يتابع نشرة التاسعة بشغف، تعلن المذيعة نقلاً عن وزير الكهرباء نية الحكومة تقليص فرص انقطاع التيار الكهربى، وتناشد المواطنين على لسانه تخفيف الأحمال، لم يكمل باقى النبأ حتى جاءه انقطاع الكهرباء. يتصبب الشاب العشرينى عرقاً، ويهرع إلى «البلكونة» باحثاً عن منفذ هواء، ليجد الشارع شديد الإضاءة بفعل الأعمدة المصطفة على الجانبين، يضرب كفاً بكف تعجباً من سبل التعامل مع الأزمة الطاحنة. أحمد عبدالرازق قرر، قبل أسابيع، اتباع تعليمات الحكومة بوضع خطة محكمة لتخفيف الأحمال، فاستبدل مصابيح المنزل باللمبات الموفرة، واستغنى عن معظم الأجهزة الكهربائية، وقلل إضاءة الغرف معظم ساعات اليوم، لكن فى المقابل وجد تعامل الحكومة مع الأزمة مغايراً تماماً، فالأعمدة فى الشوارع مضاءة ليلاً ونهاراً دون طائل، حسب وصفه: «كل يوم أصحى الصبح على أعمدة الكهرباء فى الشارع منورة من غير داعى، ولما اتصلت بالحى قالوا هنتصرف، استنيت الأمر يتحسن، ومفيش فايدة». مشهد الأعمدة المضاءة فى شوارع الجيزة استفز «عبدالرازق»، فتحمس لفكرة التصدى لها بأن يلتقط صوراً للشوارع المضاءة نهاراً، ويطلق مبادرته «معاً لإطفاء أنوار الشوارع»، بحسب وصفه.. «من الملاحظ إن فيه تعمّد إنارة أعمدة الشوارع نهاراً، وعلشان كده قررت رصد كل تلك الحالات المخالفة دى عن طريق التصوير المباشر لأعمدة الإنارة وعرضها على المسئولين لاتخاذ اللازم، وفصل المتورطين فى هذه المهزلة».