحطة بصعوبة بالغة، ومن البوابة الخلفية، وحدثت مناوشات بين المهندسين والأهالى المتجمهرين أمام البوابة الخلفية، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مهندسين وتكسير زجاج ونوافذ أحد الأتوبيسات التى تنقل المهندسين والعاملين، فيما أصيب أحد شباب القرية نتيجة تلك المناوشات بين الطرفين. كان اللواء ممدوح حسن مدير أمن البحيرة واللواء محمد حبيب حكمدار المديرية، والعميد محمد خريصة رئيس مباحث المديرية، والمقدم خالد غانم مفتش المباحث، انتقلوا إلى محطة الكهرباء لإقناع الأهالى بفض حصار المحطة وفتح الطريق أمامها والسماح بدخول وخروج العاملين بالمحطة. ودارت بين الجانبين مفاوضات طويلة بشكل مكثف، امتدت لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة، دون الوصول إلى حل يرضي الأهالي، الذين أكدوا أنهم مصرون على الاستمرار فى التجمهر أمام المحطة حتى يتم الاستجابة لمطالبهم بتعيين أبنائهم بالمحطة . قال اللواء ممدوح حسن لأهالى القرية إن اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية اتصل بالمهندس محمود بلبع وزير الطاقة والكهرباء وحصل منه على موافقة بمقابلة وفد من الأهالي الأسبوع المقبل، لبحث مشكلة التعيينات بالمحطة، إلا أنهم رفضوا هذا العرض واستمروا فى التجمهر أمام المحطة، ما دعا القوات الأمنية إلى التعامل معهم وإطلاق القنابل المسيلة للدموع بعد ساعات من الانتظار والمفاوضات ومحاولات الإقناع التى فشلت مع الأهالي. وفي أثناء حصار الأهالي للمحطة قام بعض الفنيين بالمحطة بإيقاف التوربينة البخارية الخاصة بالوحدة الأولى بالمحطة، والتى تبلغ قدرتها 250 ميجاوات، ما أدى الى إخراجها من الخدمة وبالتالى توقف إنتاج هذه القدرة من الطاقة الكهربائية.