عاد الجدل من جديد في الأوساط القبطية، حول طريقة "طقس التناول" وهو أحد أسرار الكنيسة السبع والتي ترمز إلى جسد ودم المسيح عبر خبز القربان والخمر، وتركز الجدل حول معلقة التناول المعروفة ب"الماستير" وهي معلقة فضية يناول بها الكاهن في ختام القداس القبطي المتقدم لهذا الطقس في فمه. الجدل الذي انطلق مع بدء ظهور فيروس كورونا المستجد، وخشية نقل العدوى عبر هذا الطقس في ظل تفشي الوباء الذي أصاب عدد من الكهنة والرهبان والخدام والشمامسة بالكنيسة في الداخل والخارج، توقف مع قرارات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية غلق الكنائس وتعليق القداسات. ومع الحديث عن سعي الدولة والكنيسة لعودة فتح الكنائس وإقامة القداسات باشتراطات صحية ووقائية تشمل التباعد الاجتماعي والكمامة وقياس الحرارة، عاد الجدل حول ذات الطقس خاصة مع التصريحات الصحفية الأخيرة للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الذي أشار إلى أنه لم يسبق للمجمع المقدس مناقشة تغيير طريقة "التناول"، إلا أنه أمر وارد قائلا: "وإن كان (الماستير) لم يتسبب في أي إصابة بمرض على امتداد تاريخ الكنيسة ولكن نحن في الظروف المرضية يناول الكاهن المريض بدون استخدام الماستير، وفي ظل الظروف المرضية التي نعيشها هذه الأيام يمكن أن يطرح هذا للمناقشة، فمسيحيتنا ليست جامدة، وطقوسنا لا تستمد من أفكار بل مما تسلمناه من الآباء، ومن ارشاد الروح القدس العامل فينا، وليس ثمة ما يمنع من استخدام نتاجات العقل والتطور والتقدم في تسيير أمور كنيستنا دون المساس بعقائدنا وأساس إيماننا المستقيم". أسقف مغاغة يتزعم جبهة الرافضين: إيمان الأطفال أحسن من "الإكليروس" وقاد عدد من الأساقفة والكهنة، جبهة الرفض لمحاولة تغيير هذا الطقس، واتهم المؤيدين للتغيير ب"الهراطقة" –الخروج عن الإيمان المسيحي وهي كلمة ترادف التكفير- بل أن أسقف مغاغة والعدوة الأنبا أغاثون، قال في مقطع فيديو بث على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن "إيمان الأطفال أحسن من إيمان الإكليروس –رجال الكنيسة-"، ولتأييد وجهة نظره كرس الأسقف الذي يقدم برنامج على مواقع التواصل الاجتماعي حول "التعليم والإيمان"، موقع مطرانية مغاغة لعرض آراء عدد من أساقفة الكنيسة يرفضون المساس بطريقة "التناول" منهم البابا الراحل شنودة الثالث، والأنبا يوسف أسقف جنوبي الولاياتالمتحدةالأمريكية، والأنبا رافائيل أسقف كنائس وسط القاهرة، الأنبا بنيامين مطران المنوفية، الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا، القمص رويس مرقس وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية السابق، القمص أنجيلوس جرجس راعي كنيسة أبي سرجة بمصر القديمة". ويرى الرافضون للتغيير أن "التناول" هو دم وجسد المسيح وهم فيهما الشفاء وليس طريقة للعدوى ونقل المرض، وأن المطالبين بالتغيير قليلي الإيمان. القمص داود لمعي لمثيري الجدل: كل واحد معتقد أنه "أثناسيوس الرسولي" أما على الجهة الأخرى، فرغم رفض القمص داود لمعي، راعي كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة، لتغيير طريقة التناول، إلا أنه أكد في برنامجه الأسبوعي "الطبيب الحقيقي" الذي يبث على قناة "مارمرقس" الناطقة بلسان الكنيسة والتي تبث من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، أن البابا لم يتحدث عن تغيير طريقة التناول. وقال أنه ممكن دراسة الأمر إذا لم يخالف العقيدة: "أنا أخضع للكنيسة وأنا صعبان عليا من الناس أن كل واحد حاطط نفسه حكم على الكنيسة ومعتقد أنه أثناسيوس الرسولي، وكان المجمع المقدس ماشيين غلط، دي روح غريبة علينا، يا جماعة اللي يقع في خطية الإدانة وينقد براحته كل شيء كيف يتناول قبل أن يتوب، ونترك لو فيه أي تعديلات للآباء ونثق فيهم ونصلي لهم، وهم من سيقولوا لنا غيروه وليه، أو لم يغيروه وليه، فهناك ناس تتجاوز شوية في الكلام، والشيطان هو من يضحك علينا، وبدعوى الدفاع عن الإيمان بنفقد التواضع والاحترام والتوبة، والفيس بوك مؤذي في الحتة دي، ولكن نجد الناس البسيطة تقول نحن سنتناول بالطريقة التي تقول لنا الكنيسة عليها ببساطة من غير تهويل الأمور". و"اثناسيوس الرسولي" البطريرك ال20 للكنيسة ويعرف بأنه "حامي الإيمان" الذي وقف للمخالفين للعقيدة في زمانه. ورد بعض المؤيدين لتعديل طريقة الماستير بما حدث في أحد الكنائس القبطية بولاية كاليفورنيا الأمريكية، بإجبار السلطات المدنية الكنيسة على تغيير طريقة "التناول" بسبب شكوى بعض الأقباط هناك من أن الطريقة قد تؤدي لنقل العدوى، وتم تحذير الكنيسة بأنه في مخالفة ذلك سيتم غلقها، وبالفعل تم تغيير طريقة التناول في تلك الكنيسة.